وساطـــة عمانيـــة.. ومصاعب الإنجـــاز
العين برس/ مقالات
العميد حسن الرصابي
المفاوضات التي جرت في صنعاء ليست سهلة .. وفيها من التعقيدات ما يكفي لكي يدرك أي متابع ان الصعوبات عديدة ومتكالبة وفيها أكثر من طرف له حساباته .
لكن يبقى الأمل في إحداث متغير إيجابي في هذه المفاوضات ولاسيما ان الملف الانساني هو الاساس وله الأولوية .. ومن المعلوم ان التفاؤل بدأ يتسع بشان النجاح وتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات من اجل ترسيخ قيم السلام والأمن والاستقرار التي تحتاجه المنطقة بعد هذه السنوات التسع العجاف التي أكلت الأخضر واليابس ولم يعد يحتملها أحد .. وضاقت منها كل الفئات المجتمعية في المنطقة وتحديداً في اليمن في ظل انعدام الامن الغذائي واتساع رقعة الجوع والمخاوف من استمرار انسداد الأفق السياسي الذي يضع تحديات عديدة امام المشهد السياسي العام في اليمن كما يؤكد مراقبون ومهتمون .. ومعلوم ان المبعوث الامريكي إلى اليمن ” تيموتي ليندركينغ ” كان قد سبق زيارة الوفد العماني لصنعاء بلقاء جمعه بوكيل وزارة الخارجية العماني خليفة الحارثي يوم الخميس 18 أغسطس الجاري في سعي كما يقال إلى ايجاد حل سياسي شامل في اليمن .. ومن المهم ان ندرك أن هذا الاندفاع الامريكي يقف خلفه الرغبة الغربية في تأمين خطوط نقل الطاقة وإنتاجها جراء استمرار الحرب الروسية الاوكرانية والتذمر الكبير الذي تبديه أوروبا التي ترى ان واشنطن قد ورطتها في الدعم المكشوف لا وكرانيا في مواجهة روسيا.. ومن المهم ان نكون ملمين بما تريده قيادة صنعاء من ايجاد حلول ناجعة وسليمة , ولاسيما الاصرار الغربي على أن يكون النقاش والتفاوض حول قضايا جرى بحثها وتم البت فيها مثل : صرف المرتبات .. وبهذا الشأن يقول عبد الملك العجري عضو وفد قيادة صنعاء المفاوض الذي قال : ليس من المعقول ان يتم التفاوض والمساومة قضايا مثل المرتبات والملف الانساني وتتحول هذه القضايا إلى مارثون مضنٍ ؟!
ووجه اتهامه بصورة مباشرة إلى تحالف العدوان الذي وصف موقفه بالمتعنت ؟! من جانبها أمريكا تؤكد اهتماماً متزايداً بما يجري في اليمن فالدبلوماسية الامريكية تدفع إلى تعيين نائب للمبعوث الاممي إلى اليمن بدلاً عن معين شريم اذ تسعى الى تعيين ستيفياني ويليامز نائب للمبعوث الاممي إلى اليمن, وهذه السيدة ستيفياني دبلوماسية امريكية عملت لأكثر من عشرين عاماً في بعثات دبلوماسية امريكية في المنطقة العربية ..
ومما يحفز في واقع المفاوضات ذلك التفاؤل ورغبة في التوقيع على اتفاق مع السعودية وهذا ما صرح به عضو الوفد المفاوض عن قيادة صنعاء علي ناصر قرشة الذي قال انه توجه من صعدة إلى صنعاء لاستقبال الوفد العماني ظهر يوم 17 اغسطس الجاري لاستئناف المفاوضات التي كانت قد توقفت منذ شهر ونصف وقال على الرغم ان انصار الله مستعدون لتوقيع اتفاق مع السعودية سواء في صنعاء أو في الرياض .. ويبدو أن الرياض قد انهكت جراء هذه الحرب العدوانية الطويلة وهذا ما دفع مندوبها الدائم في الامم المتحدة السفير عبد العزيز الواصل خلال جلست مجلس الأمن الدولي الأربعاء 17 اغسطس الجاري إلى التأكيد على المبادرة الاستراتيجية لا نها الحرب في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل ..
الخلاصة .. ان الجميع يراقب ما ستتمخض عنه نتائج مفاوضات صنعاء بشأن الوصول إلى هدنة كبيرة تفضي إلى ارساء دعائم قوية للاستقرار والأمن والسلام في اليمن والمنطقة .. ويبدو ان مؤشر التفاؤل هو السائد في هذه الايام رغم تشكيك العديد من المراقبين والاعلاميين من أن المفاوضات جرت في المنطقة الرمادية وهناك التباس واضح في اجراءات كسب الثقة قائم في إطار هذه المفاوضات كما يرى كثيرون من المتابعين والمهتمين.. ومؤخراً بدأت مؤشرات ايجاد حلول للمشكلات وتوضح بعض المعلومات المسربة ان هناك توافقات مهمة يمكن ان تضع حداً لهذه الحروب العدوانية العبثية .