العين برس – السعودية – الرياض
كشفت شبكة بلومبيرغ الأمريكية عن بعض تفاصيل مفاوضات الرياض وطهران التي انطلقت مع اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية في سبتمبر الفائت.
وقالت الشبكة إن إيران طلبت من السعودية إعادة فتح القنصليات وإعادة العلاقات الدبلوماسية كمقدمة لإنهاء الحرب في اليمن، وفقًا لشخصين على دراية بما يدور في المناقشات بين الطرفين، بحسب ما نقلته الصحيفة.
وقالت الشبكة إن إيران أجرت أربع جولات من المناقشات بهدف تخفيف التوتر مع السعودية وأن التركيز في كل المفاوضات كان على ملف الحرب في اليمن.
وأكدت الشبكة الأمريكية أن السعودية تسعى من خلال هذه المفاوضات مع إيران إلى إنهاء صراع عرض منشآتها النفطية لهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية من اليمن والتي أدت لتوقف جزء من إنتاجها النفطي، مضيفة نقلاً عن أحد مصادرها المطلعة على المحادثات أن إيران تريد تحقيق اتفاق بشأن اليمن كخطوة أولية نحو إعادة بناء العلاقات الدبلوماسة التي قطعت في عام 2016 لكن شريطة أن يسبق تحقيق هذا الاتفاق إعادة تطبيع الأوضاع الدبلوماسية بين الرياض وطهران، بينما السعودية تريد قبل أي تطبيع دبلوماسي وإعادة العلاقات مع طهران إنهاء ملف الحرب في اليمن قبل التصالح مع طهران.
في هذا الصدد أكدت مصادر سياسية في صنعاء أن الرياض تدرك جيداً بأن طهران لا يمكن لها أن تتحكم بقرارات صنعاء السياسية لا من قريب ولا من بعيد وأن صنعاء سبق أن رفضت الاستجابة لأي ضغوط مارستها طهران عليها خاصة مطلع العام 2015، مشيرة إلى أن الرياض تأمل في هذه المحادثات أن تعيد طهران ضغوطها على صنعاء علّ الأخيرة تستجيب لهذه الضغوط.
وتؤكد المصادر السياسية بصنعاء إن الأخيرة لن تتنازل عن أي مطلب من مطالبها المعلنة والتي لا ترى في وقف الحرب سبيلاً إلا ببدء وقف الغطاء الجوي الداعم للمقاتلين الموالين للتحالف وسحب القوات العسكرية الأجنبية من كافة الأراضي اليمنية بما في ذلك القوات المتواجدة في الجنوب وكذا رفع الحصار الاقتصادي ورفع الحظر الجوي بالكامل عن اليمن والمفروض من قبل السعودية.
وأشارت المصادر أن ما يمكن أن تفعله طهران في هذا الصدد هو فقط جدولة الإجراءات والخطوات التي ستقوم بها السعودية بالتزامن مع خطوات وإجراءات تقوم بها سلطة صنعاء، وأما غير ذلك فلا يمكن لطهران فرض أي توجهات على صنعاء، مشيرة إلى أن المفاوضات الجارية بين طهران والرياض من المحتمل أن تفشل بعد أن تصل الرياض مع طهران إلى طريق مسدود بعد أن تعجز طهران عن الالتزام أمام السعودية بتنفيذ صنعاء أي التزامات تطلبها السعودية خارج شروط وسقف ما تطرحه صنعاء حالياً.