كشف القيادي المؤتمري والكاتب والمحلل السياسي عادل الشجاع عن انقلاب متكامل الأركان قاده ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان ضد الرئيس هادي وبقية المتحاورين في الرياض واصفا في مقال له تحت عنوان ” لماذا أقدم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على تصفية الشرعية اليمنية بهذه الطريقة؟ ” بأن بن سلمان قاد أرخص انقلاب وقدم نصرا مجانيا للحوثيين .
وقال الشجال في مستهل مقاله التحليلي ” أشارت التقارير السياسية منذ فترة مبكرة إلى أن ملف الحرب في اليمن سيكون هو الثمن الذي يقدمه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مقابل ملف خاشقجي، فقد كان على بن سلمان أن يتحمل مسؤلية مقتل خاشقجي وبالتالي تنتزع الولاية منه، أو أنه يقدم ملف الحرب في اليمن قربانا للأمريكان، فاختار الأخيرة، لهذا السبب مارس لعبة الخداع على الرئيس هادي وعلى المتشاورين في الرياض وأخرج لعبته بطريقة غبية ستجعله لا يفقد فقط ولايته للعهد في المستقبل، بل المملكة بكلها .” .
وأضاف القيادي المؤتمري ” صحيح أن محمد بن سلمان حقق أرخص انقلاب في تاريخ الانقلابات، وصحيح أيضا أنه نجح في تحقيق هذا الانقلاب، لكنه لم يدرك أنه قدم نصرا مجانيا للحوثيين ومن ورائهم إيران، فقد استعجل بتجريد الرئيس من شرعيته وشكل مجلسا رئاسيا، ليس مأزقه الوحيد أنه متناقض المصالح والتوجهات، بل كونه أيضا مجلس فاقد للشرعية، إذ لا توجد جهة يمكنه أن يؤدي اليمين الدستورية أمامها، فالرئيس الذي انتزع القرار منه لم يعد رئيسا، ومجلس النواب لا يستطيع أن يؤدي اليمين أمامه لأنه غير منتخب من الشعب وإنما جاء بقرار .” .
وأكد الشجاع “بالإضافة إلى ما سبق، فإن المهمة الرئيسية لهذا المجلس هي إدارة الحوار مع الحوثيين وليس إدارة الحرب، وفي حالة رفض الحوثي للحوار، فإن المجلس سينفض إلى أتباع الإمارات وأتباع السعودية، خاصة وأن هناك من يطلق على نفسه رئيسا للجنوب وممثلا للقضية الجنوبية، إضافة إلى دفع الإمارات لمليشياتها لمواجهة من تسميهم بالإخوان، وهذا بحد ذاته سيخدم الحوثيين، وسيخلق انقساما جديدا .” .
ونوه في مقاله إلى ” ومن كل ما سبق، ستجد أصحاب المرتبات الممنوحة من هنا أو هناك من يقول لك، إن مجلس الرئاسة هو الخطوة الأولى الصحيحة لتوحيد الصف اليمني ولاستعادة الدولة وإذا تحدثت عن الشرعية وعن الدستور، سيسارعون بالقول، من متى كنا نعمل بالدستور ؟ ” .
وخلص الكاتب في مقاله إلى أن ” خلاصة القول، إن محمد بن سلمان لا يتمنى شيئا أكثر من انتهاء ورطته في اليمن، فقد أصبح مجرد ذكر اليمن يشكل له صداعا مزمنا، وهذا ما دفعه إلى رمي ملف اليمن لأخيه خالد بن سلمان، الذي بدوره سلمه إلى سفيرهم في اليمن محمد آل جابر الذي جاء بالنطيحة والمتردية وما آكل السبع وسفهان القوم إلى الرياض وأتاح لمحمد بن سلمان التخلص من الشرعية، لكي يتخلص من التزام بلاده تجاه اليمن، فوزعوا دمها بين المليشيات والمجالس المتعددة، التي نشأت بفعل القوة، وسيبقى مجلس محمد بن سلمان هو الخاسر الأكبر بين هذه المجالس لأنه مجرد من القوة أولا، ولا توجد جهة يؤدي اليمين الدستورية أمامها ثانيا .” .