“تفجير النمر وإسقاط المسيرات” تطور لافت للمقاومة في جنين…فهل تدفع “إسرائيل” بعملية عسكرية قريباً؟
العين برس/ تقرير
“تفجير مدرعة النمر المُصفحة على أرض جنين وإصابة الأباتشي وإسقاط المسيرات في سمائها”، أمر لم يتوقع أحد حدوثه في الأيام الماضية، لكنّ سرايا القدس- كتيبة جنين وفصائل المقاومة الأخرى فاجأت الجميع بتسريع وتطور العمل المقاوم بتلك الشدّة، إذ تخطت كوابيس الاحتلال وقلبت الطاولة عليه وهزّت منظومته الأمنية والعسكرية التي يخشاها العالم ويُحسب لها ألف حساب.
تسريع وتطور العمل المقاوم في جنين فاجأ وأذهل العدو الإسرائيلي، الذي بات لا يتوقف عن التصريحات من مستوياته السياسية والعسكرية بشن عملية عسكرية في جنين ومخيمها لمحاولة وأد المقاومة التي أربكت حساباته هناك.
وقال قال موقع “واللا” العبري: إن جيش الاحتلال ينتظر قرارات المستوى السياسي لبدء عملية عسكرية واسعة في جنين، بسبب تزايد وتيرة العمليات الفدائية من هناك حتى باتت المنطقة في حالة تأهب للتصعيد.
تطور المقاومة
الكاتب والمحلل السياسي المختص في شؤون الصراع د. هاني العقاد: قال إن التطور المتصاعد والمتسارع للمقاومة وعلى رأسها سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامية في جنين يُهدد أمن واستقرار الاحتلال الإسرائيلي ويدفعه للتفكير ملياً بشن عملية عسكرية واسعة لمحاولة القضاء عليها، لكنه استدرك:” أن أي اعتداء إسرائيلي لن يكسر المقاومة وستسمر بتطورها العسكرية والميداني إلى أبعد من إسقاط المسيرات”.
وقال العقاد في مقابلة خاصة مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”: “كنا نتوقع أن تتطور المقاومة وتصل إلى ما وصلت إليه بعد مدة زمنية ما، لكنَّ سرايا القدس في جنين فاجأت الجميع، إذ تخطت كوابيس الاحتلال وإصابته بالصدمة وتخطت أماني شعبنا بقدر كبير، وما قامت به من تسريع عملها بهذه الشدة كان الرد الأقوى على جرائم الاحتلال واقتحام قواته المتكرر لجنين والمدن الفلسطينية الأخرى”.
وأشار إلى أن العمل المقاوم بقيادة سرايا القدس في جنين بدأ في التطور بشكل كبير منذ سنتين، وبات يشكل تحدياً وتهديداً حقيقياً لمنظومة الاحتلال التي باتت غير قادرة على التعامل معه وتحييد كتائب المقاومة”.
وأضاف: “يمكننا القول الآن إن المقاومة قلبت الطاولة على المحتل ومن يدعمه، إذ إنها تسببت له بصدمة كبيرة بعد تكرار اسقاط مسيراته خلال الاقتحام الأخير لجنين الذي أسفر عن خسائر فادحة للاحتلال وجعلته في صدمة لم يستفق منها حتى اللحظة مستدركا: “لكنّ رغم تطور المقاومة لا أستبعد أن يشن الاحتلال عملية عسكرية واسعة المنطقة”.
واعتبر أن سرايا القدس في جنين باتت معادلة مهمة جداً في المقاومة الفلسطينية تريد “إسرائيل” كسرها بأي شكل، لكنه ارتدع خلال العدوان الأخير على جنين بعدما وقع في كمين محكم لم يستطع الخروج منه إلا بعد ساعات طويلة تحت رصاص المقاومة”.
وتابع: “تطور سلاح المقاومة في جنين بات محط اهتمام من المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، حتى إن هناك أصواتاً تنادي باحتلال جنين وتفكيك وتصفية كتائب المقاومة هناك وتحقيق ضربة استباقية لمواقع وأماكن المقاتلين”، مشيراً إلى أن الاحتلال لا يؤمن غدره.
اجتياح جنين
من جانيه، يرى الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي مصطفى الصواف، أنّ تطور المقاومة في الضفة الغربية المحتلة شيئاً طبيعياً تتطلبه المرحلة في ظل استمرار الاقتحامات الإسرائيلية لمدن وقرى الضفة وتتصاعد في جنين، وهو يعطي مؤشراً واضحاً على أن المقاومة مستمرة في العمل والتطوير.
ولفت الصواف في مقابلة خاصة مع “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، إلى أنّ الضفة لم تعد كما كانت قبل عام ولن تكون كما هي اليوم بل ستكون أكثر تطوراً وصلابة وتنوع في مواجهة المحتل، وهذا الأمر بات أكثر وضوحاً ويلمسه الجميع كل يوم.
ونبّه إلى أن التطور لم يطرأ فقط على المعدات والصواريخ والعبوات الناسفة، بل طال التفكير والتخطيط ولذلك يُلاحظ تطورات كبيرة على المستوى الشخصي لرجل المقاومة في الميدان عبر تكتيكات عسكرية مختلفة.
وقال: “لذلك لا غرابة مما يحدث من تفجير آليات الاحتلال المصفحة بالعبوات الناسفة أو ملاحقة واستهداف طائرات الاحتلال المسيرة والذي شكّل حالة ارباك لقوات الاحتلال وشكّل أيضاّ رادعاً له جعلته يُدرك أن المقاومة في تطور قد يؤدي إلى وقوع قتلى وجرحى في قواته أكبر مما يتوقع وهذا العامل الأهم في تحرك العدو وعدوانه المتوقع على جنين.
وعن إمكانية اجتياح جنين يرى الصواف، أن الاحتلال لديه قرار بالعدوان ولكن النتائج المتوقعة من المقاومة لدى الجانب العسكري والأمني تجعله يعيد التفكير ويتمهل في القرار وقد يكون المستوى العسكري عدّل من قرار الاجتياح الكامل وقد يعتمد على تنفيذ عمليات محدودة بعد توفر معلومات استخباراتية دقيقة وهذا الأمر بات صعباً على الاحتلال لاسيما بعد الاقتحام الأخير لجنين.