قبل أيام احتفل إخواننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المقاومة والقضية والموقف بالذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة الحركة والذي يصادف السادس من أكتوبر من كل عام ، و غير خاف على أحد سواء في الساحة الفلسطينية أو في الساحة العربية والدولية المواقف الرجولية والبطولات والعمليات الجهادية التي نفذها وما يزال ينفذها أبطال المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة الجهاد الإسلامي في حق قوات العدو الصهيوني المحتل في سياق معركة تحرير فلسطين من دنس هذا الكيان الغاصب ، وغير خافية أيضا التضحيات الجسام التي قدمتها الحركة في معركة العزة والكرامة دفاعا عن القدس وانتصارا لفلسطين الأرض والقضية في زمن الخنوع والخضوع والتطبيع والخيانة والعمالة .
٣٥عاما على انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي وما تزال الحركة ماضية في خطها ومسارها المقاوم ، لا خيار لديها سوى المقاومة ، لذا كان شعار ذكرى انطلاقتها لهذا العام ( قتالنا ماض حتى القدس ) في دلالة على المضي في درب ومسار الجهاد حتى تحرير فلسطين ، كل فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، لقد نأت حركة الجهاد الإسلامي بنفسها عن السقوط في مستنقع المفاوضات العبثية ، والانبطاح والمهادنة مع الكيان الصهيوني ، حيث أثبت خيار المفاوضات مع هذا الكيان بأنه خيار خاطئ ، وأن من لجأ إليه واعتمد عليه لن يحصد غير الذل والمهانة و الهزائم والانتكاسات والإخفاقات المتواصلة الواحدة تلو الأخرى .
في زمن التطبيع واليهودة والتصهين الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية وتموله دول البترودولار الخليجية لا خيار سوى الجهاد والمقاومة لمواجهة هذا الخطر الداهم ، وإفشال المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، القضية المصيرية والمركزية للأمة ، وقد أكرم الله الأباة الأبطال في حركة الجهاد الإسلامي بالثبات على الموقف الجهادي الإيماني المقاوم ، لقد أثبتم للعالم بأنكم الرقم الصعب في معادلة الصراع والمواجهة مع كيان العدو الصهيوني ، وبات كل الشرفاء و الأحرار في العالم يعرفون من هي حركة الجهاد الإسلامي ؟!! وما هو مشروعها ؟!! وما هو حجم تأثيرها ؟!! وباتوا يدركون الدور الجهادي البارز الذي قام به أبطال سرايا القدس الجناح العسكري للحركة في معركة سيف القدس والتي كسرت أنوف الصهاينة ، وفي بقية العمليات التي خاضتها الحركة لمواجهة كيان العدو الصهيوني في معركة التحرير ، معركة الدفاع عن الأرض والعرض والشرف والكرامة .
لقد أرعب أبطال حركة الجهاد الإسلامي الكيان الصهيوني بشجاعتهم وثباتهم وصمودهم الأسطوري الذي أذهل العالم وهم يواجهون العدو المتغطرس الذي ظن بأن الإستقواء بالعصا الأمريكية سيمنحه الحق في مواصلة عربدته وإجرامه وصلفه وتسلطه وتوحشه ضد أبناء شعبنا الفلسطيني دون أن تكون هنالك قوة تقف في وجهه ، وتوقفه عند حده ، وتجبره على مراجعة حساباته ، ولكن الأبطال الغيارى من حركة الجهاد الإسلامي ومعهم كل الأحرار في حركات المقاومة الفلسطينية كانوا لهم بالمرصاد ، حيث خيبوا ظنون الكيان الغاصب وأظهروا قوتهم وصلابتهم في مواجهة كل التحديات والأخطار ، بجهادهم ومقاومتهم التي تعد مضرب المثل لكل الأجيال المتعاقبة ، وعملهم الدؤوب في جانب تطوير قدراتهم الهجومية وتعزيز حضورهم في الساحة الفلسطينية لمقارعة كيان العدو الصهيوني وتحرير الأراضي الفلسطينية من دنسه .
من يمن الإيمان وشعب الأنصار نبارك لإخواننا في حركة الجهاد الإسلامي الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقة الحركة ونؤكد مجددا على موقفنا الثابت تجاه القضية الفلسطينية والذي يعد امتدادا لموقف محور المقاومة الإسلامية ، لا تفريط بفلسطين والقدس وكل المقدسات الإسلامية ، لا للتطبيع واليهودة والتصهين ، ولا عزاء للخونة العملاء المطبعين .
المصدر: موقع أنصار الله