بعد زيارة دامت ثلاثة أيام، غادر الوفد العُماني صنعاء، أوّل من أمس، دون جديد يُذكر، باستثناء الإفراج عن 14 محتجزاً أجنبياً معظمهم من طاقم السفينة الإماراتية «روابي» التي تمّت السيطرة عليها من قِبَل قوات صنعاء أثناء قيامها بأعمال عدائية قبالة ميناء الحديدة، مطلع كانون الثاني الماضي. وكان الوفد العماني الذي قَدِم إلى العاصمة اليمنية رفقةَ الناطق باسم حركة «أنصار الله»، رئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام، ناقش مع مضيفيه سبُل تثبيت الهدنة الإنسانية وفتْح مطار صنعاء وإزالة العوائق أمام حركة السفن وفتح المعابر البرية، إلى جانب ملفّ الأسرى والمعتقلين. وعلمت «الأخبار»، من مصادر سياسية في صنعاء، أن المباحثات التي أجراها الوفد العُماني تركّزت حول سَيْر الهدنة والتحديات التي تواجه تنفيذ بنودها الإنسانية والعسكرية، ومستوى سلاسة دخول سفن المشتقّات النفطية والعراقيل التي تواجهها، والإجراءات اللازمة للشروع في تنفيذ البنود الخاصة بفتح المعابر البرية ومنها معبر الحوبان – تعز، والطرق الأخرى كطريق مأرب – صنعاء والمخا – الحديدة والضالع – إب، وفتح طريق عقبة ثرة الاستراتيجية التي تربط بين محافظتَي البيضاء وأبين.
وجاءت الزيارة في ظلّ تأرجح اتفاق الهدنة وتزايد التحذيرات من انهياره، بعد خروقات وقف إطلاق النار في جبهات مأرب وصعدة والضالع وحجة، ومنْع التحالف السعودي – الإماراتي سفن المشتقّات النفطية من الدخول إلى ميناء الحديدة، وتعثّر استئناف الرحلات التجارية الجوية من مطار صنعاء لنقل المرضى إلى خارج البلاد. وفي هذا السياق، قال كبير مفاوضي «أنصار الله»، عبد الملك العجري، في تغريدة: «كان يفترض أن تُستثمر الهدنة لبحث ملفّات رفع الحصار وإنهاء الحرب، إلّا أن الأداء الهزيل والضعيف جداً للأمم المتحدة وبعثتها الخاصة مع الهدنة، يوجب إعادة النظر في دورها، وإشراك أطراف إقليمية أو دولية محايدة في رعاية أيّ اتفاق وضمان تنفيذه».
في هذا الوقت، سعى «التحالف»، أوّل من أمس، إلى إفشال أوّل رحلة جوية كانت مقرّرة من مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء في الأردن في 24 نيسان الجاري. وعبّرت شركة طيران «اليمنية» عن أسفها لتأجيل أولى رحلاتها منذ 6 سنوات، قبيل ساعات من الموعد المحدَّد لانطلاقها، بسبب رفض «التحالف» منحها تصريح مرور جوّياً إلى مطار صنعاء لتشغيل الرحلة. في هذا الإطار، قال عبد السلام إن «استمرار إغلاق مطار صنعاء وعدم السماح بتسيير الرحلات المتَّفق عليها في الهدنة وعرقلة السفن، تعنّت واضح يثبت عدم جدية تحالف العدوان في إحلال السلام».
واتهم المدير العام لمطار صنعاء، خالد الشائف، تحالف العدوان بـ«الالتفاف على الهدنة في ما يتعلّق بفتح المطار»، قائلاً إن «صنعاء تفاجأت بعدم موافقة تحالف العدوان على استئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء، على رغم التزامنا بكلّ الاشتراطات في خدمات المطار»، ونفى وجود أيّ مبرر يسمح للرياض باستمرار المماطلة في تنفيذ الهدنة الإنسانية. وفيما حمّلت وزارة النقل في حكومة «الإنقاذ» الأمم المتحدة مسؤولية إعاقة الرحلات الجوية من مطار صنعاء، عبّر المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، عن أسفه لتعثّر تدشين الرحلة الأولى، داعياً جميع الأطراف إلى العمل مع مكتبه لإيجاد الحلول واستئناف الرحلات. من جهته، أكد عضو وفد صنعاء المفاوض، حميد عاصم، لـ«الأخبار»، أن موقف صنعاء في شأن الالتزام بالهدنة ثابت، مشيراً إلى أن «الوفد العُماني قدم إلى صنعاء من أجل تثبيت الهدنة وبحث تمديدها مع القيادة السياسية، لكن حتى الآن، نحن مع تثبيت الهدنة وتنفيذ بنودها الإنسانية كون دول العدوان هي مَن يملك قرار التنفيذ وهي مَن يعيق التنفيذ، وفي حال نجاح الهدنة الحالية يمكن الحديث عن التمديد».
وبادرت قيادة صنعاء، أثناء وجود الوفد العُماني في العاصمة، إلى إطلاق سراح عشرات الأسرى كبادرة « حُسن نية»، أملاً في تحريك هذا الملف وتنفيذ الاتفاق الذي أُبرم أواخر الشهر الماضي مع مكتب المبعوث الأممي في شأن صفقة التبادل على قاعدة «الكل بالكل». ووفقاً لرئيس لجنة شؤون الأسرى في صنعاء، عبد القادر المرتضى، فإنه تم الإفراج عن 42 أسيراً السبت الماضي.
* الأخبار اللبنانية