يقال ان المدة التي سيصل فيها لبنان الى حل ملف ترسيم الحدود البحرية اصبحت قصيرة وان حكومة لبنان وصلت الى تفاهم مع الأميركيين الوسطاء بينها وبين الاحتلال، ما يعزز الحصيلة الاولى من الثمار المقتطفة جراء تحريك المُسيّرات الثلاث التي اطلقها حزب الله.
باشارته الى ان “الاجواء ايجابية” وانها “إن لم تكن ايجابية لما أكملنا التفاوض”، أكد رئيس جمهورية لبنان العماد ميشال عون اعتقاده ليلة امس الاربعاء من على شاشات التلفاز، ان ملف الخط 23 سينتهي قريبا، وان الحل سيكون لمصلحة لبنان والجميع، عندما نصل الى نتيجة سيكون الطرفان راضيين والا يصبح أي تصرف بمثابة وضع يد، مشيرا إلى أن “الأجواء إيجابية .
الوضع العام إذن إيجابي بشهاة الرئيس عون على عكس ما ذهب اليه بيان الإدانة الذي تبرّع بتقديمه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب في حق عملية مسيّرات المقاومة فوق حقل كاريش واعتبارها أمرا غير مقبول وخارج إطار مسؤولية الدولة.
كتبت صحيفة البناء اللبنانية فجر اليوم الثلاثاء، انه بخلاف ما قاله ميقاتي وعبد الله بوحبيب، ثبت أن عملية الطائرات المسيّرة التي أطلقتها المقاومة، نحو الحقول النفطية في بحر عكا، قد بدأت تؤتي ثمارها، فلم تؤثر سلبا بل أثرت إيجابا على مسار التفاوض، ذلك ان الثمار ستتضاعف ايجابا اذا ما عرفنا حجم المعاناة التي يمر بها ويعاني منها جيش الاحتلال الإسرائيلي اولها وليست اخرها تتركز على بوصلة الخوف والرعب المصاحب لجنوده الاحتلال من مواجهة المقاومة.
لا يخفى كشف ضباط كبار في سلاح البحرية التابع لجيش الاحتلال مؤخرا عن بعض الثغرات والمشاكل التي قد تواجههم خلال أي حرب قادمة في حماية حقول الغاز المنتشرة على طول الشريط الساحلي الفلسطيني، خصوصا في ظل التهديدات التي أطلقها حزب الله مؤخرا.، ومن ذلك ما نقلته قناة التلفزة “12” العبرية عن مصادر عسكرية في تل أبيب قولها إن تكثيف “حزب الله” وجوده في المنطقة، وضمن ذلك تدشين مواقع ملاصقة لحدود الأراضي المحتلة، يهدف أيضا إلى جمع معلومات استخبارية عن جيش الاحتلال ورصد تحركاته.
قادة قوات الاحتلال الاسرائيلي يعرفون جيدا ان رجال المقاومة في حزب الله اصبحوا يجاهرون بالانتماء إلى الحزب، ولا يخفون الطابع العسكري والاستخباري لأنشطتهم، وانهم لم يعودوا يغطون على أنشطتهم العسكرية عبر الادعاء أنهم ينتمون إلى منظمات بيئية.
قادة الاحتلال متيقنون ايضا ان اي حرب مقبلة ضدهم سوف يواجهون ما لا عينٌ لهم رأت ولا أذنٌ لهم سمعت ولا خطر على قلوبهم في كافة حروبهم العدوانية في المنطقة منذ تاسيس هذا الكيان المغتصب المحتل على ايدي البريطانيين ودول الاستكبار العالمي لتمرير اساليب نهب ثروات بلدان الشرق الاوسط العربية وفرض الجزية والاتاوات على حكوماتها الهزيلة وحلب ما استطاوعوا اليه سبيلا من ثروات النفط والغاز والمعادن الحيوية الاخرى..
الشرطي الاسرائيلي فقد عزمه وقوته ولم يعد قادرا على تامين نهب ثروات المنطقة الى الغرب خصوصا في هذه الفترة الحرجة من تازم وضع الطاقة العالمي اثر الحرب الروسية الاوكرانية، الى درجة ان المعلومات المتواترة من أوروبا تتحدث بوضوح عن خلاصة عنوانها “فشل الترتيبات العسكرية الإسرائيلية بتأمين سلامة الاستخراج والاستجرار للغاز الذي وقعت عليه (اوروبا) على شرائه و(نهبه بالمجان).
المفاجأة جاءت هذه المرة من داخل حدود الكيان المغتصب لفلسطين، وتحديدا من “هيئة البث الإسرائيلية”، التي كانت تركز على حملة التنديد بعمليات المقاومة وطائراتها المسيرة التي ترى ان من شأن هذه الطائرات تعقيد مسار التفاوض، حيث فاجأت الاسرائيليين وعموم المستوطنين بحديث معاكس بنقلها عن مصدر اسرائيلي رفيع قوله ، “أنّ إسرائيل تتوقع تقدما كبيرا في المفاوضات مع لبنان، بشأن ترسيم الحدود البحرية”.
التصريحات الاوروبية جاءت تباعا ضمن ما ينسجم مع الرؤية الاسرائيلية الجديدة بضرورة الحاجة لبوليصة تأمين سياسية توفرها التفاهمات المطلوبة لتحييد فعل المقاومة.
التفاهمات ستمر حكما بالتسليم بمعادلة قوامها “وقف الاستخراج من بحر عكا حتى يتم التوصل الى اتفاق نهائي يضمن للبنان الحد الأدنى الذي تبلغه الوسيط الأميركي من الرئيس عون وأيده رئيس مجلس النواب، ويعتمد حصول لبنان على كامل الخط 23 وحقل قانا من جهة، وتحرير قُدرة لبنان على الاستخراج من أية تعقيدات أو عقوبات تم تهديد الشركات المعنية بها إذا قامت بالعمل في الحقول اللبنانية.
السيد ابو ايمان
المصدر: العالم