تحدث مصدر جنوبي رفيع أن هناك جزءاً إضافياً من الخطة الإماراتية البديلة التي بدأت تنفيذها جنوب اليمن في سياق صراعها مع الرياض.
وقال المصدر الجنوبي الذي يقيم في القاهرة، في حديث خاص للجنوب اليوم إن ما تسرب من مضامين الخطة الإماراتية البديلة والتي جاءت على شكل توجيهات من رئاسة الانتقالي إلى قيادة المجلس بفرعه في حضرموت ليس كل شيء، وإن ذلك كان جزءاً من الخطة، مؤكداً أن الجزء الآخر متمثل في الاستراتيجية طويلة المدى التي بدأت الإمارات بتنفيذها في عدن.
وكشف المصدر أن الجزء الجديد من الخطة يتمثل في دفع الإمارات بتيار موازي للانتقالي لتبني تنفيذ الخطوات أو العمليات أو إعلان المواقف التي لا يمكن أن يتبناها المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل رسمي والتي إن قام الأخير بتبنيها فإن ذلك يسبب تصاعداً كبيراً في الأزمة بين أبوظبي والرياض.
وحسب المصدر فإن الخطة تقتضي دعم الإمارات لتيار المقاومة الجنوبية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي يقودها أبو همام اليافعي لتبني المواقف وإطلاق التصريحات أو التهديدات التي تريد أبوظبي إطلاقها بلسان جنوبي من غير المجلس الانتقالي، فيما يعني العمل بخطين متوازيين الأول رسمي وهو الذي يصدر عن المجلس الانتقالي والثاني خط موازي يدعي الاستقلالية لكنه في الحقيقة مدعوم إماراتياً.
ولفت المصدر إلى تعليقات قيادة المجلس الانتقالي على تهديدات أبو همام اليافعي قائد ما تسمى المقاومة الجنوبية والتي هدد فيها رشاد العليمي بمنعه من العودة إلى عدن حيث أعلن الانتقالي أن تلك التصريحات لا تعبر عن الموقف الرسمي للانتقالي.
وقال المصدر إن التوجه الإماراتي الجديد بتبني خط موازي للانتقالي في مواجهة السعودية كان بسبب ردة الفعل العنيفة التي بادرت بها السعودية بعد تهديدات الانتقالي المباشرة التي صدرت على لسان قيادات بالمجلس أو قيادات فصائل عسكرية إضافة إلى ما صدر من فصائل الانتقالي العسكرية من تحركات عسكرية في المحافظات الجنوبية بعد تصاعد التوتر على خلفية تصريحات العليمي بشأن القضية الجنوبية والتي منها انتشار قوات الانتقالي في عدد من المناطق الحساسة في عدن بما فيها المناطق المحيطة بقصر معاشيق، حيث بادرت الرياض بردة فعل عنيفة وصلت حد التهديد العلني للانتقالي وكشف بعض أسراره على لسان قيادات سياسية وصحفية سعودية بلغ بها الأمر أن تقذف في أعراض قيادات الانتقالي والإمعان في إهانتهم وعلى رأسهم عيدروس الزبيدي، هذا بالإضافة للخطوات العملية المتمثلة باستدعاء الرياض أبرز خصوم الانتقالي من شخصيات سياسية وقيادية سابقة في سلطة الحكومة الموالية للتحالف كصالح الجبواني وزير النقل السابق وعبدربه لعكب قائد قوات الأمن الخاصة في شبوة وأحمد الميسري وزير الداخلية السابق.
المصدر أكد أن مهام الجناح الموازي للانتقالي والمتمثل بالمقاومة الجنوبية المحسوبة على الانتقالي، تتعدى التصريحات أو المواقف المعلنة والتهديدات اللفظية إلى ما هو أبعد من ذلك، مؤكداً أن من بين مهام الجناح الموازي تنفيذ عمليات عسكرية ضد القوات الموالية للسعودية في عدن ومختلف المحافظات الجنوبية، وإذا ما صدر من هذا التيار أي موقف أو تحرك يغضب الرياض فإن أبوظبي ستكون بعيدة عن اللوم السعودي باعتبار أن هذا التيار لا علاقة للإمارات به لا تمويلاً ولا توجيهاً.
اللعب بنفس أوراق الخصم
في السياق أكد مراقبون أن توجه الإمارات إلى مواجهة الرياض بأكثر من تيار جنوبي على الأرض بمكونات محسوبة على الإمارات بشكل رسمي كالانتقالي أو بمكونات موازية كالمقاومة التي يقودها أبو همام، هي خطة تكشف اتخاذ الإمارات استراتيجية الرد بالمثل في مواجهة الرياض.
وأشار المراقبون إلى أن الرياض تسمح لأدواتها المتمثلة بحزب الإصلاح على سبيل المثال بالاحتفاظ بأكثر من تيار وجناح منها ما هو رسمي ومتمثل بقوات “الشرعية” ومنها ما هو موازي ومتمثل بما يسمى المقاومة الشعبية كتلك التي يعيد الإصلاح تنشيطها في تعز، وأن ما لا يريد الإصلاح إطلاقه من تهديدات بلسان قيادات عسكرية أو أمنية رسمية في سياق الفعل ورد الفعل في خضم الصراع على السلطة والصراع القائم بين الإصلاح وبقية المكونات الأخرى الموالية للتحالف فإن الحزب يدفع بقيادات غير رسمية لإطلاق هذه التهديدات والتصريحات بلسان “المقاومة الشعبية” وهي وسيلة من وسائل الضغط وأوراق اللعب البديلة.
الجنوب اليوم