كل عام بعد 40 يومًا من استشهاد الإمام الحسين (ع)، يتجمع في العراق العديد من محبّي أهل البيت (ع) من الشيعة والسنة والمسيحيين والصابئة وغيرهم، ويسلكون طريق النجف إلی كربلاء ويعربون عن هذا الحب. لطالما حاول الأعداء إخفاء هذا التجمع العظيم عن أعين شعوب العالم، وللأسف نجحوا إلى حد ما في هذه المهمة، والسبب في ذلك هو القوة الإعلامية للعدو.
لكن في الدول الإسلامية يتم تغطية خبر هذا الحدث ويمكن للمسلمين وغير المسلمين التعرف عليه.
لمسيرة الأربعين أبعاد مختلفة، يمكن اعتبار كل منها بمفرده قضية مهمة في الدول الإسلامية. وسنذكر فيما يلي بعض هذه الأبعاد:
الهوية هي إحدی فوائد وأبعاد مسيرة الأربعين. هذا يعني أنه أولاً، عندما يجتمع المسلمون معًا في تجمع ضخم، فإنهم يشعرون تلقائيًا بالفخر لكونهم مسلمين، وهذا لا يقتصر على المسلمين، بل كل أتباع الديانات الأخری لديهم هذا الشعور ؛ ثانياً، لسنوات عديدة، كانوا يتعلمون العيش بأسلوب حياة سلمي مع أولئك الذين لم يلتقوا بهم من قبل وقد لا يرونهم إلى الأبد، من خلال التجمع خلال أيام الأربعين.
يتعلم هؤلاء الأشخاص كيفية التواصل بشكل جيد مع مواطني البلدان الأخرى في بلد لا ينتمون إليه، وإذا كان هناك نقص في الخدمة، فيمكنهم مساعدة بعضهم البعض لإصلاح الخلل، كما يساعدون سائر المسلمین ويفضلونهم على أنفسهم في الخدمة ، وهذا ما يؤدي إلى إصلاح المجتمع، لذلك يمكن اعتبار مسيرة الأربعين إحدی طرق إصلاح المجتمع.
يعتقد المشاركون في مسيرة الأربعين أنه يجب أن تكون هناك وحدة ضد أعداء الإسلام، أي أمريكا وإسرائيل ومرتزقتهم، وهذه هي هوية المسلمين. لأنهم يؤمنون بصحة عقيدتهم، أي حب آل بيت الرسول الكريم، وهو ما تؤكده جميع مذاهب الإسلام، وبهذه الطريقة يحاولون تقوية شعورهم بمناهضة الغطرسة بأخذ عبر حادثة كربلاء بعين الاعتبار.
ما تم ذكره هو مثال على أبعاد مسيرة الأربعين ، والتي يمكن اعتبارها أحد الأبعاد الثقافية أو الاجتماعية لهذا الحدث. بمعنى آخر ، حيثما يجتمع المسلمون لغرض ما ، يجب عليهم الانتباه إلى حقيقة أنه لا ينبغي لهم نسيان هويتهم، وقد قال الله تعالى عن هذه الهوية في القرآن الكريم: “مُحَمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذينَ مَعَهُ أَشِدّاءُ عَلَى الكُفّارِ رُحَماءُ بَينَهُم…” (الفتح: 29)