تكتنز ثروة مهولة.. جزيرة “السعادة” سبب حرب التحالف على اليمن
العين برس / تقرير
رفيق الحمودي
عرفت قديما بجزيرة “السعادة” .. وهي أرخبيل يمني منذ القدم وفق الشواهد التاريخية والجغرافية والحضارية التي لا يستطيع نكرانها أحد.. تلك هي جزيرة “سقطرى” او جزيرة “السعادة”، التي تتبع إداريا محافظة حضرموت حتى 2013م عندما تم إعلانها محافظة مستقلة تتكون من مديريتين، تعد مديرية حديبو مركز محافظة سقطرى وقلنسية هي المديرية الثانية وتتكون “سقطرى” أو ما يطلق عليه ب”أرخبيل سقطرى” من ست جزر على المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، وتقع على بعد حوالي 240 كيلومترًا (150 ميل) شرق سواحل الصومال و 380 كيلومترًا (240 ميلًا) جنوب شبه الجزيرة العربية.
ويشمل الأرخبيل جزيرة رئيسية وهي سقطرى، وخمس جزر أخرى هي درسةوسمحة وعبد الكوري، وصيال عبد الكوري وصيال سقطرى وسبع جزر صخرية وهي صيرة وردد وعدلة وكرشح وصيهر وذاعن ذتل وجالص وبحسب الدراسات المعترف بها : تعتبر جزيرة سقطرى أكبر الجزر العربية واليمنية، ويبلغ طول الجزيرة 125 كم وعرضها 42 كم ويبلغ طول الشريط الساحلي 300 كم، عاصمة الجزيرة حديبو، وبلغ عدد سكان الجزيرة حسب تعداد 2004م 175,020 ألف نسمة.
وبحسب علماء التاريخ والجيولوجيا : عرفت جزيرة سقطرى منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد أحد المراكز الهامة لإنتاج السلع المقدسة , ولذلك اكتسبت شهرتها وأهميتها كمصدر لإنتاج تلك السلع التي كانت تستخدم في الطقوس التعبدية لديانات العالم القديم حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركـة من الآلهة كما ارتبطت الجزيرة في التاريخ القديم بمملكة حضرموت أمَّا في العصر الحديث فكان ارتباطها بسلطان المهرة حتى قيام الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في ستينات القرن الماضي.
وفي مرحلة الاستكشافات الجغرافية كانت الجزيرة مطمعاً للغزاة حيث احتلها البرتغاليون في مطلع القرن السادس عشر عام (1507م)، ثم احتلها البريطانيون حيث شكلت الجزيرة قاعدة خلفية لاحتلالهم لمدينة عدن عام 1839م.
وتعرضت جزيرة “سقطرى” لسنوات طويلة من العزلة والإهمال ولكن بعد تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م استعادت مجدها التاريخي وتواصلها الحضاري لما تمثله من أهمية لليمن سواءً من ناحية موقعها الاستراتيجي في نهاية خليج عدن وإشرافها على الطريق الملاحي باتجاه القرن الأفريقي وغرب المحيط الهندي أو لما تكتنزه من ثروات طبيعية كبيرة بالإضافة إلى اعتبارها من أهم مناطق التنوع البيولوجي
كما ترجع شهرة سقطرى وأهميتها التاريخية إلى بداية العصر الحجري وازدهار تجارة السلع المقدسة، ونشاط الطريق التجاري القديم – طريق اللبان، حيث اشتهرت سقطرى بإنتاج الند وهو صنف من أصناف البخور، وبإنتاج «الصبر السقطري» كأجود أنواع الصبر وزادت أهميتها وتردد ذكرها إلى شعوب حضارات العالم القديم التي كانت تنظر إلى السلع المقدسة نظرة تقديس البخور والمر والصبر واللبان ومختلف الطيب، وكانوا يسمون الأرض التي تنتج هذه السلع الأرض المقدسة ولهذا سميت جزيرة سقطرى عند قدماء اليونان والرومان بجزيرة “السعادة”.
وحديثا احتلت الإمارات جزيرة سقطرى ومعها تحالف دول العدوان السعودي – الإماراتي – الأمريكي، وذلك عبر أداتها المتمثلة بما يسمى ب”الانتقالي” ومليشياته.. ورغم ان مواطنين الجزيرة مشهود لهم أنهم مسلمين وعزل من الأسلحة إلا أنه وفي الفترة الأخيرة زادت تظاهراتهم المنددة بالتواجد الاماراتي وبالمليشيات التابعة له والتي من ضمنها ضباط امريكيين واسرائيليين وحتى اماراتيين..
وبدا قاطنوا الإمارات الذين جلهم من أبناء الجزيرة يتسائلون :
ماذا يصنع تحالف دول العدوان السعودي – الإماراتي في جزيرة وأرخبيل “سقطرى” خاصة أنه ولم يصل الى الجزيرة من يسموهم با”الحوثيين” الذين تحجج بهم تحالف الشر لدخول اليمن واحتلال أراضيه ونهب ثروات اليمنيين ومقدراتهم وتدمير اليمن ارضا وانسانا.. تساؤل بات يفرض نفسه ليعكس لسان حال اليمنيين الذين يرفضون الإنصياع لقرارات التحالف الاستعمارية ويرفضون الخنوع والتسليم للتحالف وأدواته سواء في سقطرى اليمنية او في باقي المحافظات الجنوب اليمني والمناطق التي يحتلها تحالف العداء المدعوم من مثلث الشر “أمريكا وبريطانيا وفرنسا” وكذا من كيان الإحتلال الإسرائيلي الغاصب الذي تلتقي مطامعه الاستعمارية مع دول العدوان العالمي وأدواتها بالمنطقة”السعودية، الإمارات”.
وذات التساؤل “ماذا يفعل تحالف دول العدوان على اليمن” في المهرة وحضرموت وشبوة وعدن وباقي المناطق المحتل لها بما فيها آبار النفط والغاز والجزر والموانئ اليمنية و.. و.. الخ من الأماكن والمواقع التي يحتلها تحت ذريعة إيجاد ما يسميه بالشرعية التي يحتجز قياداتها في الرياض وان حضروا الى عدن فهم محجوزين في قصر المعاشيق تحت الإقامة الحبرية وهم في وطنهم.
والتساؤل حول” ماذا يعمل التحالف في اليمن ” يتكرر أكثر بوضوح في جزيرة سقطرى اليمنية بالذات ولماذا كل هذا الإهتمام العالمي بهذه الجزيرة بالذات؟ ولماذا استقدمت امريكا واسرائيل عبر اداتها المعلنة للتطبيع ” إمارات السوء” لماذا استقدمت هذه الدويلة لاحتلال “سقطرى”؟
لماذا استقدمتهم وبأرتال عسكرية ضخمة مدعمة بمليشيات تسمى قوات أجنبية أمريكية ومن كيان الإحتلال الإسرائيلي ومليشيات إماراتية ومليشيات محلية مرتزقة مدعومة من دويلة التطبيع “الإمارات” ؟
وتتجلى بوضوح إجابة هذه التساؤلات ومعرفة الإهتمام المتنامي بسقطرى من قبل تحالف الإحتلال والعدوان في معرفة الأهمية التاريخية والبيئية والسياحية العالمية لجزيرة سقطرى “جزيرة السعادة”.
والأهم من ذلك الأهمية النفطية لجزيرة سقطرى والتي يتم التعتيم عليها عالميا..
ويؤكد سياسيون وعسكريون أن أحد أهم أسباب الحرب على اليمن من قبل دول تحالف العدوان هو احتلال جزيرة سقطرى اليمنية لما تحمله من اهمية عالمية علاوة الى اهميتها كاحد اهم مواقع الثروة النفطية المهولة التي لم تعلن بعد بشكل كامل وعلني.
وحول الأهمية النفطية لجزيرة “سقطرى” أو جزيرة، “السعادة” قديما فقد كشفت تقارير محلية ودولية مؤخرا عن وجود قطاعات نفطية بحرية في محافظة أرخبيل سقطرى توازي مساحتها ما يقارب من نصف مساحة اليمن وأن المنطقة المحيطة بالجزيرة، تعتبر واحة نفطية.
التقارير المتطابقة والتي لم تنفيها أي جهة محلية أو خارجية أضافت أن مساحة القطاعات النفطية البحرية لجزيرة سقطرى(200,000) كيلو متر مربع بينما مساحة الجزيرة (3,796) كيلو متر مربع يعني 52 ضعف مساحة سقطرى.
وأشارت المصادر أن مساحة القطاعات البحرية لسقطرى أكبر من مساحة محافظة المهرة وأكبر من مساحة محافظة حضرموت كاملة وأكبر من مساحة المحافظات الشمالية ومن هذه القطاعات 12 قطاع نفطي إستكشافي بحري في سقطرى.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الصحافي الاستقصائي المرحوم ” محمد العبسي ” كان قد كشف عام 2013م في مدونته تحت عنوان “عن بحيرات النفط اليمني غير المستكشفة “.
وذكر العبسي أن اليمن فيها 13حوضاً رسوبياً إلا أن إنتاج النفط الخام يقتصر حتى الآن على حوضين رسوبين فحسب هما حوضا حضرموت ـ ومأرب شبوة) “.
بصريح العبارة فإن: إنتاج النفط في اليمن ينحصر حتى الآن على 12 قطاعاً نفطياً فقط من أصل 100 قطاع نفطي تتوزع على مساحة 21.957 كم2، أي ما يُمثل 4% من إجمالي المساحة الكلية للخارطة النفطية في اليمن. فيما تجري على مساحة 12% من الخارطة النفطية أعمال التنقيب حالياً أما الجزء الأكبر بـ83% من الخارطة النفطية لليمن فانها لم تمس قط، وما تزال معروضة أمام الشركات العالمية التي تحجم عن الاستثمار في اليمن لأسباب عدة أهمها غياب الأمن والفساد وفرض شركاء بالباطن، على الرغم من وثوقية الدراسات المثبتة وجود احتياطات نفطية مؤكدة.
ويستغرب خبراء بالقطاع النفطي أن خارطة اليمن النفطية بها أكبر حوضين رسوبين ما يزالان حتى الآن وهما بعيدان عن الأعمال الاستكشافية ومدرجان ضمن القطاعات المفتوحة، وليس القطاعات الاستكشافية أو الإنتاجية أي القطاعات المعروضة للمناقصة وخاصة حوض “جنوب الربع الخالي” على امتداد صحراء حضرموت مروراً بمعظم مناطق الجوف وبعض أطراف صعدة.
وتشير المعلومات أن لحوض الرسوبي الآخر بحري على امتداد الساحل ما بين حوض المكلا سيئون الرسوبي مروراً بالمياه الاقليمية قبالة وحول جزيرة سقطرى تلك الجزيرة التي تحظى باهتمام عالمي متزايد والتي تمكنت الحكومة اليمنية، بعد جهود حثيثة دبلوماسيا، عام 2009 م من الحصول على موافقة الأمين العام للأمم المتحدة بمد الرصيف القاري لليمن حتى جزيرة سقطرى، لكون عدد كبير من الدراسات الجيولوجية تؤكد وجود مخزون نفطي هائل للغاية ليس فقط حول وقبالة جزيرة سقطرى، وإنما بدءً من شمال الصومال مرورا بخليج عدن أبين الذين لهما نفس التراكيب الجيولوجية، التي تتناسب مع الأحواض المنتجة للوقود الأحفوري في اليمن ممثلة باحواض مأرب ـ هجر وسيؤون” – حسبما ذكر الخبير الدولي توماس إي كونور” كبير مهندسي البترول في البنك الدولي الذي رأس فريق خبراء أعد دراسة “وصفت بالواسعة والدقيقة” حول النفط توصلت إلى وجوده بشكل مؤكد بالساحل الصومالي المطل على خليج عدن شمالًا.”
وبحسب هيئة الاستكشافات النفطية في العام 2013 م فقد تم الكشف عن أن المنطقة المحيطة بجزيرة سقطرى وأنها تعتبر واحة نفطية وأن مساحة القطاعات النفطية البحرية لجزيرة سقطرى(200,000) كيلو متر مربع بينما مساحة الجزيرة (3,796) كيلو متر مربع ، ما يعني 52 ضعف مساحة سقطرى !
وكانت الهيئة قد أكدت أن مساحة القطاعات البحرية لسقطرى أكبر من مساحة محافظة المهرة وأكبر من مساحة محافظة حضرموت كاملة ، وأكبر من مساحة شمال اليمن. الا ان تصريحات الهيئة حينها لم يتم الالتفات اليها ولاقت تعتيما جعلها لا تظهر للعلن بالشكل المطلوب.
ووفقا لمصادر محلية: أن من هذه القطاعات 12 قطاع نفطي إستكشافي بحري في سقطرى، وهي القطاعات التالية: ( 65 ـ 66 ـ 67 ـ 81 ـ 90 ـ 91 ـ 92 ـ 93 ـ 94 ـ 95 ـ 96 ـ 97 ) .
وبحسب خبراء اقتصاد أن الاستكشافات النفطية في سقطرى ومحيطها وما أعلن عنه لا يمثل سوى القليل بحكم أنه لا يتم الإعلان دائما عن كافة تفاصيل الاستكشافات النهائية الا بعد الإعلان عن خضوع القطاعات المستكشفة للتنافس والمناقصات للشركات القادمة وأيضا عقب بدء الاستكشاف فعليا الذي قد يمثل أكثر مما ذكر وأعلن عنه.
ويرى مراقبون أن معرفة الثروة النفطية المهولة في جزيرة سقطرى ومحيطها يكشف النقاب عن الأسباب والدوافع الحقيقية والخفية وراء إحتلال الإمارات وبقية دول تحالف العدوان لجزيرة سقطرى ولهث تلك القوى المتكالبة على هذه الجزيرة.. كبرى الجزر اليمنية والعربية والتي أعلنت في نهاية عهد علي عبدالله صالح كمحافظة مستقلة مما يشير علمه المسبق – الذي لم يعلن – بثروة الجزيرة النفطية.