اليمن يراكم القوة ..المخازن لم تعد تتسع لمزيدٍ من الصواريخ!
العين برس/ تقرير
مريم السبلاني
تستمر “الهدنة المعلّقة” في اليمن وشارفت على بلوغ عامها الأول. لا جديد يعوّل عليه بإحداث تغيير جذريّ في الواقع الحالي أو التوصل لوقف إطلاق نار شامل قريباً، سوى أنَّ ما تخشى الولايات المتحدة والسعودية حدوثه، يحدث بالفعل. إذ ان الترسانة العسكرية للقوات المسلحة اليمنية، لا تزال قيد التطوير، كما ان عملية الإنتاج مستمرة، حتى باتت مضطرة لاستحداث مخازن جديدة.
كشف نائب الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في مقابلة حصرية لموقع “الخنـادق”، عن ان القدرات لدى القوات المسلحة اليمنية فاقت التوقعات، مشيراً إلى النقلة النوعية التي حدثت خلال الفترة الماضية، والتي أنتجت زيادة مستمرة في إنتاج الصواريخ، على وجه التحديد. وقال في معرض حديثه عن تطور قدرات حركات ودول محور المقاومة، ان اليمن مثالاً على ذلك: “مَن كان يتصور ان يقوم اليمن باستعراض عسكري لهذا العدد الضخم من الجيش المنظم والآليات والإمكانات”.
وأضاف “أنا سمعت أحد المسؤولين العسكريين يقول: كنا في البداية قبل أن ينتهي تصنيع الصاروخ وقبل أن نطليه بالدهان، ونضع عليه العلامة، نضطر إلى أن نرسله إلى الجبهة لأن عندهم حاجة. الآن نبحث عن مخازن، لأن الكميات التي تُنتج أكثر بكثير من قدرة المخازن على الاستيعاب”.
تمشي صنعاء سبلاً كانت قد اختبرتها قوى المحور سابقاً. لا وقت ضائع حتى ذاك الذي نفتح فيه أبواباً للتفاوض. فتجربة حزب الله على سبيل المثال، باتت نموذجاً عسكرياً عن تحوّل مجموعة غير منظمة في بداياتها، إلى جيش يُتقن حرب الشوارع ويضاهي في هيكليته التنظيمية وتكتيكاته القتالية عدداً كبيراً من جيوش المنطقة، تماماً كما في نوعية أسلحته وترسانته العسكرية، على الرغم من تاريخه الحافل بالتهديدات والتحديات الأميركية الإسرائيلية، منذ ما قبل عام 2000 إلى حرب 2006 ثم عام 2011 إلى اليوم.
لم تخفِ حركة أنصار الله استعدادها لأي الاحتمالات الواردة في ظل تعنّت سعودي ورغبة أميركية في المماطلة، مؤكدة على لسان السيد عبد الملك الحوثي، انها تستثمر “الوقت الضائع” في تحشيد قدراتها. حيث أشار في خطاب له في ذكرى شهادة الامام زيد: “لسنا غافلين خلال هذه المدة، نحن نسعى إلى تطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع… لا يمكن أن نسكت ولن نسكت، تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته الوطنية، تجاه الاستمرار في الاحتلال لبلدنا…”.
كما أكدت مصادر مطلعة لموقع “الخنـادق” على أن القوات المسلحة تجري مناورات متفرقة في المناطق العسكرية، لكنها لم تعلن عنها رسمياً، فقد كان من اللافت، الغياب التام لوسائل الاعلام. وهي تشمل مختلف التشكيلات والفرق، ولم تُستثن منها القوات البحرية، التي تُهيّئ بشكل مستمر للمعركة المتوقعة في المياه الإقليمية اليمنية، اذا لم تنتج الوساطات جديداً يُبنى عليه”.
وتأخذ المناورات طبيعة هجومية في مساحات شاسعة تتجاوز الـ 100 كيلومتر مربع في بعض المناطق العسكرية، كما في المنطقة العسكرية الرابعة، التي تغطي محافظات تعز ولحج والضالع وأبين، وصولاً إلى عدن في جنوب اليمن، بهدف رفع الجهوزية القتالية.
الذي يميز اليمن عن غيره بما يتعلق بإقامة العروض العسكرية سابقاً والمناورات حالياً، هو أنها “تأتي في ظل ظروف استثنائية. فلا دولة تقدم على مثل هذه الخطوة خلال هدنة هشة وفي ظل سيطرة جوية للتحالف ولهذا كان القرار جريئاً من حيث مضمونة وأهدافه وكذلك توقيته”، بحسب ما أشار نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي في وزارة الدفاع، العميد عبدالله بن عامر، لموقع “الخنـادق”.
وفيما أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشّاط خلال زيارته لمحافظة المحويت شمالي البلاد ان “القوات المسلحة اليمنيّة ستعمل على تطوير ترسانتها العسكرية …في المستقبل سنُجري تجارب على بعض الجزر اليمنية”، يتزايد الحضور الأميركي العسكري في البحر الأحمر وباب المندب، كما بعض الجزر اليمنية.
الواقع ان المشهد السياسي الضبابي بما يتعلق بمخرجات المفاوضات التي عادت واستُأنفت اليوم، مع وصول رئيس الوفد المفاوض، محمد عبد السلام، برفقة الوفد العماني إلى صنعاء، لن يشهد انفراجاً في الوقت القريب. وهذا ما تدركه الأخيرة التي لمست خلال الأشهر الماضية نيّة أميركية-سعودية مزدوجة باستغلال الوضع القائم دون الرغبة في تغييره، وهو الأمر الذي يجعل التطلّع نحو التصعيد خياراً مستحبّاً أمام الانتهاكات المحرّمة لدول العدوان.