نظام طالبان وخدماته الجليلة للأمريكان.
العين برس / مقالات
بقلم/ سمير النمر
لعل المتتبع للسياسة الأمريكية في الشرق الاوسط واسيا منذ الثمانينات من القرن المنصرم وعلاقتها بالجماعات الدينية المتطرفة يدرك بشكل جلي وواضح ماقدمته هذه التنظيمات من خدمات جليلة لتنفيذ سياسة أمريكا في المنطقة ضد الدول المناهضة لسياستها كالاتحاد السوفيتي سابقا وايران.
ففي الثمانينات دفعت امريكا بهذه التنظيمات لخوض حرب ضد الاتحاد السوفيتي سابقا في اطار تصفية حساباتها في اطار الحرب البارده آنذاك لتفكيك الاتحاد السوفيتي. فقامت بتجنيد عشرات الالاف من المقاتلين المتطرفين من مختلف الدول العربية والاسلامية. والدفع بهم إلى افغانسنان تحت مسمى الجهاد ومواجهة الشيوعية الملحدة.وبتواطوء كثير من الانظمة التي تدور في الفلك الامريكي. حيث استمرت تلك الحرب سنوات عدة لتحقيق أهداف أمريكا التي انتهت بتفكيك الاتحاد السوفيتي.
ورغم وضوح الأهداف والمرامي الحقيقية لتلك الحرب العبثية التي خاضتها تلك التنظيمات الاسلامية المتطرفة ضد الاتحاد السوفيتي وخدمة للاجندات الامريكية إلا أن تلك التنظيمات ظلت في غيها وغبائها ولم تفق من سكرة الايدلوجيا المنغلقة حيث استمرت أمريكا في استخدامها لتصفية حساباتها مع الخصوم بطرق أخرى. لعل أبرزها ظهور مايسمى بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن التي اتخذ من افغانستان منطلقا لنشاطه الارهابي. ضد المصالح الامريكية حسب زعمه.
بينما واقع الحال يؤكد أنه قدم ذريعة لامريكا للتدخل في شئون البلدان العربية والاسلامية بدعوى مكافحة الارهاب حيث قامت أمريكا باحتلال افغانستان واستغلال ثرواتها وجعلها منطلقا لتنفيذ سياستها وتصدير الارهابيين الى مختلف الدول.و انتهى هذا الاحتلال الامريكي بالانسحاب وتسليم البلد لنظام طالبان وتركت لهم معدات عسكرية مهولة
محاولة بذلك تجميل نظام طالبان واهداءه نصر وهمي أمام السذج الذين لايدركون المخططات الحقيقية للسياسة الامريكية التي حاولت جلب تعاطف لنظام طالبان من قبل الشعوب الاسلامية . للوقوف بجانبه. عند توجيهه لخوض أي صراع يصب في مصلحة أمريكا.
ولعل مايحدث اليوم من قيام عناصر نظام طالبان بشن هجوم على الحدود الايرانية وتهديد إيران بشن حرب شاملة. خدمة للنظام الامريكي ودول الغرب. يوضح أن هذا التنظيم أداة رخيصة لتحقيق أهداف الغرب. خصوصا في ظل الازمة الروسية الاوكرانية التي يسعى من خلالها حلف الناتو إلى انهاك روسيا وكل من يقف في مناهضة سياسة أمريكا والغرب واستنزافهم عسكريا واقتصاديا.
ورغم مضي أكثر من عام على انطلاق العملية العسكرية الروسية وتحقيق كثير من الاهداف في أوكرانيا رغم الدعم الغربي المالي والعسكري لاوكرانيا.وفشل اوكرانيا في صد أي هجوم.
هذا الامر جعل أمريكا ودول الغرب تفكر في طريقة جديدة لفتح جبهات وصراعات اخرى في المنطقة حول روسيا.من اجل تصفية حساباتها مع الدول المناهضة لسياساتها والتي لها علاقة متينه مع روسيا. حيث قامت بدفع نظام طالبان بفتح جبهة حرب مع ايران. ليس له فيها أوللشعب الافغاني ناقة ولاجمل وانما خدمة للنظام الامريكي والغربي
فهل سيقوم نظام طالبان بمراجعة سياساته المتهورة والحمقاء ويتوقف عن فتح جبهة حرب الخاسر الاكبر فيها هو الشعب الافغاني. ونظامه. ؟
أم أنه سيستمر في غبائه وحماقاته التي يستثمرها النظام الامريكي لخدمة اهدافه التخريبية في المنطقة والعالم. ؟