علي هو الخَليفة المُطاع بالدليل القَاطع
العين برس/ مقالات
عبدالله علي هاشم الذارحي
لقدبلغ حديث الغدير في تواتره درجة لم تبلغها غيره من الأحاديث والأخبار؛ كيف لا؟! وقد زادت طرقه عن المائة والسبعين طريقاً، وروي عمَّا يقارب الثلاثين صحابياً؛ ومن أجل هذا لم يستطع الكثير ـ ممَّن لا يفضل الإمام علي عليه السلام، ولا يقول بوصيته ـ ردَّ هذا الحديث أو تكذيبه..
ولكنَّ حيلهم لم تنقطع فأخذوا يتأولون الحديث ويخرجونه إلى غير طريقه، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يُرِد ـ بقوله: (فعلي مولاه)الولايةَ العامة التي هي بمعنى الطاعة لولي أمر المسلمين،فتثبت بذلك الوصيةللإمام علي عليه السلام،
لكنهم عدلوا عن هذا القول فقالوا: إن معنى الولاية هنا هي المحبة فقط، فيكون المقصود من الحديث هو أن نحب الإمام علي عليه السلام، وليس المقصودالوصاية بالإمارة والخلافة والإمامة،واليكم بالدليل القاطع على ان: المقصود بحديث الغدير هوالولاية والخلافة والطاعة للإمام علي بن ابي طالب عليهما السلام..
الدليل وصلني من مؤمن (حول الغدير)
الملا محمد شريف زاهدي رجل دين من اهل السنة استبصر بعد بحث معمق ومناظرات مع نظرائه من سنة وشيعة، وألف كتابا يحكي فيه قصة استبصاره سماه:” لا بد أن أتشيع..
يقول في جانب من كتابه: كنت اُناقش اساتذتي في معنى قول النبي صل الله
عليه وآله وسلم في حديث الغدير:
( فهذا علي مولاه).فكانوا جميعا يصرون على معنى الحب والمودة ليس اكثر..
يقول كنت اناقش احدهم استنادا الى كتاب مشهور لدينا وهو من كُتب. احد علمائنا الكبار وهو ” مولانا محمد عمر سربازي” . وبعد المناقشة الحامية لم استطع اقناع خصمي في النقاش بعدم صحة قصد النبي لمجرد معنى الحب والمودة من حديثه.وهو لم يزحزحني عن قناعتي. فلما اغلقنا الكتاب كنت محتارا:..
كيف اقنع هؤلاء بعدم صحة تفسيرهم للمولى. وفجأة وقع نظري على اسم صاحب الكتاب( مولانا محمد عمر سربازي) وعلى الفور اتصلت في نفس مجلسنا ولم نتفرق بعد، على بعض مشايخنا الكبار أسألهم عن المقصود من كلمة مولانا محمد عمر الذي هو من أكابرهم. وكل من اتصلت به يقول: انها تعني امامنا! فاسألهم: ألا تعني حبيبنا؟ فينفون ذلك ! وهنا دمغت خصومي بالحجة من أفواه مشايخهم..
وفي يوم من الأيام اتصل بي احد الأصدقاء من زملاء الدراسة في معهد الدراسات الشرعية في بلوشستان. وقد اراد ان يزورني لمناقشتي بعدما سمع عن توجهاتي العقائدية الجديدة، حرصا منه على مصيري الأبدي! فخرج من بلدته ليقطع مسافة 250 كم لهذا الغرض..
فجرى بيننا النقاش وتركز ايضا على
معنى الموالاة والمولى. وكلما أتيته بدليل قرآني او روائي او عقلي لم يقتنع. واخيرا غادرني وهو يتأسف على حالي!..
وبعد أكثر من ساعة من مغادرته اتصلت به على هاتفه وقلت له فلان لابد ان ترجع الآن اريدك لأمر ضروري جدا.قال سامحك الله لقد قطعت أكثر من نصف الطريق وأهلي بإنتظاري وتريدني أرجع؟ قل ماعندك الآن على الهاتف..
قلت لايمكن ذلك لا بد من حضورك. وبعد إصراري رجع اليّ متذمرا.فلما وصل، قال: هات ماعندك ماهو الأمر الضروري الذي من أجله أرجعتني من مسافة بعيدة في هذا الوقت الحرج؟..
قلت: أردت فقط إخبارك انني احبك وأودك. فصعق الرجل وغضب وقال: اما انك مجنون او انك تريد ايذائي. ماهذا التصرف الأرعن!؟
وهنا اقتنصت الفرصة لأقول. اني ارجعت واحدا فقط وتتهمني بالجنون او الايذاء! ونبي الرحمة يرجع عشرات الألوف من الناس بعد قطعهم مسافات طويلة وفي تلك الظروف القاسية لمجرد ان يخبرهم بحبه للإمام علي (ع) أفلا ترى أن المسلمين الذين تكبدوا ذلك العناء. يمكن أن يشكوا في عقلانية النبي صل الله عليه وآله وسلم..
هنا ذُهل صاحبي وسكت وتبدل غضبه إلى حالة من الضحك اللا متوازن وقد أحس كم أن إصرارهم على ذلك ألتأويل الفاسد يبعث فعلا على المسخرة والإستهزاء بالعقول…”
فـ الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام… ولو كرهـ المنافقون فدعهم ومايفترون؛