نشر موقع “موندويس” الأمريكي، تقريرا، تحدث فيه عن كيفية تشويه وسائل الإعلام الأمريكية للأخبار الواردة عن فلسطين، وتأثير ذلك على فهم الجمهور للأحداث في المنطقة.
وقال الموقع، في تقريره، إن “وسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية تستخدم كلمة “رهائن” لوصف الإسرائيليين الذين أسرهم مقاتلو حماس. وتحليل هذا الاستخدام يمثل وسيلة جيدة لتحديد كيفية تشويه وسائل الإعلام الرئيسية للمعطيات المتعلقة بهذه الأزمة الأخيرة”.
وأوضح أنه “أولا، بعض الأسرى الإسرائيليين هم في الواقع جنود وينبغي أن يُطلق عليهم في هذه الحالة “أسرى حرب”، خاصة أن بنيامين نتنياهو أعلن بالفعل الحرب على غزة. أما بقية الأسرى الإسرائيليين الآخرين فهم مدنيون، ويمكن القول إن “رهائن” هو الوصف الذي يليق بهم”.
ونبه المقال إلى أنه “في كتابه المثير للإعجاب، أوضح ناثان ثرال، أنه خلال الانتفاضة الأولى (1967-1993) قام المحتلون الإسرائيليون بسجن حوالي 700 ألف رجل وصبي فلسطيني في الضفة الغربية، أي حوالي 40 بالمئة من إجمالي السكان الذكور هناك. واليوم، يواصل المحتلون الإسرائيليون اعتقال الفلسطينيين واحتجازهم لفترات طويلة دون أي محاكمة عادلة. ولكن لا يبدو أن وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة تصف هؤلاء الفلسطينيين بأنهم “رهائن””.
وذكر الموقع أن “المعايير المزدوجة توضح بشكل مثالي قواعد اللعبة التي تمارسها وسائل الإعلام الأمريكية حول كيفية تشويه الأزمة. أولا، قم بتحريف تقاريرك الفعلية باستخدام لغة أحادية الجانب وإطار متحيّز. ثانيًا، وربما الأكثر أهمية، تجاهل أي جزء من التاريخ، بحيث يبدو الهجوم الفلسطيني وكأنه نوبة غير مبررة من العنف وكراهية اليهود”.
وأورد الموقع أن صحيفتي “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” تصفان المقاتلين الفلسطينيين “بالمسلحين”، في حين أن الكثير من القنوات مثل “سي إن إن” و”إم إس إن بي سي”، و”فوكس نيوز”، تصفهم “بالإرهابيين”، مما يبرز أن “هناك تحيّزا لغويا أكثر دقة” وفق المقال.
وأشار أحد المراقبين، الذي يُدعى جيف شارليت، في تغريدة على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، إلى أن “شبكة “سي إن إن” تصف الإسرائيليين بشكل روتيني “بالشعب”، لكنها تشير إلى الفلسطينيين بشكل أساسي باسم “الفلسطينيين”، وهو “نوع من اللغة غير المقصودة التي تشكل الروايات”. وفي ظل استمرار التغطية خلال يومها الثاني، زاد التحيّز فقد أجرت الشبكات مقابلات حصرية تقريبًا مع الإسرائيليين لكنها تجاهلت الفلسطينيين تقريبًا”.
يتابع التقرير: “كما فشلت وسائل الإعلام الرئيسية في الإبلاغ فعليًا عن الأسباب التي أعلنتها حماس لشن الهجوم. في المقابل، ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، اتهم إسرائيل بتدمير المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس. وقد اتهم إسرائيل بمواصلة التطهير العرقي في الضفة الغربية المحتلة قائلا: “لقد حذّرناهم من مواصلة سياسة التغيير الديمغرافي في الضفة الغربية، وتسريع المشروع الاستيطاني، لكنهم يواصلون مداهمتهم على المدن ومخيمات اللاجئين”. واختتم هنية حديثه قائلا: “لقد كان بإمكان إسرائيل إسكاتنا بإعطائنا الفتات، لكن الحكومة أدارت ظهرها لأي احتمال لصفقة تبادل أسرى، واستمرت في محاصرة القطاع””.
وحسب الموقع، “تشمل أهم النقاط التي تغفِلها وسائل الإعلام الرئيسية الأمريكية الفشل الفادح لحكومة نتنياهو في كشف الهجوم القادم، والأهم من ذلك كيف ولماذا ساهمت غطرسة ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف الحاكم في الكارثة”.
ويؤكد المصدر نفسه على أن “النقيض من ذلك، هو أن تتلاعب صحيفة “هآرتس” بالكلمات. فقد هاجم المراسلون وكُتّاب الأعمدة ائتلاف نتنياهو مشيرين إلى أن حكومة اليمين المتطرف واصلت دفع حملة “الاستيطان” في الضفة الغربية ووقفت متفرجة بينما كان “المستوطنون” ينفذون مذابح ضد الفلسطينيين. وبعد استفزاز المقاومة الفلسطينية المتزايد، اضطر نتنياهو إلى نقل وحدات الجيش إلى الأراضي المحتلة، تاركًا الحدود الجنوبية مع غزة بلا حماية نسبيًا”.
وأضاف أنه “بدلًا من “الوقوف مع إسرائيل” دون تفكير، لم يتردد معلقو صحيفة “هآرتس” في مهاجمة حكومتهم. لقد كانت هناك استثناءات قليلة للتحيز السائد في الولايات المتحدة. وخلال الصباح الأول للهجوم، قام علي فيلشي، وأيمن محيي الدين، على قناة “إم إس إن بي سي” بإعداد تقارير مدروسة قدمت بعض الحقائق. حتى أن فيلشي أجرى مقابلة مع ديانا بوتو، الخبيرة القانونية الفلسطينية المعروفة”.
وأردف: “كانت التغطية التي أشرف عليها وولف بليتزر، في شبكة “سي إن إن” الأكثر نموذجية. لقد تحدث بليتزر عن نقاط الحوار المؤيدة لإسرائيل، مستشهدا بعدد القتلى الإسرائيليين دون أن يذكر الضحايا الفلسطينيين داخل غزة. وجاءت لحظاته الأكثر إثارة للسخرية عندما دعا المتحدثين العسكريين الإسرائيليين الناطقين باللغة الإنجليزية وسمح لهم بإلقاء خطابات دعائية طويلة، متناسيًا على ما يبدو أن جزءًا من وظيفته يقوم على تحدي الأشخاص الذين أجريت معهم المقابلات بأسئلة متابعة”.
وتابع: “كان أحد المتحدثين العسكريين، وهو المقدم جوناثان كونريكوس، معروفًا بالفعل في هذا الموقع. ففي سنة 2021، أبلغنا كيف خدع صحيفة “نيويورك تايمز” لإصدار تقرير كاذب مفاده أن القوات البرية الإسرائيلية كانت تهاجم غزة بالفعل. ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” وغيرها مقالات تتحدث عن تصريحه. ولكنّه في الواقع كذب”.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أن “وسائل إعلام إسرائيلية أوضحت أن الأخبار الكاذبة كانت عبارة عن محاولة إسرائيلية لخداع مقاتلي حماس للتواري في مخابئهم تحت الأرض، حيث ستتمكن الطائرات الحربية الإسرائيلية من ضربهم”.