قالت صحيفة ”لابريس“ الفرنسية إن على غرار الحرب في اليمن ، تمر أزمات دولية أخرى مستمرة دون أن يلاحظها أحد إلى حد كبير.. وبعد أكثر من سبع سنوات من الحرب ، لا تحظى اليمن باهتمام يذكر في وسائل الإعلام الدولية.
وأكدت الصحيفة أن الصراع يمر بمرحلة تحول.. قد يؤدي الهجوم الذي تشنه قوات صنعاء على مدينة مأرب إلى عكس أو قلب كل شيء رأساً على عقب.. لأن سقوط مأرب قد يكرس انتصار الجيش واللجان الشعبية، الذين هم بالفعل في موقع ووضع القوة في هذا الصراع حيث يعارضهم القوات الموالية والمدعومة من السعودية.
وأفادت أن مدينة مأرب لها أهمية رمزية واستراتيجية على حد سواء، حيث أن مأرب تقع عند مفترق طرق هام ، على المحور الشمالي الشرقي وكذلك على المحور الغربي الجنوبي.
وحسب ما ورد أن لدى المنطقة أيضا احتياطيات من النفط.. وأن في هذه الحرب الطويلة يمكن لكل مصدر دخل أن يحدث فرقاً.. لقد هرب ممثلو حكومة المرتزقة من صنعاء إلى عدن في الجنوب.. ومؤخراً ، عادوا إلى مأرب ، أن العديد منهم بمن في ذلك هادي ، يقضون أغلب وقتهم خارج اليمن وعلى وجه الخصوص في السعودية.. ومع ذلك نرى أن سقوط مأرب بات اليوم وشيكاً.
لكن هل سيؤدي سقوط مأرب وتحريرها إلى نهاية الحرب ؟ لاشك أن هذا الأمر سيجبر المجتمع الدولي الذي يدعم التحالف الذي تقوده السعودية على طرح أسئلة جوهرية..وفي الوقت نفسه إذا سقطت مأرب، علينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كنا سنستمر في دعم تحالف ليس لديه فرصة للانتصار في الحرب، ولم يحقق أي نتيجة واضحة.
الصحيفة رأت أن السعودية نفسها تعتبر هذه الحرب “قضية خاسرة”.. وفي ذات الوقت، تخشى انهيار نظام هادي وقدوم نظام صنعاء على حدودها..مضيفةً أن السعودية عالقة في حرب لا تستطيع الخروج منها”..سيما وأن الجيش واللجان الشعبية ليسوا أطفال صغار ، فهم وحشيون ومقاتلون.
وتابعت الصحيفة أن المدنيين اليمنيين يعانوا من هذه الحرب الدائرة.. إذ يعاني طفل واحد من كل عشرة أطفال في مخيمات النازحين داخليا من سوء التغذية.. بالاضافة إلى أن اليمن كله يعاني من تضخم جامح يضع السكان أمام خيارات صعبة.. ويتعين على الأسر أن تختار الغذاء الرئيسي الذي تريده: الدقيق ، أو الحليب ، أو السكر ، أو الدجاج.
وأكدت أنه عندما ترى البنية التحتية اليمنية مدمرة بعد ما يقرب من سبع سنوات من الصراع المسلح تنصدم.. أن القصف السعودي دمر الجسور والمدارس والطرق.. كما أن النظام التعليمي أو المدرسي في حالة يرثى لها.. حيث أن هناك مليوني طفل يمني محرومون من التعليم ولم يذهبوا إلى المدارس.. علاوة على أن الشبكة الطبية لم تعد تعمل في حين تفتقر المستشفيات إلى كل شيء.
وطبقاً لمسح أجراه مجلس اللاجئين النرويجي بين 760 شخصاً يعيشون في اليمن، فإن 99% منهم يضطرون إلى حرمان أنفسهم من وجبة رئيسية واحدة على الأقل بسبب ارتفاع الأسعار.. ومنهم يجبرون على تناول وجبة واحدة في اليوم.. علاوة على أن ما يقرب من ثلثي هؤلاء يطبخون على الحطب ، لأنهم لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف الغاز المسال، الذي تضاعف سعره أربعة أضعاف.. ونتيجة لذلك ، يزداد عدد اليمنيين الذين يعانون من سوء التغذية. والأكثر ضعفا يموتون.. يموت حوالي طفل من كل أربعة أطفال حديثي الولادة، حيث ارتفع عدد الأطفال الذين أُدخلوا في حالة نقص تغذية حادة خلال العام الماضي.