قالت مجلة “كومونويل” الأمريكية إنه لا يزال الكثير من الأمريكيين غير مدركين لدور واشنطن في خلق الكارثة الإنسانية في اليمن.. حيث تزود الولايات المتحدة التحالف السعودي بعدد كبير من الطائرات التي تستخدمها الرياض وترتكب بها جرائم حرب في اليمن.
وأكدت أن في 2 نيسان/ أبريل، ظهر بصيص أمل يلوح في الأفق، وهو وقف إطلاق النار لمدة شهرين بوساطة الأمم المتحدة، بدءًا من اليوم الأول من شهر رمضان.
وأفادت أنه أول وقفاً حقيقياً لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ سبع سنوات بين الرياض وصنعاء.. فمنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، سمح لليمن بتلقي شحنات الوقود إلى ميناء الحديدة، في الوقت الذي الشعب اليمني فيه بأمس الحاجة إليها.
وذكرت أنه تم الاتفاق على بعض الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي، لكن الحصار السعودي للموانئ اليمنية الجوية والبحرية مستمر.. ولا يزال السلام هشا ومحدودا.
وأضافت أنه لقي ما يقرب من 400 ألف يمني حتفهم في الصراع، 60 % منهم بأسباب غير مباشرة للصراع كالجوع أو المرض أو الافتقار إلى المياه الصالحة للشرب..علاوة على ان الكثير منهم لم يتمكنوا من الحصول على الضروريات الأساسية بسبب الحصار السعودي.
وأكدت أن أكثر من 23 مليون شخص، أي ما يعادل ثلاثة أرباع سكان البلاد، بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.. وفي غضون ذلك، يرتفع سعر الحبوب بسبب الحرب بين روسيا أوكرانيا.
وأوضحت أنه منذ أكثر من عام، تعهد الرئيس جو بايدن بتقليل التورط الأمريكي في الحرب، معلناً أن الولايات المتحدة ستنهي العمليات الهجومية في اليمن، وتوقف مبيعات الأسلحة ذات الصلة للسعودية.
وكشفت المجلة أن في ذلك الوقت، كان المراقبون متشككين بوعود بايدن.. إذ تزعم السعودية أنها تصرفت بشكل دفاعي بالكامل في اليمن، ولذلك واصلت الولايات المتحدة تقديم المساعدات العسكرية والاستخباراتية للسعوديين.
وأضافت المجلة أن آل سعود لا يبدو أنهم مرتاحين لمسؤولي إدارة بايدن، حيث يفضلون التعاطف غير النقدي لمسؤولي إدارة ترامب.. ومع ذلك، كان هناك توتر ملحوظ في العلاقات الأمريكية السعودية.
وتابعت أن دونالد ترامب كان حريصاً على تزويد السعودية بالأسلحة لحربها في اليمن، واستخدم الجيش الأمريكي لمهاجمة أعداء الرياض، مثل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.
لقد مضى وقت طويل على توقف الولايات المتحدة عن حماية النظام السعودي وتمكين جرائمة في اليمن.. لكن هذا لا يكفي.
وقالت إنه بينما نسارع إلى إغاثة الأوكرانيين الفارين من العنف، ينبغي لنا أيضا أن نتذكر أولئك الذين يعانون من آثار الحرب في دول أخرى من العالم، وأن نعترف بمسؤوليتنا عن بعض تلك المعاناة.
وأكدت أنه يقع على عاتق أغنى دولة في العالم واجب أخلاقي للتأكد من أن الأطفال لا يموتون جوعا في اليمن وأفغانستان لأن الغرب منشغل بالأحداث في أوروبا الشرقية.