كشفت مصادر عسكرية وأمنية في الحكومة اليمنية عن نشاط استخباراتي واسع لدولة الإمارات في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن) يقوده عمار صالح، نجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح.
وقالت المصادر أن النشاط الاستخباراتي للإمارات وصل حد اختطاف واستهداف ضباط عسكريين وقيادات المقاومة الشعبية الموالية للجيش الوطني التابع لحكومة الشرعية في مأرب.
ونقلت وسائل اعلام عن مصادر متطابقة أحدهما أمني قولهما إن “الإمارات تنفذ وتشرف على أنشطة استخباراتية في محافظة مأرب (شرق اليمن)، واتخذت مؤخراً أدواراً هجومية ضد قيادات عسكرية، بما يمكنها من ممارسة نفوذ سياسي وأمني هناك في المحافظة الغنية بالنفط”.
وأشارت إلى أن الإمارات أسندت هذه المهمة الاستخباراتية لنجل شقيق صالح، العميد، عمار محمد عبدالله صالح، نظراً لخبرته في هذا المجال، حيث شغل منصب وكيل جهاز الأمن القومي خلال فترة حكم عمه، علي صالح.
وأكدت المصادر أن أبوظبي عينت عمار صالح، شقيق العميد طارق صالح، قائد ما يسمى “المقاومة الوطنية”، المتمركزة في الساحل الغربي، قائداً لوحدة المهام الخاصة التي تديرها منظمة الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن.
وبحسب ابمصادر فإنها حصلت على وثائق خاصة تابعة لمنظمة الهلال الأحمر الإماراتي، تفيد أن عمار صالح، كلف بقيادة وحدة استخباراتية خاصة ضمن شعبة “المهام الخاصة” في المنظمة، في محافظتي مأرب والجوف، شرق وشمال اليمن.
وتكشف المعلومات أن المنظمة الإماراتية التي تتخذ من النشاط الإغاثي والإنساني واجهة لها، خصصت مبلغ 5 ملايين ريال سعودي، بما يساوي مليون و300 و32 ألف دولار أمريكي تقريباً، لتشكيل بيئة استخباراتية تنشط معها بين محافظتي مأرب والجوف.
وتفيد بأن 34 عنصراً رشحوا من قبل عمار صالح وشقيقه طارق، للعمل ضمن الخلايا الاستخباراتية التابعة له، حيث تلقوا تدريبات على أيدي الإماراتيين في هذا الجانب.
وكشفت المصادران أن عمار صالح شكل 8 فرق رصد في محافظة مأرب الغنية بالنفط، كل فرقة مؤلفة من 8 أشخاص، في سياق النشاط الاستخباراتي الممول من أبوظبي.
ولفتت إلى إنه تم الكشف عن خلايا ناشطة تتبع عمار صالح، قائد الوحدة اليمنية الخاصة في منظمة الهلال الأحمر الإماراتي، التي يشرف عليها ضباط مخابرات من الدولة الخليجية.
فيما أوضحت المصادر أنه تم الكشف عن 400 فرد تابعين لعمار صالح، يعملون في مواقع عسكرية مختلفة بمدينة مأرب، وسط شكوك بموقف رئيس أركان الجيش، الفريق، صغير بن عزيز، من هذه الاختراقات.
وبحسب المصادر، فإن أنشطة عمار صالح، لم تتوقف عند مستوى جمع المعلومات الاستخباراتية، بل تعدتها إلى تنفيذ عمليات استهداف ضباط وقيادات في المقاومة الموالية للجيش الوطني، وفي ذروة المعارك التي يخوضها ضد مسلحي جماعة الحوثيين.
وقال مصدر أمني حكومي: “إنه في 12 يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، تم اختطاف ضباط استخبارات بالجيش الوطني مع اثنين من قيادات المقاومة الشعبية، بعد استدراجهم إلى خارج مدينة مأرب (المركز الإداري للمحافظة ذاتها)، عبر اتصال من هاتف رئيس أركان الجيش، صغير بن عزيز”.
وأضاف أن ضابط الارتباط بين الجيش الوطني والتحالف الذي تقوده السعودية، رؤوف الحربي، تواصل هاتفياً مع رئيس أركان الجيش، للقاء به، كما هو معتاد في فترات سابقة.
وأفادت المصادر بأنه عقب ذلك، تم التواصل مع “الحربي” الذي كان بمعية اثنين من قيادات في المقاومة الشعبية بمحافظة البيضاء (وسط) من نفس رقم الهاتف الخاص بالفريق بن عزيز، للحضور إلى مكان اللقاء وزمانه.
وأوضحت أنه فور وصول ضابط الارتباط بالجيش والتحالف “الحربي” إلى مكان لقاء رئيس أركان الجيش، الذي كان خارج مدينة مأرب، كما هو محدد في المكالمة الهاتفية، تم أخذه والقياديين في مقاومة البيضاء، إلى جهة غير معلومة حتى الآن.
وأكدت أنه جرى ملاحقة الخلية، وألقي القبض على أحد عناصرها، مع سيارة تويوتا، رباعية الدفع، من نوع “لاند كروزر 4*4″، التي قامت بأخذهم إلى سيارة أخرى.
وقالت المصادر إن الخلية التي قامت باختطاف الحربي، والقيادي في المقاومة بالبيضاء، والذي يدعى “أبو سمية”، تبين أنها تابعة لعمار صالح، قامت باستدراجه من هاتف رئيس أركان الجيش، بن عزيز.
فيما اعتبر مصدر آخر أن اختطاف ضابط الارتباط بالجيش الوطني “رؤوف الحربي”، يعد أخطر عملية في تاريخ مأرب، واختراقاً استخباراتياً كبيراً تنفذه الإمارات لمسؤول مهم في القوات الحكومية.
ووفقاً للمصادر فإن هذه العملية لم تكن الأولى من نوعها، فقد سبق اختطاف “الحربي” عمليات مماثلة، خلال الشهرين الماضيين.