الهـجـرة النبـوية والتـاريـخ الإسلامـي
العين برس/ مقالات
عبدالله علي هاشم الذارحي
معلوم ان العرب كانوا يؤرخون بالأحداث،فكانت الهجرة النبوية، من أهم الاحداث التاريخية في الإسلام، وهي تعبير يشير إلى هجرة النبي صلی الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة مع مجموعة من أنصاره وأصحابه الذين عُرفوا بالمهاجرين فيما بعد، وبها بدأ العدّ التصاعدي في تاريخ الإسلام.. وكانّ هناك هجرتان سبقتا هذه الهجرة قام بها المسلمون، حيث هاجروا إلى الحبشة لما لقيه المسلمون من الظلم والمهانة من مشركي مكة وطُغاتها، لكن بخروج النبي صلى الله عليه وآله منها بعد وفاة مناصريه زوجته خديجة وعمه أبي طالب في العام الثالث عشر من البعثة اصبح للتاريخ الإسلامي منحنىٰ جديداً له..
البداية من ليلة مبيت الإمام علي(ع) في فراش النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأول فدائي في الإسلام وروى عبدالله بن رافع، قال: وقد قال علي بن أبي طالب عليه السلام شعراً يذكر فيه ليلة المبيت قائلا:-
وقَيتُ بنفسي خير من وطأ الحصىٰ
ومن طــاف بـالبيت العتيـق وبالحِـجرِ
محمد لمّــــا خـــاف أن يــــمكـروا بِـهِ
فــوقّــاه ربـي ذُوالجلال من المـــكرِ
وبـتُّ أراعيـــهم متــى يـنـشـــرونــنــي
وقد وطّنت نفسي على القتل والأسـرِ
وبــات رسول الله فـــي الغــــار آمنــــاً
هنـــاك وفــي حِـفـظ الإلــه وفي سـتــرِ..
فخرج رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم من مكة ليلة 1 ربيع الأول ووصل إلى منطقة قبا وأقام فيها أول مسجد عُرف بمسجد قبا وانتظر هناك حتى وصُول علي بن أبي طالب عليه السلام مع الفواطم ثم دخل المدينة في يوم 12ربيع الأول، واستقبلهم الأنصار لأوس
والخزرج ذُو الأصول اليمنية افضل استقبال..
انطلق التأريخ الهجري أو(التقويم الهجري) عند المسلمين من هجرة النبي (ص) من مكة المكرمة إلى يثرب التي أصبحت بعد ذلك تسمى بالمدينة المنورة. والهجرة تعد من معالم التاريخ الإسلامي لدى المسلمين؛ لأنها تعد هجرة من الشرك والكفر إلى التوحيد والإسلام وهي مهيئة أرضية تكوين الدولة الإسلامية والحضارة الكبري الإسلامية بين شعوب العالم كله..
فالنبي هو أوّل من أمر بالتأريخ من يوم وروده المدينة المنورة في ربيع الأول ، فكان المسلمون يؤرخون بالشهر والشهرين من مَقدَمه، إلى أن تمّت له سنة..
فهذا التأريخ الذي بدأ به رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم إنما نزل به القرآن في قوله ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ﴾ولا شك أن هذا إقرار من القرآن في أن أول التأريخ يكون من ربيع الأول، الأدلة على ماسبق كثيرة،
ولأن الصحابة بدأوا التأريخ من الهجرة،
فقد قيل أن عمر بن الخطاب جعل بداية العام الهجري من شهر مُحرَم في مخالفة واضحة للتاريخ الإسلامي اولا وللتقويم الهجري ثانيا، فلنصحح ثقافتنا المغلوطة.