ما لا شك فيه أن اليمن يقع في إطار جغرافي مهم وحيوي لمصالح الولايات المتحدة. حيث أبدت أمريكا مرات عديدة اهتماماً بالسيطرة على مضيق باب المندب الذي يمر عبره كل يوم 4.7 ملايين طن من النفط الخام. لذلك حرصت الولايات المتحدة الامريكية منذ بداية العدوان على اليمن أن تكون قريبة من مما تسمى “الشرعية “، و وما لايخفى على أحد أن الإدارة الأمريكية الحالية تسعى إلى تجديد عملها وتنسيقها مع التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، حيث نشرت مواقع اخبارية موخراً تدخلاً مباشراً وحضوراً للقوات الأمريكية على الارض اليمنية في مدينة عدن تحت غطاء حماية رئيس المجلس الرئاسي، المتوقع إقامته في عدن خلال الأيام المقبلة.
قوات أمريكية في مدينة عدن
كشفت العديد من المصادر عن وصول شحنة عسكرية سعودية إلى مطار عدن الدولي، وأكدت المصادر ان طائرة عسكرية سعودية وصلت إلى المطار على متنها عشرات السيارات المدرعة من المتوقع ان تصرف للمسؤولين العائدين من الرياض.
وأوضحت المصادر إلى أن الطائرة العسكرية جاءت عقب وصول اعضاء مجلس النواب المفصولين من البرلمان اليمني في صنعاء، وسط توقعات تعرض المسؤولين العائدين إلى عدن لهجمات إرهابية.
وأشارت المصادر إلى أن دول التحالف تسعى لإعادة مجلس الرياض الرئاسي إلى عدن بعد الاطاحة بما يسمى شرعية المستقيل “هادي”.
من جهة أخرى أفادت مصادر محلية في عدن أن الولايات المتحدة الأمريكية أرسلت قوات عسكرية خلال الساعات الماضية إلى قصر المعاشيق لتأمين مقر إقامة رئيس مجلس الرياض الرئاسي الذي سيصل إلى مطار المدينة خلال الأيام القادمة.
وبينت المصادر أن القوات الأمريكية وصلت من مطار الغيضة التي جعلت منه دول التحالف قاعدة عسكرية مشتركة مع القوات الأمريكية والبريطانية إضافة إلى جنود وضباط من البحرية الإسرائيلية منذ مطلع العام 2017م .وكانت البحرية الأمريكية قد أعلنت نهاية الأسبوع عن تشكيل قوة بحرية مشتركة من 34 دولة لتسير دوريات بحرية في البحر الأحمر .وأحكمت قوات التحالف قبضتها العسكرية على محيط قصر المعاشيق في منطقة كريتر منذ نهاية الأسبوع الماضي.
الأهداف والدلالات لوصول القوات الأمريكية إلى جنوب اليمن
إن وصول قوات أمريكية إلى مدينة عدن اليمنية، تحت ذريعة حماية رئيس المجلس الرئاسي، المتوقع إقامته في عدن خلال الأيام المقبلة. يأتي في إطار التاكيد على التحركات الأمريكية في جنوب اليمن وعلى مدى حقيقة الدور الأمريكي في العدوان على اليمن، وها هو اليوم قد أضحى مكشوفاً للعيان، فوصول القوات الأمريكية إلى عدن، يعتبر امتداداً للصراع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط وظاهرة للسباق وللسيطرة على مناطق طريق التجارة العالمية، فموقع اليمن الجيوسياسي الاستراتيجي يظل حاضراً وبقوة في كل الجولات والميادين وفي كل حفلات التنافس الإقليمية والدولية.
تعتبر الولايات المتحدة الامريكية أن موقع اليمن البحري سيظل نقطة حساسة في خارطة النفوذ لكافة القوى العالمية عبر التاريخ حيث أن التحركات الأمريكية المكثفة في المحافظات اليمنية الجنوبية، هدفها تعزيز الوجود الأمريكي في الجنوب وبسط النفوذ على السواحل اليمنية فوصول قوات أمريكية إلى الجنوب وزيادة التحركات الأمريكية تؤكد حقيقة الأطماع الأمريكية في اليمن .
ومن الجدير بالذكر أن وصول القوات الأمريكية موخراً إلى جنوب اليمن هي ليست الاولى من نوعها، حيث أنه وفي وقت سابق من العام الماضي كشف ناشطون موالون لما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، التابع للإمارات، عن وصول قوات أمريكية إلى مدينة عدن، وانتشارها في مواقع مختلفة بالقرب من محيط قصر المعاشيق، بهدف الإشراف على تجهيزات أمنية وفنية لمباني القصر، المقر المرتقب لإقامة عبد ربه منصور هادي. وقد وصلت هذه القوات انذاك بطائرة نقل عسكرية أمريكية كبيرة في تاريخ 11/09/2021م بشكل سري إلى مطار عدن جنوب البلاد وعلى متنها وحدات عسكرية من الجيش الأمريكي يصل قوامها إلى 300 ضابط وجندي معززين بـ12 طائرة بلاك هوك و30 مدرعة هارفي إضافة إلى 4 أنظمة دفاع جوي نوع باتريوت وغرفة عمليات ميدانية متكاملة.
الأطماع الأمريكية في اليمن
من الجديرُ بالذكر أن الأمريكان لهم أطماعٌ واضحة في اليمن من خلال مؤامرات حيكت على هذا البلد، فتبرير أمريكا إرسال قواتها إلى اليمن، بذرائع مختلفة هو عذر أقبح من ذنب، فالمعروف أن الأمريكان خلال كل السنوات الماضية قدموا العديد من الذرائع لتواجد القوات الأمريكية في اليمن .. فمروراً بذريعة تفجير المدمرة كول قبالة السواحل اليمنية في عدن وفِي حينها قامت الدنيا ولم تقعد.. وأرسلت أمريكا ما يقارِبُ 2000 جندي وضابط إلى عدن للعمل على التحقيق وظلوا هناك مدة طويلة.. وبعدها اختلقوا ذريعة القرصنة التي من خلالها ملأت أمريكا سواحل اليمن بالفرقاطات والسفن الحربية والمدمرات الحربية وهذا كان قبل أَكْثَـر من عشر سنوات.
وبالتالي ايضاً اختلقوا ذريعةَ الطرود المفخّخة وقصة النيجيري الذي مر من اليمن فقط.. وقيل إنه شحن طرداً مفخخاً إلى أمريكا والمعروف أنه ليس هناك رحلات مباشرة من اليمن إلى أمريكا.. وبهذه الذريعة وضعت المطارات والمنافذ البرية تحت الرقابة الأمريكية.. وفِي حينها كان السفير الأمريكي يتحرّك وكأنه الحاكم الفعلي لليمن.. في المقابل بعد استحكام الأمريكان على المنافذ البحرية والسواحل وكذلك البرية والهيمنة على القرار السياسي في السابق .. باتت اليمن تحت الوصاية الأمريكية وتغير السيناريو وبدأوا بالعمل على الأرض.. من خلال نشر ما يسمى عناصر الإجرام القاعدة وداعش والعمل على تهيئة المناخات والأجواء.. لتستحكم قبضتها على مناطق ومنها ابين ولحج وشبوة وحضرموت ومأرب والبيضاء ومناطق أُخْـرَى ورفعت الرايات السوداء ودفع الشعب اليمني فاتورة كبيرة جراء المؤامرة الخبيثة الأمريكية .
تجلت الحقائق وانكشف الغطاء
ندرك جميعاً أن أمريكا لم تعمل يوماً من أجل مصلحة الشعب اليمني، وإنما دعمها لـعملائها من بعض الأنظمة هي من أجل المصلحة الأمريكية والسيطرة على مقدرات الشعب اليمني، فلقد تجلت الحقائق وانكشف الغطاء.. وكشف عن وجه أمريكا القبيح واتضح للجميع المطامع الاستعمارية الأمريكية لليمن.. اليوم من الواضح أن الشعب اليمني بدأ يصحو ويتحرّك من أجل الحرية ويعي حجمَ خطورة المرحلة.. وبدأ يهتفُ في وجه أمريكا وعملائها فلا مجال اليوم في اليمن للارتهان والوصاية والهيمنة الامريكية.
من جهة اخرى تجب الإشارة إلى أن العدوان على اليمن أعلن من واشنطن تحت مبررات واهية وعناوين زائفة ومظلة.. حيث شنت الآلاف من الغارات الجوية ودمر كُلَّ ما له علاقة بحياة الإنْسَان اليمني.. وأَصْبَحت اليمن أطلالاً ورُكاماً وأهلك الحرث والنسل وقتل وجرح الآلاف من المواطنين وحصار بحري وبري وجوي..ومن خلال ما يحدث في اليمن تكشفت الحقائق واتضح للجميع ماذا تريد أمريكا من اليمن فلولا أمريكا لما حصل هذا العدوان كله عل اليمن ..
في النهاية إن الأحداث باتت ماثلة أمامنا وماذا تريد أمريكا أن تحققه في اليمن.. ولنا عبرة بما جرى ويجري في الدول التي دخلتها امريكا و دنستها ، فيجب على الشعب اليمني أن يتحرّك بمسؤولية تجاة تواجد القوات الامريكية في البلدة .
* الوقت