العين برس / تقرير
ذكرت وكالة الأنباء الروسية “Eurasia Daily” أنّ مرشح المعارضة التركية لانتخابات الرئاسة كمال كليجدار أوغلو يمثل خطراً على علاقة تركيا المرتبطة بسياستها الخارجية مع كلٍ من روسيا، وإيران وأذربيجان.
واسترجعت الوكالة، في تقريرٍ نشرته، انتقاداً كان قد طرحه كليجدار أوغلو، في أوائل آذار/مارس 2022، (أي قبل أكثر من عام من الانتخابات)، وقارن فيه خصمه السياسي، رجب طيب إدروغان، والوفد المرافق له، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والأوليغارشية الروسية التي تمتلك أصولاً في الغرب.
وعلى ضوء انتقاد كليجدار أوغلو لإردوغان، أكّدت الوكالة أنّ روسيا تمتلك أسباباً أكثر للاشتباه في سعي مرشح المعارضة للإضرار بالعلاقات الاقتصادية الروسية التركية.
كليجدار أوغلو ملتزم بالاصطفاف ضد روسيا
وتداولت وسائل إعلام تركية، قبيل الانتخابات الأخيرة، تصريحاً أدلى به كليجدار أوغلو لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، والذي وعد فيه بالامتثال للعقوبات الغربية المفروضة على روسيا في حال فوزه، معبّراً فيه أيضاً عن رغبته في انضمام تركيا كلياً إلى المعسكر الغربي في مواجهته المستمرة ضد روسيا.
وأوضحت الوكالة أنّ كليجدار أوغلو يريد أن يطبّع علاقات بلاده مع سوريا إذا وصل للرئاسة، لكنّه سيحافظ على التقرّب من الغرب في مواجهته مع روسيا، ليضمن أنّ يكون حراكه ضمن السياسات نفسها، مشيرةً إلى أنّه يمكن تسميته بأنّه “محمية للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.
يُذكر أنّ المرشح الرئاسي التركي المعارض دعا، في عام 2022، إلى التخلي عن منظومة “S400” الروسية، مبرراً مطالبه بضرورة عدم تعارض السياسة التركية مع حلف شمال الأطلسي “الناتو”.
ارتباط أكثر بالغرب يعني عداءً أكثر لإيران
ولفت تقرير الوكالة إلى أنّ حقيقة أنّ تركيا يمكن أن تسحب قواتها من سوريا تحت حكم كليجدار أوغلو، لا تعني أبداً أنّه لن تكون هناك صراعات بين أنقرة وطهران تحت قيادته.
وأكد أنّه إذا أراد كليجدار أوغلو أن يحسّن علاقته مع “الناتو”، فذلك يعني أنّه يتعين عليه أن يدخل في مواجهةٍ مع إيران، ونتيجةً لذلك، يمكن أن يجعل تركيا تمتثل بدقة لحزم العقوبات التي يفرضها الغرب على إيران.
وبقراءة تعاطف كليجدار أوغلو مع مختلف المنظّمات المرتبطة بالغرب، يمكن توقّع أن تتحول تركيا تحت قيادته إلى ملاذ آمن، ليس فقط للتنظيمات المطالبةٍ بالانفصال في إيران، ولكن أيضاً لجميع أنواع النشطاء المعارضين للدولة في إيران، والمرتبطين بالغرب.
تجاوز مصالح أذربيجان
وعلى الرغم من أنّ كليجدار أوغلو في السابق أرسل رسائل تهنئة وتعاطف إلى أذربيجان، إلّا أنّه بالنسبة للمسؤولين في باكو، تكمن المشكلة في أنّ حزبه ينتقد أسلوب الرئيس الأذري، إلهام علييف، في الحكم، نازعاً عنه الطابع الديمقراطي.
وكان كليجدار أوغلو أعلن، في السادس من أسار/مايو الجاري، أنّ إعادة إحياء طريق “الحرير العظيم” سيكون من أولوياته، موضحاً أنّ هذا الطريق سيكون “على الطريقة التركية، وليس شرقياً ولا غربياً، ومن خلال المشروع، اقترح المرشح المعارض ربط تركيا بالصين من خلال المرور بإيران وتجاوز أذربيجان.