رسالةُ تفويض مليونية لخيارات قائد الثورة في التغييرات الجذرية
العين برس/ مقالات
عبدالعزيز أبو طالب
تبادر إلى ذهني تساؤُلٌ مُهِمٌّ، وهوَ: لماذا اختار السيد القائد مناسبة المولد النبوي الشريف لإعلان التغييرات الجذرية والبدء بالمرحلة الأولى للإصلاحات الداخلية؟
وعند استحضار العلاقة بين مولده -صلى الله عليه وَآله وَسلّم- وبين انتقال البشرية من حال إلى حال وتغيير مسارها من اتّجاه إلى اتّجاه تبين لي لماذا كان هذا الاختيار.
يمثل المولد النبوي الشريف أعظم عملية تغيير جذري في تاريخ البشرية؛ فقد تغيَّرت حالُها من الظلمات إلى النور ومن الجهل إلى العلم ومن منظومة أخلاقية غير سوية إلى مكارم الأخلاق، فكان اختيار السيد القائد لهذه المناسبة العظيمة فرصةً لتذكير الأُمَّــة بأن ما صَلُحَ به أولُها سيكون الحلُّ لإصلاح آخرها.
وأن هذه المناسبة لا تقتصرُ على طقوسٍ دينية مفرَغة من العبرة والفائدة لما ينفع الناس في حاضرهم ومستقبلهم.
وأن جوهرَ رسالة النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلّم- هو إصلاح البشرية والأخذ بيدها إلى ما فيه صلاحها في الدنيا ونجاتها في الآخرة.
وأن أيَّ إصلاح لا بُـدَّ أن ينطلقَ من مبادئ القرآن وتعاليمه؛ فهو الحكم في ما اختُلف فيه، وفيه النورُ لمن يستضيء به في الظلمات والعدل لمن قضى والهدى لمن دعا إليه.
وأن أيَّ إصلاح ناجح لا بُـدَّ أن يرتكزَ على أُسُسٍ صحيحة ومنطلقاتٍ إيمانية وهداية ربانية.
إضافة إلى التميُّز التي اختُصَّ به أهلُ اليمن من صدق الولاء وثابت الوفاء مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-؛ لتحظى هذه التغييرات المرتقبة بالمباركة والتفويض من الشعب اليمني العظيم الذي يثق بقائده ويستند إلى تجربة صادقة معه خلال ثورته المباركة ومعركته الوطنية في مواجهة العدوان وصدق وفائه مع الشعب الذي يبادله الوفاء بالوفاء.
في الاحتفالية المركَزية في العاصمة صنعاء والساحات الحاشدة في مختلفِ المحافظات اليمنية، هتفت الحناجرُ بالتفويض لقائدِ الثورة ليقودَ مرحلةَ التغييرات ومسار الإصلاحات التي كانت أهمَّ أولويات أهداف الثورة لوْلا تدخُّلُ العدوان العسكري في محاولته لإجهاض أية عملية تغيير لهذا البلد وفق مبادئ الحرية الاستقلال والخروج من الوصاية.
وقد أكّـد الشعب هذا التفويض عبر الاستفتاء الشعبي غير المباشر بتلك الملايين التي أعلنت وقوفَها ومساندتَها لقائد الثورة في عملية التغيير والإصلاح، وفي المقابل تعهَّدَ السيدُ القائدُ صاحبُ القول والفعل أنه سيكونُ متابِعاً لمراحل التغيير، وذلك عبر الكلمات والخطابات؛ لِيُطْلِعَ الشعبَ على مسار التغيير ونتائجِهِ، في لوحة رائعة من الانسجام بين الشعب والقائد، وفي شفافيةٍ قَلَّ نظيرُها.