قطاع غزّة الذي خبر “النكبة” والتنكيل بأهله منذ عام 1948، ثمّ عدوان الكيان الإسرائيلي في 2008 و2012 و2014 ولا يزال، كما عرف الحصار والحرمان من الحقوق المعيشية والإنسانية، خرج أبناؤه بدعوة من حركة الجهاد الإسلامي في مسيرة حاشدة نصرةً لليمن وشعبها الذي تعرّض لغارات من الطائرات السعودية – الإماراتية والتي ارتكبت المجازر في مدينة الحديدة واستهدفت مبنى الاتصالات فقطعت خدمة الانترنت عن كامل اليمن، في محاولة لإسكات الصوت اليمني وعزله، فكان العالم العربي والإسلامي المتضامن ومحور المقاومة سفير اليمن وأطفاله الى العالم.
وبشعار “من غزة الى صنعاء، وحدة درب وأشقاء” رسم عضو المجلس السياسي لحركة الجهاد الإسلامي خالد البطش وحدة الأهداف والتلاحم بين الشعبين اليمني والفلسطيني. فالعدو واحد من الكيان الإسرائيلي الى آل سعود والولايات المتحدة الراعي الأول للحروب. والمدرسة واحدة أيضاً في الصمود والمقاومة والمشروع التحرري في المنطقة. وأضاف في حديثه خلال المسيرة “ندعو إلى التحرك لوقف الحرب العبثية على اليمن”، مخاطبا الشعب اليمني بالقول “نقف معكم في وجه المجازر التي لطالما عانينا منها”. أما من ناحية التواطؤ العربي الذي عانى منه الشعبان اليمني والفلسطيني يشير البطش الى ان”الطائرات العربية تستهدف المدنيين العزل في اليمن بدلاً من استهداف الاحتلال الصهيوني”.
وجاب الشعب الفلسطيني بين أحياء غزّة بهتافات “أمريكا الشيطان الأكبر”، و”الموت لآل سعود” رافعين صور قائد أنصار الله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، تأكيداً على وحدة الدّم والرؤية الواضحة. فيما لم تغب أيضاً صور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وصور الشهيد القائد الحاج عماد مغنية بالإضافة الى صورة قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية الشهيد قاسم سليماني، فكان الدور التكاملي لحركة الجهاد الإسلامي في محور المقاومة داخل فلسطين.
كما عبّر الناشطون الفلسطينيون عن تضامنهم الرقمي الواسع مع الشعب اليمني المظلوم، حيث شاركوا في منشوراتهم تحت وسم “نحن اليمن” وWe are Yemen” “ الذي تصدّر منصات مواقع التواصل الاجتماعي وفضح صور المجاوز والأطفال والشهداء من تحت الأنقاض وعلى وحشية هذا العدوان المستمر على اليمن منذ حوالي السبع سنوات.
ولم تكن المسيرة الفلسطينية الحاشدة سوى جزء من رد الجميل للشعب اليمني الذي خرج في مظاهرات مليونية تحت تهديد الطائرات السعودية أيام العدوان على قطاع غزّة في أيار الماضي، وكذلك “يوم القدس العالمي” الذي يحييه اليمن سنوياً، وكان السيد عبد الملك قد أعلن الانضمام الى المعادلة الإقليمية التي تمنع المساس بالقدس، وأعلنت قيادة أنصار الله جهوزيتها للتدخّل العسكري الى جانب فصائل المقاومة الفلسطينية لو استلزم الأمر، ولا تزال على استعداد لإجراء صفقة تبادل مع السعودية لتسليمها طيارين مقابل الافراج عن أسرى فلسطينيين تحتجزهم الرياض.
* الخنادق