وصول قوات أمريكية إلى البحر الأحمر وتحذيرات يمنية شديدة اللهجة
العين برس/ متابعات
تمثل القوات الأمريكية المنتشرة الآن في البحر الأحمر جزءًا مهمًا من حضور الولايات المتحدة العسكري في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتمركز قواعد عسكرية وقوات بحرية وجوية على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية. ,تعتبر القوات الأمريكية المتمركزة في البحر الأحمر جزءًا من جهود واشنطن لحماية مصالحها الاستراتيجية والنفطية في المنطقة، ومع ذلك، يمكن القول إن وجود القوات الأمريكية في المنطقة يزيد بدوره من التوترات الإقليمية ويعرقل الحلول السياسية بين الدول العربية، حيث إن أمريكا هي “اليد الخفية ” التي تدعم الصراعات وتحرّض بين الدول المتنافسة.
وبالتالي، فإنه من المرجح أن تؤدي القوات الأمريكية في البحر الأحمر، على الرغم من أهدافها المعلنة ، إلى زيادة التوترات بدلاً من تهدئتها على المدى البعيد، وهناك عدة أسباب يمكن أن تجعل القوات الأمريكية في الشرق الأوسط تعتبر “اليد الخفية” حيث إن الولايات المتحدة تدعم بعض الأنظمة الاستبدادية في المنطقة طالما هذا يخدم مصالحها الجيوسياسية والاقتصادية، وجود القوات الأمريكية يؤدي إلى استمرار الصراعات والتوترات في المنطقة بدلاً من حلها، ما يخدم مصالح واشنطن.
واشنطن أيضاً تستخدم قوتها العسكرية والسياسية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول بهدف تحقيق أغراضها، ويمكن القول إن هذه بعض الأسباب الرئيسية التي تجعل القوات الأمريكية تعتبر “اليد الخفية” وراء الصراعات في الشرق الأوسط .
وصول قوات أمريكية إلى البحر الأحمر
أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية الاثنين أن أكثر من 3000 بحار وجندي وصلوا إلى الشرق الأوسط، ضمن خطة أعلنها البنتاغون في وقت سابق.
وقالت القيادة في بيان إن “أكثر من 3000 بحار وعنصر من مشاة البحرية الأمريكية من مجموعة باتان البرمائية (ARG) والوحدة الاستكشافية، وأضاف البيان: “دخلت السفينة الهجومية البرمائية وسفينة الإنزال البحر الأحمر بعد عبورها البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس”، مشيرا إلى أن “هذه السفن تجلب معها إلى المنطقة أصولا جوية وبحرية إضافية، إضافة إلى المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأمريكيين، ما يوفر قدرا أكبر من المرونة والقدرات البحرية للأسطول الخامس الأمريكي”.
وأوضح أنه “يمكن للسفينة الهجومية البرمائية أن تحمل أكثر من عشرين طائرة ذات أجنحة دوارة وثابتة، بما في ذلك طائرات إم في -22 أوسبري وطائرات هارير الهجومية من طراز AV-8B بالإضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية”. وذكر أن “منطقة عمليات الأسطول الأمريكي الخامس تشمل ما يقرب من 2.5 مليون ميل مربع من المساحة المائية وتشمل الخليج الفارسي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي وثلاث نقاط حرجة في مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب”.
ويصف خبراء أمريكيون الأسطول الخامس بأنه أكثر الأساطيل الاستراتيجية التابعة للجيش الأمريكي أهمية في منطقة الخليج.
تحذيرات يمنية للقوات الأمريكية
في نفس الوقت الذي دخل فيه الأسطول الأمريكي البحر الأحمر ، حذر نائب وزير الخارجية اليمني حسين العزي القوات الأمريكية، وحسب الموقع الرسمي لأنصار الله اليمني ، وجه “حسين العزي” ، نائب وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني اليمنية، رسالة حاسمة إلى القوات الأمريكية التي دخلت البحر الأحمر.
وأعلن حسين العزي في تدوينة على الإنترنت: “من أجل السلم والأمن الدوليين والحفاظ على أمن الملاحة في البحر الأحمر ، يجب على القوات الأمريكية الابتعاد عن مياهنا الإقليمية في البحر الأحمر ، وقال إن أي اقتراب من المياه الإقليمية اليمنية سيكون بداية لمعركة شرسة.
وأضاف موقع أنصار الله اليمني، إن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل اتخاذ خطوات لإثارة التوتر في المنطقة وهذه الإجراءات تعرقل السلام في اليمن. وحسب مركز معلومات أنصار الله اليمني، فقد أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل المزيد من القوات إلى البحر الأحمر، وهذا تهديد مباشر للمياه الإقليمية والجزر والمحافظات اليمنية، وخاصة أن الولايات المتحدة تصر على الاستمرار في التعدي وتطويق اليمن.
وفي وقت سابق، أكد عبد الوهاب يحيى المحباشي ، عضو المكتب السياسي لأنصار الله ، في تصريحاته حول معوقات إحلال السلام في اليمن، أن النظام السياسي السعودي لا يتمتع إلا بقدر ضئيل من الحرية في اتخاذ القرارات بما يتماشى مع مصالح المملكة العربية السعودية وفي معظم الحالات فإن السعودية تتبع السياسية الأمريكية ، حيث إن أمريكا تمنع انتهاء الحرب في اليمن.
وصول قوات أمريكية الى البحر سبقها إجراء مناورات.. ما هي الأهداف؟
لا يجد المرء صعوبة في قراءة رسالة وصول قوات أمريكية إلى البحر الأحمر ، فهي تأتي في وقت يتعرض التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي لهزائم منكرة على يد القوت المسلحة اليمنية، التي باتت تهدد العمق الجغرافي والاقتصادي والأمني لدول العدوان، التي كانت تمني النفس يوما بالسيطرة على صنعاء في أسابيع، فوصول القوات الأمريكية يأتي لإعطاء جرعات من المعنويات للسعودية والإمارات و”إسرائيل”، في مقابل ممارسة ما تعتقده أمريكا، حربا نفسية على القوات المسلحة اليمنية، لدفعها إلى التراجع عن استهدافها للعمقين السعودي والإماراتي.
وعلى صعيد متصل، سبق وأن حذّر وزير الخارجية في حكومة صنعاء، “هشام شرف”، من “مخاطر خطط قادمة لتحالفات عسكرية ذات أهداف مشبوهة، تحت مسمى المناورات البحرية للكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب”. ونبّه وزير الخارجية من “مغبة انزلاق المنطقة إلى ساحة صراع وتحالفات عسكرية دولية جديدة بذريعة مقاومة الإرهاب والقرصنة وتعزيز أمن المنطقة، بينما حقيقة الأمر وجود أجندات وأهداف مشبوهة لتحويل منطقة البحر الأحمر وبحر العرب إلى ساحة صراع مباشر وبالوكالة”.
وأكد أن “شعوب ودول المنطقة هي المتضرر الأول من مثل تلك الترتيبات العسكرية، التي تدعو إليها “إسرائيل” والولايات المتحدة، بل ستكون وقوداً لها والمتضرر الرئيسي في أي حروب ستنشأ عنها”. ولفت وزير الخارجية إلى أن “ما أعلنه الكيان الصهيوني والقيادة المركزية الأمريكية بشأن المناورات البحرية في المنطقة لا يعدو كونه عرضاً مستفزاً للقوة العسكرية البحرية”، موضحاً أن “المناورات المزمع إجراؤها خلال الفترة المقبلة تأتي في وقت تتحدث فيه واشنطن عن ضرورة خلق أجواء استقرار وسلام في البحار والممرات البحرية الدولية”.
وشدّد على أهمية “الرصد المستمر للتحركات الإسرائيلية الجديدة المدعومة من واشنطن وبمشاركة عدة دول تسير في ركبها وتُقاد بشكل أعمى إلى أنشطة عسكرية معادية، ظاهرها المحافظة على سلامة الملاحة البحرية والتعاون العسكري التقليدي”.
ومن جانبه أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها المسلحة اللواء “علي حمود الموشكي”، أن “صنعاء ترى في هذه المناورات ترتيبات وبدايات لأحداث تصعيد وتنفيذ مخططات ستؤدي في حال تنفيذها إلى عسكرة منطقة البحر الأحمر وبحر العرب وخليج عدن، وخدمة أهداف خبيثة عديدة للكيان الصهيوني، على رأسها الدفع نحو التطبيع معه”.
وحذر رئيس هيئة الأركان العامة في قواتها المسلحة ، من خطورة استقدام قوى التحالف للعناصر التكفيرية والمنتمية لما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية عبر ميناء المخاء، واستخدامها له كمحطة وصول لمختلف أنواع الأسلحة والمتفجرات والألغام ، ودور ذلك في زعزعة أمن الملاحة البحرية في البحر الأحمر .
تحذيرات اللواء “الموشكي” جاءت في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة مناورة عسكرية مشتركة جمعت بين “إسرائيل” والإمارات والبحرين في البحر الأحمر بهدف ما اسمته أمريكا وقتها حماية الملاحة البحرية، وهو ما اعتبره مراقبون رسالة تريد إرسالها الولايات المتحدة الأمريكية إلى قوى إقليمية أخرى .