وقف اليمنيون صامدين بوجه عدوان وحشي تنفذه السعودية وحلفاؤها على مدى سبع سنوات، ولم يتراجعوا قيد أنملة عن خطوط الجبهات معتمدين على ايمانهم العميق بأن الله معهم وسينصرهم على أعدائهم الذين يفتكون بأولادهم ويمنعون عنهم حتى الغذاء والدواء، في حين رأينا كيف ان أوكرانيا التي تآمرت مع الغرب على جارها الروسي، معتمدة على الوعود الامريكية والاوربية ألقى جنودها السلاح وعبرت القوات الروسية حدودها خلال اقل من 7 ساعات.
على مدى سنوات رأينا صعود حكام في منطقتنا والعالم بمساعدة أمريكا ورأينا سقوطهم المدوي، فقط لأنهم وثقوا بها بدل من الوثوق بقدرة شعبهم وثقة شعبهم بقدرة وطنه، رأينا كيف دعمت أمريكا شاه ايران الذي كان يظن انه قادر على الوقوف بوجه الشعب الايراني بمساعدة امريكا لكنه سقط وهرب الى امريكا ويعلم الجميع كيف انتهى امره.
ايضا دكتاتور العراق رئيس نظام البعث البائد صدام حسين الذي سلحه الغرب بجميع انواع الاسلحة لضرب ايران بعد انتصار الثورة الاسلامية ولم يبخل عليه حتى بالاسلحة الكيماوية، إلا ان الايرانيين المتسلحين بالعقيدة لم يتراجعوا خطوة الى الوراء ورغم تآمر العالم أجمع عليهم حافظوا على وطنهم وأرضهم وردوا الاعداء، في حين رأينا كيف سقط صدام وجميعنا رأينا لحظة قبض الجنود الامريكيين عليه بصورة مذلة (في حفرة)، وفي نهاية المطاف حاكم الشعب العراقي جلاده صدام وجعله يدفع جزاء ما اقترفت يداه من جرائم بحق شعبه وجيرانه.
رأينا كيف احتلت أمريكا افغانستان لـ20 عاما ومن ثم خرجت منها بطريقة همجية تاركة وراءها حلفاءها سواء الافغان منهم او الاوربيين الذين شاركوها احتلال هذا البلد، رأينا كيف دفع الغرب جورجيا وغررها بعداء روسيا عام 2008 ومن ثم تخلى عنها في أول مواجهة، واليوم دفعت امريكا والغرب اوكرانيا للتآمر على روسيا التي تشكل جزءا لايتجزأ من تاريخ هذا البلد بحكم ان اوكرانيا كانت جزءا من الاتحاد السوفييتي سابقا، واليوم بقيت الادارة الاوكرانية وحيدة في الميدان عندما قررت روسيا الدفاع عن أمنها الوطني بسبب تدخلات الناتو ومحاولته تجنيد اوكرانيا في صراعه مع روسيا، فوقعت كييف فريسة للجشع الغربي المعروف وأصبحت مثلها كمثل كثيرين وقعوا في نفس الفخ واعتمدوا على الغرب لحمايتهم.
وفي اليمن المشهد يتكرر، الجيش واللجان الشعبية لايردون العدوان الهمجي فحسب بل يعتمدون على انفسهم متكلين على الله في تصنيع أسلحتهم ويوجعون أعداءهم الذي يقتلون أبناءهم ويمنعون عنهم الغذاء والدواء، وقد رأينا كيف استنجدت السعودية وكذلك الامارات بأمريكا وحتى “العدو الاسرائيلي” لحمايتهم من المسيرات اليمنية التي هزت عروشهم الزجاجية.