“سيف المخيم” يحطم أسطورة العدو على أعتاب طولكرم
العين برس/ تقرير
بأسلحة متواضعة وعبوات بدائية الصنع طورها مهندسو السرايا، مقاتلون يملكون في قلوبهم إيمانًا راسخًا وعقيدة جهادية وتربوية عالية تربوا عليها، فكانوا أشداء على الطغيان والعدوان برغم الفارق الكبير في عتاد المواجهة، ففي معاركهم جميعًا لا يملكون سوى إرادة قوية وإيمان بقضيتهم حتى طرد الاحتلال عن كامل أرضهم.
فما إن تتجه شمالاً وتصل إلى طولكرم بمخيماتها التي رسمت خارطة مواجهة جديدة مع الاحتلال في كل اقتحام يستهدف به المدينة ومخيماتها، تتخطى الحواجز والمتاريس التي وضعها المجاهدون لتدخل إلى عمق المخيم الذي سيبقى كابوسًا يطارد الاحتلال “نور شمس”، لتجد رجالاً بأسهم شديد، ترى في وجوههم النور يجلسون على أهبة الاستعداد لصد أي عدوان، ويواصلون الليل بالنهار في تجهيز عبواتهم وتطوير سلاحهم، تعاهدوا على السير حتى الوصول لهدفهم المنشود بنيل إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.
بعد أكثر من 20 عامًا على انتفاضة الأقصى المباركة والاجتياح الذي تعرضت له مدينة طولكرم وهدم بيوتها والمجازر التي ارتكبت بحق أبنائها بغية القضاء على المقاومة، نهضت من جديد لتعيد أمجاد القادة العظماء لؤي السعدي ورياض بدير وأسعد دقة وغيرهم من هذه الثلة المباركة، ليحمل الراية جيلاً جديدًا ويكون خير خلف لخير سلف، حيث أبلوا بلاءً حسنًا في مقارعة العدو وأفشلوا مهام قواته في أكثر من موقعة.
سيف أبو لبدة ذاك المجاهد ذو 25 ربيعًا كان الفارس الذي حمل اللواء ليضع حجر الأساس لكتيبة طولكرم المباركة والتي جاءت امتدادًا لكتيبة جنين التي أسسها القائد جميل العموري، والتي أصبحت تشكل حالة جهادية لينضم إليها عشرات المقاتلين الذين صالوا وجالوا في ميدان المواجهة مع العدو، حيث تميز مقاتلوها بشجاعتهم وبسالتهم في ساحات المواجهة فمع كل اقتحام لطولكرم ومخيماتها كانوا يصنعون المعجزات بأدوات بدائية لكنَّهم حملوا عقيدة جهادية راسخة وإيمانًا بقضيتهم وصوبوا بوصلتهم نحو عدوهم ورسموا هدفهم الأسمى نحو القدس.
معركة سيف المخيم
أكثر من 100 آلية عسكرية صهيونية ترافقها الجرافات المجنزرة شقت طريقها فجر اليوم تحت جنح الظلام نحو مخيم نور شمس، في حملة عسكرية كبيرة هدفت للقضاء على حالة المقاومة المتصاعدة في المخيم، وما إن داست أطراف المخيم حتى انهالت عليها زخات الرصاص من كل حدبٍ وصوب وعبوات السيف المعدة مسبقًا لتدمر وتُعطب معلنةً انطلاق معركة “سيف المخيم” التي سطر فيها أبطال سرايا القدس – كتيبة طولكرم معركة بطولية في مخيم نور شمس وصدوا عدوان الاحتلال، وقهقروا قواته المتقدمة وأخرجوها صاغرة ذليلة بعد إيقاع جنود نخبتها في كمائن الموت محققين الإصابات المباشرة وأفشلوا مهمتهم بالوصول أو القضاء على خلايا السرايا المنتشرة في المخيم.
سرايا القدس – كتيبة طولكرم أعلنت عقب الاقتحام الكبير الذي نفذه جيش العدو افتتاح معركة “سيف المخيم” بكمين محكم أعده مجاهدوها حيث أوقعوا قوات الاحتلال، في حقل كثيف من النيران وفجروا عددًا من العبوات الناسفة المعدة مسبقًا والتي دمرت عددًا من الآليات المتوغلة وحققت الإصابات المباشرة في صفوف الجنود.
على خطى مخيم جنين
في مقابلة خاصة قال الكاتب والمحلل السياسي جمعة التايه إن اقتحام الاحتلال الواسع لمخيم نور شمس بطولكرم الليلة الماضية وفجر اليوم، له دلالة واضحة على جنون الاحتلال وسياسة حكومته في منع تمدد المقاومة وإخضاعها في ساحات الضفة الغربية لافتًا إلى التطور في أداء المقاومة والذي شهد تصديًا بطوليًا أسفر عن تحقيق إصابات مباشرة في صفوف جنود الاحتلال.
وأشار إلى أن الاحتلال يواصل استهداف مخيم نور شمس بشكل مستمر ومتكرر كونه شكل رافعة في الضفة الغربية، وكان المحطة الثانية في تشكيل الكتائب الخاصة بسرايا القدس في الضفة بعد مخيم جنين، على نفس النموذج المقاوم، مؤكدًا أن الاحتلال سيواصل من عملياته العسكرية في مخيم نور شمس في المرحلة المقبلة، في محاولة يائسة لضرب الحاضنة الشعبية والجماهيرية للمقاومة، والتي فشلت في فصل المقاومة عن حاضنتها الشعبية رغم كل الدمار والضربات التي تعرض لها.
6 ساعات من المواجهة المباشرة ومن نقطة صفر خاضها أبطال سرايا القدس – كتيبة طولكرم، كشفت مدى الجهوزية والإعداد الذي أعده أبطال السرايا لقوات العدو، حيث فشل في الوصول لأيٍ من المجاهدين فصب جام غضبه وحقده على المدنيين والبنية التحية، في حالة تعبر عن مدى العجز وحالة الإفلاس التي وصل إليها الاحتلال، لتنتهي معركة “سيف المخيم” وينتهي معها محطة جهادية وبطولية جديدة من محطات العز والفخار التي ترسمها كتائب سرايا القدس على امتداد ساحات المواجهة في الضفة الغربية، وتعيد أمجاد القادة العظماء أسعد دقة ولؤي السعدي، ورياض بدير، وفلاح مشارقة وغيرهم من الشهداء وتواصل مسيرة الدم الذي هزم السيف.
المصدر: فلسطين اليوم