هل يمكن الرهان على الحكام العرب والمسلمين لحماية المقدسات؟
العين برس/ تقرير
ذوالفقار ضاهر
“.. عندما انتظرنا الدول فشلت شعوبنا، لكن عندما قامت الشعوب صنعت الانتصارات، ونحن نراهن على شعوبنا.. للشعب الفلسطيني نقول راهنوا على أنفسكم، وعلى يقف معكم من شعوب ودول المنطقة لانه لن تسمعوا من هؤلاء الحكام سوى بيانات الاستنكار.. ومن يمنع الاعتداء على المسجد الاقصى هو المقاومة”، هذا ما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته خلال مسيرة الـ13 من شهر محرم الحرام في مدينة النبطية جنوب لبنان.
ولا شك ان ما جرى في الايام الماضية من اعتداءات متكررة في السويد والدنمارك على القرآن الكريم، وما تلاها من مواقف باهتة لغالبية الدول العربية والاسلامية، وأبرزها ما صدر عن منظمة التعاون الإسلامي من موقف ضعيف بالتوازي مع جريمة حرق القرآن، كل ذلك يؤكد ما قاله السيد نصرالله إنه لا أمل بالرهان على مثل هذه الانظمة وهؤلاء الحكام الذين كما يبدو لا يهمهم إلا مصالحهم الخاصة والضيقة ولا يعنيهم إلا صورتهم وصورة عائلاتهم، ولا تتحرك فيهم النخوة او الحمية ولو كان المعتدى عليه الدين الاسلامي والقرآن الكريم والرسول الاكرم محمد بن عبد الله (ص) وآل بيته الاطهار (ع).
ولذلك أشار السيد نصرالله الى ان هذه حال هؤلاء ومن سبقهم في سدة الحك في غالبية الدول الاسلامية والعربية، هي التي أدت الى احتلال العدو الاسرائيلي لفلسطين والقدس، ولو ان حال الدول والانظمة العربية والاسلامية غير ذلك لكنا وجدنا فيها مقاومة كالمقاومة في لبنان وفلسطين تقف بوجه المحتل وتمنعه من التمادي في عدوانه، ولو كنا نجد دولا وانظمة كالجمهورية الاسلامية الايرانية وسوريا والعراق واليمن وغيرها من الدول الشريفة الحرة، لكنا رأينا كيف تنال الشعوب ما تريده للاستمرار في مقاومتها للمحتل، حيث يتم دعم فصائل المقاومة وشعوبها بدون قيد او شرط لتحقيق أهدافهم بالتحرير.
وبالتأكيد ان مثل هذه الدول والانظمة العربية والاسلامية لا يعوّل عليها للدفاع عن القرآن الكريم وكل المقدسات، بل الرهان – كما في مقاومة العدو الاسرائيلي – هو على الشعوب وعلى بعض الانظمة والدول الداعمة لها، التي تتخذ المواقف الحقيقية والشريفة والمساعدة على ردع المعتدين ومن يقف خلفهم، ولنا أسوة حسنة بما فعله العراق عندما أغلق السفارة السويدية وطرد سفيرها ردا على الاعتداء على القرآن، وايران التي رفضت استقبال السفير السويدي الجديد، فلما لا تقوم بذلك كل الدول النفطية والغنية في العالمين العربي والاسلامي؟ ولماذا لا تشهر هذه الدول السلاح المالي والاقتصادي بوجه كل دولة تفكر بالتعرض للمقدسات الاسلامية؟ أليست مقاطعة البضائع والمنتجات ووقف تصدير الغاز والنفط من الاسلحة الفعالة في هذا المجال؟ ومما تخاف هذه الدول وهؤلاء الحكام؟ ولماذا كل هذا الخنوع والهوان؟
مراسم تبديل الراية الحسينية – مقام الإمام الحسين – عاشوراء (8)وفي السياق، وجه السيد نصرالله الكلام إلى الشباب المسلم في العالم بالقول “لم يعد هناك أي معنى لتنتظروا أحدا لا جامعة عربية ولا منظمة تعاون إسلامي، أنتم يجب أن تنصروا مصحفكم ومقدساتكم وتعاقبوا هؤلاء المجرمين المسيئين الملعونين أشد العقاب”، فهذا الشباب المسلم هو جزء أساسي من الشعوب التي صنعت الانتصارات للأمة سواء بمواجهة العدو الاسرائيلي او الاحتلال الاميركي في العراق او بمواجهة المخططات الارهابية التكفيرية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من الدول الاسلامية والعربية التي لن تنهض إلا بالاعتماد على شبابها وجيلها الصاعد.
ومن هنا يجب التنبه لمحاولات الغرب والاستكبار وعلى رأسه الادارة الاميركية والعدو الصهيوني من استهداف هذه الشريحة الهامة في حاضر ومستقبل الأمة لا سيما عبر أدوات الحرب الناعمة وصولا لبث أفكار الشذوذ والإباحية لضرب أسس بناء هذه الاجيال بتهديم الاسرة وتفكيكها ما يؤدي الى إضعاف المجتمعات من الداخل.
المصدر: موقع المنار