العين برس – تقرير
نشر موقع معهد دول الخليج العربي في واشنطن (AGSIW) مقالاً تحليلياً للعضو السابق في فريق الخبراء الأمميين باليمن “غريغوري دي جونسون” المعروف بنزعته المؤيدة لمصالح الولايات المتحدة من الحرب في اليمن.
وتضمن المقال توصية باستمرار مبيعات الأسلحة الأمريكية للتحالف؛ إذ أكد “جونسون” أن مسؤولين غربيين أخبروا مجموعة الأزمات الدولية أن معدلات الاستخدام الحالية للصواريخ الموجهة التي تقذفها المقاتلات السعودية في معارك مأرب قد تجبر السعوديين على تقليص استخدامهم للذخائر الموجهة بدقة في غضون العام القادم، في إشارة إلى أن نسبة الانتهاكات عبر الغارات التي تستهدف المدنيين في اليمن سترتفع إذا ما امتنعت الولايات المتحدة عن بيع الصواريخ الموجهة بدقة للسعوديين، الذين سيستخدمون حينها القنابل الغبية.
ويأتي حديث “جونسون” وسط توقعات من قِبل منظمات حقوقية بارزة على رأسها “منظمة العفو الدولية” و”هيومن رايتس ووتش” بأن الخطوات الأخيرة للسعودية ومن بينها الضغوطات على الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لإنهاء ولاية فريق المحققين البارزين بشأن الانتهاكات في اليمن، من شأنها أن تمنح السعودية مزيداً من الفسحة في انتهاك حقوق الإنسان وتعزيز مناخ الخوف والقضاء على مبدأ المساءلة بشأن الانتهاكات فضلاً عن مزيد من التضييق على الواردات الإنسانية (الغذائية والدوائية والوقود).
إلى ذلك، توقع “جونسون” أن تنجح قوات “صنعاء” في السيطرة على مدينة مأرب، وقال (يبدو ذلك مرجحاً بشكل متزايد). وفيما يرى مراقبون أن علاقة أمريكا بالحرب في اليمن تتركز حول آبار النفط؛ اعتبر “جونسون” أن سيطرة سلطات صنعاء على مأرب تعني حصولهم على حقول الغاز، وأن هذا ينهي أي آمال عالقة حول أهداف المجتمع الدولي، في تلميح إلى أن سيطرة قوات صنعاء على حقول الغاز يمثل مساساً بمصالح أمريكا.
وقال العضو السابق في فريق الخبراء الأمميين باليمن إن الديناميكيات في مأرب تضع الولايات المتحدة في موقف صعب، وتعني أن التصريحات شديدة اللهجة الصادرة عن واشنطن والأمم المتحدة لا تلقى آذاناً صاغية، كما يؤكد ذلك أن واشنطن لديها نفوذ على جانب واحد فقط يتمثل في التحالف، ومن شأن الأمر أن يمنعها عن تقييد الأسلحة الهجومية للسعوديين.
وكان “غريغوري دي جونسون” نشر مقالاً -مطلع يوليو الماضي- عبر الموقع ذاته (AGSIW)، وتضمن دعماً لضرورة إيجاد تدخل أمريكي مباشر إلى جانب التحالف ووكلائه في اليمن.
وأكد جونسون -حينها- أن هناك العديد من الأطراف اليمنية تتلقى دعماً مالياً وتستفيد من إطالة أمد الصراع في اليمن، مؤكداً أن الأمر يستوجب مشاركة الولايات المتحدة واستغلال نفوذها على السعودية والإمارات لتستغلا -بدورهما- نفوذهما على حكومة “هادي” والمجلس الانتقالي لإيصال هذه الأطراف إلى صفقة سلام عادلة، مضيفاً أن ذلك يستدعي -أيضاً- تقديم واشنطن ضمانات أمنية للسعودية من أي هجمات صاروخية تستهدف حدودها، وهو ما لا تستطيع أمريكا فعله لإجبار الحوثيين، فضلاً عن أن عدم تواجد أمريكا بشكل مباشر في اليمن قد يتسبب في إنعاش تنظيم القاعدة في اليمن أكثر من أي وقت سابق، من وجهة نظره.