كما كل عام، أحيا محور المقاومة – الذي بات له اسم آخر أيضاً وهو محور القدس- يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (رض)، من خلال فعالية منبر القدس. وقد ألقى خلالها العديد من القادة وعلماء المحور خطابات، تخللها الكثير من المواقف المهمة واللافتة.
خصوصاً في ظل تزامن المناسبة هذه الأيام، مع المتغيرات الدولية الاستراتيجية، والتي أشار اليها قائد الثورة الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي أيضاً، خلال لقاءه مع جموع الطلاب الجامعيّين بالأمس الثلاثاء. حينما قال بأن العالم يشهد تحوّلاً إلى نظام عالميّ جديد، مقابل النظام الثنائيّ الأقطاب والأحاديّ القطب، في مرحلة صارت فيها أمريكا أضعف يوماً بعد يوم. مشيراً إلى اقتراب يوم القدس، ومنوهاً بالتضحيات الجسام التي يقدّمها الشباب الفلسطينيّون، الذين يمنعون نسيان قضيّة فلسطين، الأمر الذي جعل من إحياء هذا اليوم في هذا العام مختلفاً عن الأعوام السابقة. واصفاً الشعب الفلسطيني بأنه المقتدر رغم مظلوميته، وأن يوم القدس هو “فرصة جيدة للتعبير عن التعاطف والتضامن مع شعب فلسطين المظلوم وبث المعنويات فيهم”.
ما هي أبرز المواقف التي تخللتها خطابات منبر القدس؟
تميزت خطابات القادة والعلماء، بالتركيز على أهمية هذا اليوم، وكيف تجمع هذه القضية الأمتين العربية والإسلامية. وفي هذا السياق اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنه يجب تسمية محور المقاومة بمحور القدس، لأنها النقطة المركزية الجامعة بين هذه الدول والشعوب والحركات والأحزاب وفصائل المقاومة وكل النخب، سواء في محور المقاومة أو على مستوى شعوب الأمة. مؤكداً على أن القدس باتت محمية من خلال “سيف غزة”، نسبةً الى فصائل المقاومة الفلسطينية التي خاضت معركة سيف القدس في العام الماضي، ومحمية أيضاً من خلال المعادلة الإقليمية القوية الصلبة لمحور المقاومة، كاشفاً أن المعادلة هي أيضاً من أجل تحرير القدس. وأنا قوى المحور مستمرة في إعداد كل العناصر التي تحقق هذه الأهداف. مبيناً أن السبب الأهم لما يتعرض له لبنان، وكذلك دول وحركات المقاومة في المنطقة، من حصار وعقوبات وتضييق على المستوى الدولي والإقليمي والداخلي، هو دفعهم الى التخلي عن القدس وفلسطين، وعن منطق المقاومة وثقافتها، ودفعهم للاستسلام لإرادة أمريكا وإسرائيل. ومشيراً الى أن الصمود في مواجهة هذه السياسات، هو جزء أساسي من معركة المقاومة. لافتاً إلى أن المحور يقف على مشارف النصر الكبير والعظيم والنهائي، الذي يراه قريبا جداً. وبالتالي فإن هذا يكشف، بأن استعدادات وتحضيرات محور المقاومة للمواجهة الكبرى، قد باتت في مراحلها النهائية.
وفي هذا السياق أيضاً، أكدّ قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي من جديد، على تبني اليمن الجاد للمعادلة الإقليمية، التي أعلنها السيد حسن نصر الله، في حال حصول أي تهديد وجودي للقدس، بكل ما يمتلكونه من امكانيات لذلك. مؤكداً أن كيان الاحتلال الإسرائيلي، هو كيان مؤقت ومحتوم زواله، وهذا ما تؤكده عوامل الزوال الموجودة والكامنة في تركيبة هذا الكيان، كما تؤكده مؤشرات الانحدار نحو الزوال، التي يعترف بها أيضاً الكثير من قادة الكيان ومفكريه.
ولم يقتصر التأكيد على الالتزام بهذه المعادلة على الساحة اليمنية، فقد أكد قائد منظمة بدر ورئيس تحالف الفتح الحاج هادي العامري، على هذه المعادلة وعلى التزام العراقيين فيها، كما كانوا سابقاً منذ 70 عاماً من المدافعين عن فلسطين، وقدّموا في سبيل ذلك الشهداء. كاشفاً بأن فصائل المقاومة العراقية طوّرت من إمكانياتها وقدراتها على الصعيد، وأن التصدي لتنظيم داعش الوهابي الإرهابي قد مكنهم من ذلك. مذكراً بأن الإسرائيليين يعتقدون، بأن الرايات التي ستحرر القدس هي الرايات القادمة من العراق.
لذلك هذه المواقف وغيرها تؤكد، أننا قد تشهد المنطقة في السنوات القليلة المقبلة، ترجمة ميدانية وعملية لهذه المعادلة الإقليمية، بشكل ستؤمن النصر الكامل والنهائي وزوال كيان الاحتلال المؤقت.