مهمة واشنطن ولندن الجديدة لداعش
العين برس/ تقرير
لابد من تقييم التحركات الأخيرة لكل من أمريكا وبريطانيا على أنها تأتي في إطار مرحلة جديدة من التقارب في استخدام أدوات الإرهاب لزعزعة أمن واستقرار غرب آسيا والتعويض عن الإخفاقات السابقة في هذه المنطقة ، والتي تبلورت من خلال تحديد مهمة جديدة لأمثال داعش.
لا يختلف إثنان على أن “الإرهاب” كان وما زال من أدوات وأسلحة نظام الهيمنة لزعزعة أمن الدول والنظام الدولي الذي يستخدم بمظهر جديد كل يوم.
على سبيل المثال مهدت القاعدة التي أسستها أمريكا وبريطانيا بذريعة مواجهة الجيش الأحمر السوفيتي في أفغانستان، الطريق لاحتلال أفغانستان في عام 2001 بهجوم مشتبه به على برجي التجارة العالميين في نيويورك.
في عام 2013 تم تشكيل ما يسمى بتنظيم داعش الارهابي والذي تم تكليفه بمهمة جديدة لوقف سقوط الدومينو للعملاء الغربيين في غرب آسيا وشمال إفريقيا من خلال إشعال حرب بالوكالة، لذلك أشركت سوريا والعراق كركيزتين مهمتين لمحور المقاومة.
إن الدعم الواسع لأمريكا وبريطانيا للإرهاب المأجور ضد أمن المنطقة ، بالطبع واجه الحاجز الكبير لـ “جبهة المقاومة” التي أفشلت السيناريو الجديد للغرب.
تكشفت هذه الامور في كثير من الأحداث، حيث لم يرغب البريطانيون إدانة إرهاب الدولة الأمريكي في قضية اغتيال الشهيد سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، بل واكتفت لندن بالدعوات لضبط النفس حينها!
على الرغم من دخول الديمقراطيين إلى البيت الأبيض بدعوى التفاعل ووضع حدّ للسلوك المجنون الذي إعترا “دونالد ترامب، إلاّ أن ما حدث كان مُخالفاً لكل ما زعمه الديمقراطيون حيث تم تحديد أبعاد جديدة للتعاون بين أمريكا والإرهاب.
من الواضح أن الحرب في أوكرانيا بدأت في عام 2022 باستفزاز الناتو ضد روسيا ، وتظهر الوثائق والأدلة أن جزءًا كبيرًا من الجبهة ضد روسيا في أوكرانيا يتكون من أعضاء داعش، الذين يلعبون دورا في صفوف القيادة.
تتواصل الإخفاقات المتتالية للغرب في معادلات غرب آسيا، خاصة بعد تغير سلوك الدول العربية تجاه سوريا وتطور العلاقات مع إيران والصين وروسيا، الأمر الذي يبشر بتحقيق مرحلة جديدة من الأمن الإقليمي والتفاعلات المستقرة.
من الواضح، في مثل هذه الحالة أن واشنطن ستستخدم مرة أخرى أداة الإرهاب لعرقلة هذه المعادلة. حيث أن تحركات الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة في سوريا والعراق دليل على هذا السيناريو المشؤوم.
كتب موقع المعلومة الإخباري العراقي عن ابتزاز أمريكا لهذا البلد: الأمريكيون ابتزوا عمليا الوفد الأمني العراقي رفيع المستوى الذي سافر إلى أمريكا، مما جعل استكمال عملية تسليح الجيش العراقي مشروطا بالتزام بغداد. كما طالب بغداد بحلّ الحشد الشعبي واستخدام 150 ألف جندي من ما يعرف بـ “قسد” لحماية حدود العراق وسوريا.
في سوريا وعلى الرغم من الاحتجاجات الواسعة لشعب وحكومة هذا البلد ضد الاحتلال الأمريكي، فإن التحركات العسكرية لواشنطن تتشكل من أجل إحياء تنظيم داعش، في أعقاب تحركات إرهابيي داعش الأخيرة في بعض المناطق الخاضعة لسيطرة دمشق.
وقد أدى هذا الدعم إلى بداية جولة جديدة من جرائم داعش في هذا البلد، مثل إراقة دماء الشهداء في منطقة السيدة زين بدمشق ، والهجوم الإرهابي على حافلة تقل جنودا سوريين، والتي خلفت 20 شهيداً و 10 جرحى.
على هذا النحو لابد من تقييم التحركات الأخيرة لكل من أمريكا وبريطانيا على أنها تأتي في إطار مرحلة جديدة من التقارب في استخدام أدوات الإرهاب لزعزعة أمن واستقرار غرب آسيا والتعويض عن الإخفاقات السابقة في هذه المنطقة ، والتي تبلورت من خلال تحديد مهمة جديدة لأمثال داعش.
نور نيوز