يشير الناشط الإعلامي حميد رزق، إلى أنه وَقبل ثمانية أعوام، تعرَّضُ اليمنُ لعدوان عسكري واسع نفّذته السعوديّة والإمارات وعددٌ من الدول العربية، برعاية وإشراف وتوجيه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على إثر حدوث ثورة شعبيّة واسعة بقيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أسقطت نظام الارتهان وأطاحت بالوصاية الأجنبية، لافتاً إلى أنه وخلال ثَمَانِي سَنَوَاتٍ من الحرب والحصار ارتكبَ العدوان فظاعات كبيرة وجرائم وحشية، وراهن الأعداء على فارق القوة وعامل الوقت ووحشية المجازر لإسقاط البلاد تحت سيطرة الاحتلال، لكن وبرغم ذلك حدثت المعجزة، معجزة الثبات والصمود ومن ثم الانتقال من الدفاع إلى الهجوم واستهداف عمق الأعداء بعد النجاح في تطوير وتصنيع سلاح الردع الصاروخي والجوي.
ويضيف رزق أن السعوديّة مُستمرّة في قراءتها الخاطئة لأنصار الله والسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتعتقد أن بإمْكَانها خداعَ اليمنيين والضحك عليهم؛ لتتمكّن من النفاذ بجلدها من ورطة الحرب وتعفي نفسها من دفع فاتورة العدوان، فيما تستمر في تغذية الصراع والحروب الأهلية.
ويقول: إن خلاصة الموقف وللسعوديّة حق الاختيار: إما الانصياع لمقتضيات سلام حقيقي يقوم على وقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار وتبادل الأسرى؛ وإلا فاليمانيون قادمون بجيش مؤمن منظم وترسانة صاروخية ومسيرات متنوعة متطورة تعبر أجواء المعتدين وتطال منشآت الأعداء بدقة عالية وقدرة كبيرة على التدمير.
تنامي القدرات:
من جانبه، يقول الناشط والباحث الدكتور يوسف الحاضري: بعد ثمانية أعوام كاملة من العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ لم نزدَدْ إلَّا قوة وعنفواناً وتنامياً في الصمود، في وقت أن العدوّ وأدواته القذرة لم تزدَدْ إلَّا وهناً وضعفاً وهشاشةً، وهذا الفارق الكبير بين الحق والباطل وترجمة عملية (إن النصر مع الصبر).
من جهته يقول الكاتب عبدالملك سام، معلقاً على صمود الشعب اليمني أمام تحالف العدوان لـ 8 أعوام: “إن الله الذي أيدنا وأفرغ علينا صبراً، ولا أحد يستطيع أن يدّعي أنه صاحب الفضل علينا؛ فالجميع توقّع سقوطنا منذ اليوم الأول، أما اليوم فالجميع يعرف أن العدوان لم يعد بيدِه شيء ليفعله، فقد استخدموا أعتى الأسلحة وجلبوا أحقر المرتزِقة وجمعوا أخبث المخطّطين والخبراء وأنفقوا مال قارون ليسقطونا، ولكن بلا فائدة، وَلم يكن أمامنا خيار سوى الصمود، مُشيراً إلى الآلاف من الجرائم الوحشية والإجرامية التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني الصابر الصامد، ومع ذلك ظل الشعب صامداً وشامخاً.
ويضيف الكاتب سام أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وعملاءهم من النظام السعوديّ والإماراتي وأحذيتهم يعرفون بأنهم مجرمون وقتلة ولصوص، وأن ما يريدونه هو احتلال البلاد واستعباد العباد، ولا يمكن أبداً أن تتغير حقيقة العدوان أَو أن يتم تبريره، مُشيراً إلى أن الشرعية الحقيقية -لا شرعيتهم الزائفة- هي بيد الشعب اليمني حصراً، وأن هذا حق ديني وقانوني وعُرفي وأخلاقي وإنساني، وأنه لَشرفٌ لنا أن نقف ضد هؤلاء المجرمين لنأخذ بحقنا وحق الشعوب التي ظلموها قبلنا.
ويقول إنه لا يوجد طرف يمني قادر على شن عدوان بهذا الحجم والحقد، وإن المسألة ليست داخلية، بل هو عدوان أمريكي بامتيَاز؛ فقد أعلنوا بداية عدوانهم من واشنطن، والعدوان ينفذ بأسلحة أمريكية، والدعم اللوجستي والدبلوماسي والإشراف كله أمريكي لا يوجد طرف آخر سوى النظامين السعوديّ والإماراتي الأحمقين اللذين يدفعان تكاليف العدوان، وسيتحملان تبعاته، أما الخونة فلا يمكن أن تعتبرهم بشراً حتى نقول عنهم يمنيين؛ فهم مُجَـرّد أحذية، ويلعبون ذات الدور الذي لعبوه مع المحتلّ البريطاني سابقًا.
صمودٌ مذهل:
بدوره، يتساءل الناشط الإعلامي عبد القادر عثمان بقوله: “من كان يتصور أن أبناء اليمن سيتحملون عاماً واحداً تحت نيران أحدث وأفتك الأسلحة العالمية المحرَّمة منها والممنوعة؟! 17 دولة عربية وغربية بقيادة إمبراطورية القوة الكونية في العصر الحديث (أمريكا)، وسرطان التوسع الجديد (إسرائيل)، وبقرة الشرق الأوسط الحلوب (السعوديّة) تشن حربًا ضارية على بلد هو الأفقر في المنطقة، ويقف في صف ذلك الحلف الآلافُ من أبناء البلد، يقاتلون كمرتزِقة نيابةً عنهم ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل تمكينهم”، مبينًا أن كُـلّ ذلك جعل العالم يقفُ صامتاً يترقّبُ نهاية اليمن في أية لحظة وفق ما توحي به المعطيات.
ويقول عثمان: نحن اليمنيين وحدَنا من كنّا على يقين بأنّا أقوى من تلك الترسانات العملاقة وأكثر تماسكا من تلك التحالفات اللا محدودة وأغنى بعزة نفوسنا وأنفتنا وشموخنا من كُـلّ تلك الأموال الطائلة، وأننا أصلد من الصواريخ وأعتى من الموت الذي يبعثرونه في كُـلّ مكان؛ لأَنَّ الله سبحانه وتعالى والقضية الحق والتاريخ في صفنا.
ويزيد قائلاً: “مرت السنوات وبدأت أصواتُ أحرار العالم تخرج عن طور الصمت؛ لتصدح بذهولٍ مما رأت من شواهد هذا البلد الكبير معلنةً وقوفها في صفه، مناديةً بقضيته، متفاخرةً بزخم إنجازه؛ فتهاوت معها أركان التحالف وغدت كُـلّ ثانية تمر عليه لا تمر دون أن يطأطئ فيها رأسَه”.
ويضيفُ: “ثمانية أعوام قضت، خسرنا فيها الكثير واكتسبنا فيها الأهم، خسرنا أرواح الأبطال وبنية تحتية ثمينة وأجزاء من ترابِ بلدنا الطاهر، واكتسبنا العزة والصبر والنصر وقوة عسكرية إيمانية لا تقهر بإذن الله”.
صيامٌ وصمود:
أما الكاتبة فاطمة المهدي فتكتب قائلةً: “يهل علينا شهرُ رمضان المبارك متزامناً مع مناسبة عظيمة نحتفل بها نحن اليمنيون وهي مرور 8 سنوات من الصمود والانتصارات أمام حرب كونية عاتية شنت علينا شعباً وأرضاً، سياسةً واقتصاداً، تعليماً وصحةً، قصفاً وحصاراً.. دون أن نذل أَو ننكسر أَو نهون”.
وتضيف: “كيف يذل أَو ينكسر أَو يهون شعبٌ يمتلئ قلبه حباً ويتجسد ولاؤه لله ورسوله صبراً وجهاداً وعزيمةً، وإيمَـاناً بنصره وصدق وعوده؟ بل كيف ينتصر تحالف حبه وولاؤه وطاعته للطاغوت والشيطان، الذي قال عنه الخالق عز وجل {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً}؟”.
وتقول: “إن كُـلّ عام سيدخل رمضان المبارك أرضنا وبيوتنا وقلوبنا عزيزاً كريماً طيباً مباركاً، يصومه الغني والفقير معاً برضا وفرح وطمأنينة؛ لأَنَّه أعظم مدرسة تعلمنا ونتعلم منها تلك القيم الإيمَـانية والروحية العظيمة التي منحتنا هذا الصبر والصمود؛ وهذه العزة والقوة، طوال 8 عجاف يابسات، عانى منها العدوّ وتألم وخسر أضعاف ما عانيناه وتألمناه وخسرناه”.
أما الكاتب الناشط الإعلامي زيد الشريف فيؤكّـد أن صمودَ الشعب اليمني وصبره في مواجهة دول تحالف العدوان لا بد أن يثمر ثماراً طيبة قائمة على العزة والقوة والحرية والاستقلال، وأنه مهما طال زمن العدوان والطغيان والحصار والمواجهة للمعتدين فلا بد أن يحصد الشعب اليمني ثمار ونتائج صدقه وجهاده وتضحياته مع الله تعالى.
ويخاطب الشريف دول تحالف العدوان قائلاً: “جرائمكم موثَّقة بالصوت والصورة والزمان والمكان؛ فبأيٍّ منها تكذبون ولأيٍّ منها تبرّرون؟ عدوانكم لا مبرّر ولا شرعية له ولا يمكن تصويره أنه صراعٌ داخلي فالإعلان من واشنطن والقنابل أمريكية، كما أشار إليه قائد الثورة في خطابه عشية الذكرى الـ 8 من الصمود بوجه العدوان.
فيما يخص السلام يقول الناشط زيد الشريف: إن السلام الحقيقي والعادل والمشرف نحن حاضرون له، وبالنسبة للمغالطة والتكتيكات القائمة على المكر والخداع فنحن مستعدون وجاهزون للتعاطي معها كما يجب، وَفي حال استمر العدوان والحصار فنحن قادمون بقوة الله وعونه بترسانة عسكرية فتاكة، حسب ما أكّـده السيد القائد -يحفظه الله-، مُشيراً إلى أن طريق السلام يكمن في وقف العدوان وفك الحصار وإنهاء الاحتلال، ما لم فنحن قادمون بقوة الله وعونه لصناعة النصر.
صحيفة المسيرة