كتائب الرعب في الضفة… أشعلت فتيل المقاومة وكسرت هيبة الجيش الذي لا يقهر
العين برس/ تقرير
سرايا القدس” كتيبة جنين”، ونابلس وطولكرم، وطوباس، عقبة جبر، أريحا، جبع..” حولت الضفة الساكنة منذ عدة سنوات لبارود نار يشعل المقاومة في كافة مناطق الضفة المحتلة، وجعلت عدداً من مدنها كجنين ونابلس، مناطق مُحرمة على الاحتلال أشعرت الاحتلال بخطورة تلك الكتائب وحاولت وأدها بكافة الطرق بلا جدوى.
التطور في كتائب سرايا القدس في الضفة المحتلة كان نتاج قرار اتخذته قيادة حركة الجهاد الإسلامي بضرورة إبقاء ساحة الضفة المحتلة في حالة اشتباك دائم مع الاحتلال، ولا سيما بعد تأسيس “كتيبة جنين” قبل عامين من الآن والتي تعتبر بمثابة النواة الأولى للعمل المقاوم بالضفة.
تطور لافت لكتائب سرايا القدس
المحلل السياسي والعسكري، أحمد عبد الرحمن، اعتبر أنه منذ نحو عامين شهدنا تطوراً كبيراً لافتاً لكتائب المقاومة في الضفة المحتلة ولاسيما سرايا القدس، موضحاً أنها بدأت بأفراد ثم تطورت لمجموعات وكتائب مقاتلة تنتشر في مساحة واسعة من الضفة المحتلة.
وقال عبد الرحمن في حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: “هذه الكتائب المقاتلة لسرايا القدس في الضفة تنتشر في نحو نصف مساحة الضفة المحتلة وتتركز في شمالها ولا سيما في جنين ونابلس وطولكرم، مع تواجد لها أيضاً في أريحا “كتيبة عقبة جبر”، بالإضافة لتواجد في الخليل”.
واعتقد المحلل أن هذا التطور في كتائب سرايا القدس في الضفة كان نتاج جهد كبير قامت به المقاومة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، موضحاً أن هذا الجهد أثمر وأصبح يشكل معضلة للعدو “الإسرائيلي” في ظل استمرار العمليات الفدائية بالضفة.
ورأى عبد الرحمن أن تطور كتائب المقاومة في الضفة أنتج حالة جديدة غيرت المزاج العام للمواطن الفلسطيني، مبيناً أن الفلسطينيين في الضفة الآن يتجهون باتجاه خيار المقاومة كخيار وحيد في وجه الاعتداءات “الإسرائيلية”، وأسقطت باقي الخيارات الأخرى ومن ضمنها خيار “أوسلو”.
وأعتقد أن الكثير من منفذي العمليات الفدائية اليومية كالدهس والطعن وإطلاق النار في الضفة المحتلة سواء كانت فردية أو منظمة، قد استلهموا فعلهم من كتائب سرايا القدس في الضفة.
الجهاد تُعيد العمل المقاوم للضفة
وأضاف المحلل العسكري: “حركة الجهاد الإسلامي في ذكرى انطلاقتها الـ36 تقدمت بشكل كبير وانطلقت بقوة وتقدمت وكان لها فضل انطلاق العمل المقاوم في الضفة المحتلة؛ بالرغم من الضربات التي تلقتها واستهداف الصف الأول من قياداتها من اغتيال الأمين العام عام 95 إلى استشهاد أعضاء المجلس العسكري لسرايا القدس سواء في “ثأر الأحرار” 2023، أو “وحدة الساحات” 2022، أو صيحة الفجر في 2019.
ورأى عبد الرحمن أن انطلاق “كتيبة جنين” التابعة لسرايا القدس كان بمثابة انطلاق جديدة لحركة الجهاد الإسلامي في الضفة سواء على مستوى الروح المقاومة، أو على مستوى العمل الجهادي، معتقداً بأن هذا الأمر يعطي الحركة دافعية للاستمرار في العمل المقاوم رغم حجم الاستهداف الذي تتعرض له الحركة سواء من العدو الصهيوني أو من السلطة.
التّوسع بمدن الضفة
وتابع قائلاً: “الإنجاز في الضفة الغربية المحتلة لسرايا القدس هو واضح وكبير، مبيناً إلى أن الخروج من حالة السكون التي كانت تعيشها الضفة المحتلة منذ عدة أعوام إلى حالة مقاومة هو أمر صعب جداً بالإضافة لتأمين السلاح والإمداد في ظل الواقع الأمني المعقد هناك، بالرغم من ذلك تستمر في العمل المقاوم ولاسيما “كتيبة جنين” التي كانت ملهمة ومؤثرة لكتائب أخرى”.
وأشار إلى أن “الجهاد الإسلامي” وسرايا القدس في الضفة استطاعت التوسع إلى خارج جنين إلى أربع أو خمس محافظات وهي “نابلس وطولكرم، وعقبة جبر في أريحا، وطوباس، بالإضافة إلى تحقيق إنجازات ميدانية على الأرض، معتقداً أن هذه الكتائب أعادت الكثير من الشباب الفلسطيني إلى حالة المقاومة ضد الاحتلال.
ولفت إلى أن تمدد كتائب سرايا القدس في الضفة المحتلة أعاد حشر العدو الصهيوني إلى الزاوية، مبيناً أنه على إثر ذلك استقدم العدو 23 كتيبة مختلفة إلى مدن الضفة؛ ولذلك يستهدف الاحتلال حركة الجهاد الإسلامي في الضفة وغزة وخارج فلسطين.
معركة “بأس جنين”
وعن تطور أداء كتيبة جنين في معركة “بأس جنين”، رأى عبد الرحمن أن هذا التطور في عمل سرايا القدس كتيبة جنين، جاء نتيجة تحضيرات جيدة وعمل تكتيكي تم على الأرض، موضحاً أن هذه المعركة أظهرت أن “كتيبة جنين” يعمل كجسم عسكري يعمل بشكل عسكري وتكتيكي مناسب، ولديه خطط دفاعية، وخطط هجومية.
واعتقد أن “كتيبة جنين”، استطاعت أن تفشل الهجوم الكبير على المخيم في الـ3-4 من يوليو الماضي والذي ضم حوالي أكثر من 1000 جندي “إسرائيلي” من وحدات مختلفة، في مقابل 300- 400 مقاتل من كتائب المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس، مقدراً بأن إفشال اقتحام كبير كهذا في ظل جهد استخباري “إسرائيلي” كبير هو بمثابة إنجاز كبير.
وأشار عبد الرحمن إلى الصحافة العبرية اعترفت في حينها أن قوات ما تُسمى بـ”النخبة الإسرائيلية” فشلت على اعتاب مخيم جنين، في مقابل بسالة وقوة مقاتلي “كتيبة جنين” والتدريب الجيد لهم بالإضافة لاستخدامهم العبوات الناسفة التي أصبحت الشغل الشاغل للأجهزة الأمنية “الإسرائيلية”.
تطور في التسليح
وأوضح عبد الرحمن أن العمل العسكري يعتمد على الإمكانيات إلى جانب الروح المعنوية، فالإمكانيات العسكرية مهمة جداً من خلال نوع الأسلحة، مشيراً أنه منذ تفجير آلية النمر في مدينة جنين من قبل مقاتلي “كتيبة جنين”، وأصبح الوضع لدى الاحتلال في الضفة الغربية مختلف وبات الاحتلال يخشى دخول المدن الفلسطينية.
واعتقد أنه في كل اجتياح في الضفة الغربية نلاحظ عمليات تفجير للآليات “الإسرائيلية” ليس في جنين وحدها، متوقعاً أن تفجير العبوات الناسفة في الآليات “الإسرائيلية” سيصل لكل مدن الضفة المحتلة.
ورأى عبد الرحمن بأن تطور القدرات التسليحية للمقاومة ولاسيما لسرايا القدس في الضفة ستشكل خطراً على قوات الاحتلال، موضحاً أن المقاومة تتقن عملها بشكل جيد ضد الاحتلال في ظل التطور الواضح والملموس في قدراتها العسكرية.
“كتيبة جنين” أصابت العدو بمقتل
ومن جانبه، رأى المختص في الشأن “الإسرائيلي”، عزام أبو العدس، أن “كتيبة جنين” في الضفة تعتبر أحد أكبر المفارقات منذ تأسيس حركة الجهاد الإسلامي”، مبينًا أن الضفة الغربية منذ عام 2007 كانت في حالة ركود وتخدير عسكري، في الوقت الذي كان فيه الكثير من المراقبين والمحللين في حالة يأس من أن تعود الضفة المحتلة إلى نشاطها العسكري في المواجهة مع الاحتلال، لتخرج سرايا القدس وتحمل العبء الأكبر وتصيب الاحتلال من جديد في مقتل.
مظلة لكافة المقاومين
وقال أبو العدس في تصريحات لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: “بعد نجاح الجهاد الإسلامي في تشكيل كتيبة جنين أصبحت المظلة التي يقف تحتها غالبية فصائل المقاومة في الضفة”.
واعتبر أن “كتيبة جنين” تشكل النقلة النوعية والإضافية إلى شعبية حركة الإسلامي في المجتمع الفلسطيني، فقد تمكنت من إحداث اختراقات في نابلس ومخيم عسكر وطولكرم، رغم الحرب الشرسة من قبل الاحتلال على الحركة، والتي تمثلت في اغتيال القيادات التي وجهّت العمل المسلح في الضفة الغربية في قطاع غزة بعملية “وحدة الساحات”.
الربط بين الضفة وغزة
واعتبر المختص أبو العدس، أن حالة الربط بين الضفة وغزة يُعدّ مسألة إستراتيجية كبيرة، وشكلت نقلة نوعية كبيرة، ليس فقط في نقل التمويل، بل امتد إلى نقل الخبرات العسكرية إلى الضفة، مثل حفر الأنفاق، وتطوير العبوات الناسفة، إلى جانب الحفاظ على الأمن الشخصي
المصدر: فلسطين اليوم