واصلت وسائلُ إعلام النظام السعوديّ ترجمةَ إصرار الأخير على مواصلة استهداف اليمن، وكشفت عن الأهدافِ الإجرامية التي يسعى لتحقيقها تحت غطاء حالة اللا حرب واللا سلام، وعلى رأسها محاولة اختراق الجبهة الداخلية، من خلال استهداف القيادات الوطنية وبث شائعات لكسر لحمة المكونات السياسية، واستغلال ذلك لتحقيق مكاسب عدوانية عجزت دول العدوان عن تحقيقها خلال أكثر من ثماني سنوات بالحرب والحصار.
ومنذ مدةٍ، بدأت وسائلُ الإعلام السعوديّة سلسلةَ حملات ممنهجة ضد العديد من القيادات الوطنية، كان أبرزهم رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، وعضو المجلس محمد علي الحوثي، حَيثُ سعت تلك الحملات إلى تأليب الرأي العام ضد هذه الشخصيات لخلق حالة سخط تسعى السعوديّة لاستغلالها؛ مِن أجل إثارة الفوضى في صنعاء والمحافظات الحرة.
واتسعت دائرة تلك الحملات العدائية مؤخّراً لتستهدف عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، المعروف بجهوده المكثّـفة والمتميزة في تعزيز لُحمة المكونات السياسية الوطنية، ومساندة ودعم نشاطاتها في مواجهة مؤامرات العدوان ضد الجبهة الداخلية.
وعمدت وسائلُ الإعلام السعوديّة في الحملة الموجهة ضد القحوم إلى فبركة تصريحات مزيَّفة تماماً نسبتها إليه، وحاولت من خلالها أن تستهدفَ المكونات السياسية الوطنية على لسانه، في مسعى واضح ومكشوف لإثارة خلاف داخلي يفضي إلى إضعاف الصف الوطني.
ومن خلال هذه الحملة كشفت وسائل الإعلام السعوديّة بوضوح عن أحد أبرز الأهداف الرئيسية التي تسعى الرياض لتحقيقها تحت غطاء “التهدئة”، وهو استهداف الجبهة الداخلية الوطنية وإضعافها؛ لتحقيق مكاسبَ سياسية وعسكرية وأمنية تعوض فشل تحالف العدوان ورعاته خِلال السنوات الماضية.
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها النظامُ السعوديّ إلى محاولة استغلال خفض التصعيد العسكري؛ مِن أجل تحقيق هذا الهدف؛ إذ تحاول دول العدوان دائماً استثمار أية فترة تهدئة لاستهداف الجبهة الداخلية: إما من خلال الخلايا الإجرامية التي تدفعها لتنفيذ عمليات في المناطق الحرة، أَو من خلال الحملات الدعائية التي تستهدف القيادات الوطنية وتسعى لإثارة الرأي العام ضد السلطة الوطنية، لكن تلك المحاولات تنكسر عادة أمام صلابة الموقف الوطني الشعبي والرسمي.
وتشير الحملات العدائية السعوديّة بوضوح إلى أن الرياض تسعى من خلال المماطلة، لكسب المزيد من الوقت؛ مِن أجل مواصلة محاولاتها لاستهداف الجبهة الداخلية وجني مكاسب خاطفة تحت مظلة حالة اللا حرب واللا سلام؛ وهو ما يضاف إلى قائمة طويلة من الدلائل التي تؤكّـدُ عدمَ رغبة الرياض في التوجّـه نحو السلام العادل.
وقوبلت الحملة الأخيرة ضد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، بتضامن واسع من قبل العديد من قادة المكونات السياسية الوطنية، الذين أكّـدوا أن استهداف وسائل إعلام العدوان للقحوم، يعبِّرُ عن انزعَـاج الأعداء من جهوده ونشاطاته المتميزة، مؤكّـدين أن هذه الحملاتِ تعكسُ أَيْـضاً إفلاسَ النظام السعوديّ وضيقَ خياراته في مواجهة الصمود الوطني المتعاظم.
صحيفة المسيرة