احتفل العالم بيوم المرأة للمرة الأولى في مدينة نيويورك في 28 شباط/فبراير 1909 بدعوة وتنظيم من الحزب الاشتراكي الأميركي، الذي طرح الفكرة في مؤتمر الأممية الثانية، لتبدأ منذ عام 1911 احتفالات يوم المرأة في العديد من مدن أوروبا، من دون وجود تاريخ محدد لهذا اليوم، مع غلبة الأسبوع الأخير من شباط/فبراير، والأسبوع الأول من آذار/مارس، لتكون فترة يقام فيها هذا الاحتفال.
قررت الأمم المتحدة عام 1977، عبر جمعيتها العامة اعتماد يوم 8 آذار/مارس يوماً عالمياً للمرأة والسلام العالمي ، وإذا أردت أن تعرف ما تعرضت له النساء من جرائم ارتكبتها أمريكا ما عليك سوى مراجعة سجل حروب أمريكا وجرائمها في العالم ، كانت أمريكا بالشعارات تجعل تحرير الأوطان طريقاً نحو تحرير المرأة ، رويداً رويداً، انحسرت الشعارات الوطنية لمصلحة شعارات معولمة تدّعي أنها تمثل كل نساء الأرض، من قبيل: تمكين المرأة، مكافحة العنف ضد المرأة، المرأة والإيدز.
في أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، يفتك الفقر بالنساء والرجال والأطفال. معظمهم لا يجد مياهاً صالحة للشرب، وتتجاوز نسب البطالة نصف القوى العاملة، وبالكاد تفي البنية التحتية بالحاجات الأساسية للمواطنين ، القضية التي تجمع بين امرأة تموت تحت قصف طائرات «أف 16» الأميركية في اليمن، وأخرى تقتلها المجاعة في الصومال، وأخرى لا تكاد تحصل على قوت يومها في البيرو، مع أميركية تشكو قضية البدانة نتيجة الوجبات السريعة، وبريطانية فقدت وظيفتها في مصنع طائرات حربية ، هو أن أمريكا القذرة تشن حربا بلا هوادة ضد المرأة وشعوبها.
يوم المرأة كما نعرفه ونريده هو يوم أم ترسم العالم بسمة على شفاه أطفالها، وامرأة تشد يدها على يد رجل لبناء عائلة وصناعة مستقبل. هو يوم أم وزوجة وأخت وابنة شهيد سقط دفاعاً عن الحرية والإنسانية، وشهيدة امتشقت روحها سلاحاً وقدمتها على محراب وطنها. أما يومهم المعولم، فهو يناسب معتزلاتهم وسهراتهم المغلقة وأيديهم التي تقطر من دم رجال ونساء هذا العالم.
قرابة 14 ألف شهيد وجريح من النساء والأطفال خلال سنوات العدوان
أفادت منظمة «انتصاف» لحقوق المرأة والطفل في صنعاء، بأنّ عدد ضحايا العدوان الأميركي السعودي من الأطفال والنساء في 8 سنوات، تجاوز 13 ألفاً و437 شهيداً وجريحاً.
وذكرت المنظمة، في إحصائية أنّ أطفال ونساء اليمن يقتلون وتنتهك حقوقهم جراء العدوان والحصار الذي يفرضه العدوان بغطاء أممي ودولي.
وتابع البيان: «سقطت في اليمن كل القوانين والمواثيق التي أطلقتها الأمم المتحدة، ولم يعد للأيام العالمية التي أعلنتها أي دور في الحفاظ ولو على جزء يسير من حقوق المرأة والطفل في اليمن».
وأوضح بيان المنظمة أنّ عدد الشهداء من النساء والأطفال بلغ «6 آلاف و312 شهيداً، منهم ألفان و436 امرأة و3 آلاف و876 طفلاً، فيما بلغ عدد الجرحى من النساء والأطفال 7 آلاف و125، منهم ألفان و862 امرأة وأربعة آلاف و263 طفلاً».
وأشار إلى أنّ عدد النازحين ارتفع إلى «5 ملايين و159 ألفاً و560 نازحاً حتى نهاية أغسطس 2022، تضمهم 740 ألفاً و122 أسرة».
النازحون من النساء: الأكثرُ ضعفاً وعُرضةً للعنف والإساءة
وبحسب الإحصاءات فإنّ نصف عدد النازحين من النساء، «27% منهن ما دون الـ18 من العمر، وهو ما يزيد احتمالات تعرضهن للعنف».
ولفتت المنظمة إلى أنّه مع قلة خيارات الإيواء المتاحة، تُعاني النساء والفتيات النازحات أشد المعاناة جراء الافتقار إلى الخصوصية، وتهديد سلامتهن، وقلة فرص الحصول على الخدمات الأساسية، وهو ما يجعلهن أكثر ضعفاً وعرضةً للعنف والإساءة.
وقال البيان إنّ «واحدة من كل 3 أسر نازحة تعولها نساء، وتقل أعمار الفتيات اللاتي يقمن بإعالة 21 % من هذه الأسر عن 18 عاماً»، وبحسب تقرير أممي فإنّ «60 ألف امرأة فقدن أزواجهن، وبلغ عدد الأسر التي تعيلها نساء على مستوى اليمن 417 ألف أسرة».
وفي الساحل الغربي، ارتكبت قوى العدوان بحسب التقرير، 695 انتهاكاً منها 132 جريمة اغتصاب و56 جريمة اختطاف، فيما بلغت الانتهاكات في المحافظات الجنوبية، وعدن خاصة 443 جريمة اغتصاب بحسب البلاغات.
وأفاد البيان بأنّ ما يقارب 6.1 ملايين طالب وطالبة يعانون بفعل انهيار نظام التعليم، وما يقارب 3 آلاف و500 مدرسة مدمرة أو متضررة، فيما مليونان و400 ألف طفل هم خارج المدرسة، وارتفع عدد الأطفال الذين يواجهون انقطاعاً عن التعليم إلى 6 ملايين طفل.
%31 من فتيات اليمن من دون تعليم.. وتوسع لظاهرة عمالة الأطفال
تقرير منظمة «انتصاف» أكد تسبب العدوان «بحرمان المرأة حقّ التعليم نتيجة استهداف المنشآت التعليمية والحصار الاقتصادي وعدم صرف الرواتب». وهو ما أدى إلى عدم قدرة بعض الأسر على توفير احتياجات التعليم الأساسية كوجبة الإفطار، وأصبحت 31 % من فتيات اليمن خارج نطاق التعليم.
ووفقاً لبيان منظمة «انتصاف» لحقوق المرأة والطفل في صنعاء، فقد ارتفع عدد ذوي الإعاقة من 3 ملايين قبل العدوان على اليمن إلى 4.5 مليون شخص حالياً، مبيناً أنّ نحو «6 آلاف مدني أصيبوا بإعاقة نتيجة الأعمال العدائية المسلحة منذ بدء العدوان، منهم ما يقارب 5 آلاف و559 من الأطفال. ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير».
ولفت البيان إلى «توسع ظاهرة عمالة الأطفال في الحرب بنسبة قد تتجاوز 4 أضعاف ما كانت عليه سابقاً»، موضحاً أنّ «1.4 مليون طفل يعملون محرومون أبسط حقوقهم، وما يقارب 34.3 % من الأطفال العاملين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً يعملون في اليمن».
وفي سياق متصل، لفتت المنظمة إلى ارتفع عدد المتضررين من مخلفات العدوان إلى 4 آلاف ضحية من المدنيين، بينهم نحو 131 طفلاً منهم 25 شهيداً، و26 امرأة بينهن 4 شهداء، بفعل الألغام والقنابل العنقودية ومخلفات العدوان منذ سريان الهدنة في الثاني من نيسان/أبريل الماضي.
الحصار واحتجاز السفن النفطية.. إغلاق المستشفيات وسوء التغذية
وفي الجانب الصحي، ذكر البيان أنّ المستشفيات العامة والخاصة في جميع أنحاء الجمهورية مُهددة بالإغلاق في الأيام القليلة المقبلة بسبب الحصار واحتجاز العدوان سفن المشتقات النفطية.
وبحسب البيان، فإنّ ما يزيد على 5 آلاف مصاب بالفشل الكلوي مهددون بالوفاة، فيما بلغ عدد المصابين بمرض السرطان 35 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل.
وأدى الحصار إلى زيادة مُعدلات سوء التغذية، إذ سُجل أكثر من مليونين و300 ألف طفل ما دون الخامسة يعانون سوء التغذية و632 ألف طفل يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم المهدِّد لحياتهم بالوفاة في العام الحالي.
إضافة إلى أنّ هناك أكثر من 1.5 مليون امرأة من الحوامل والمرضعات اللواتي يعانين سوء التغذية، منهن 650 ألفاً و495 امرأة من المصابات بسوء التغذية المتوسط.
في حين أن امرأة و6 مواليد يموتون كل ساعتين بسبب المضاعفات في أثناء فترة الحمل أو في أثناء الولادة، ويقدر عدد النساء اللاتي يمكن أن يفقدن حياتهن في أثناء الحمل أو الولادة بـ17 ألف امرأة تقريباً.
وبحسب التقرير، ما يقارب 70 % من أدوية الولادة لا تتوافر في اليمن بسبب الحصار ومنع تحالف العدوان إدخالها، وأكثر من «80 مولوداً من حديثي الولادة يتوفّون يوميّاً بسبب الأسلحة المحرمة دوليّاً المستخدمة»، مشيراً إلى أن هذا أحد أسباب ارتفاع عدد الخدج حيث أنّ 39 % من نسبة الأطفال حديثي الولادة كُـلّ عام، يولدون خدجاً، إذ يولد في العام مليون و120 ألف مولود.
على المجتمع الدولي والمنظمات الأممية التحرك بمسؤولية
وحمّلت المنظمة، تحالف العدوان بقيادة أميركا والسعودية المسؤولية عن كل الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين خصوصاً النساء والأطفال، على مدى 8 سنوات، مُطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه الانتهاكات، والمجازر البشعة التي تحدث بحق المدنيين.
ودعت المنظمة اليمنية كل أحرار العالم إلى التحرّك الفعّال والإيجابي لوقف العدوان وحماية المدنيين، وتأليف لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جميع الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، ومحاسبة كل من يثبت تورّطه فيها.