العين برس / مقالات
هنادي محمد
من جديد تنجحُ الأجهزةُ الأمنية في الكشف عن خلايا تخابُرية تعملُ لصالح العدوان، وتُثبِتُ مدى قدرتها على ضبط الجريمة وحفظ أمن المواطن في المناطق الحُرة، في الوقت الذي تشهدُ فيه المناطقُ المحتلّة حالةً من الفوضى والاغتيالات والذعر القائم في أوساط المجتمع هناك.
جهازُ الأمن والمخابرات الذي يعتبر ثمرةً من ثمار ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بات شبحاً يلاحقُ كُـلَّ بائعي الذمم ودعاة الجريمة وُصُـولاً إلى الرياض، حَيثُ شاهدنا خلال الفيلم الوثائقي الذي تم عرضُه “في قبضة الأمن” شهادةً من قلب السعوديّة بأن صنعاءَ لم تعد تتفجرُ فيها العبواتُ الناسفة وأصبحت آمنة، ما يدل على أن سكينتنا تقلقُهم وأمانُنا يزعجُهم.
في سابقة غيرِ معتادة طوال حكم النظام السابق أن يشعر المواطن بمسؤوليته الأمنية المجتمعية من موقعه كمواطن، ويسعى إلى أن يكون شريكاً أَسَاسياً في منع الجريمة قبل وقوعها، وهذا يدل على مستوى الوعي الشعبي الذي بات يتميز به شعبُنا، وروحه الثورية التي يحملها ليجنّدَ نفسَه في خدمة الآخرين وسلامتهم.
الجدير ذكرُه بمناسبة عرض فيلم “في قبضة الأمن” من قبل جهاز الأمن والمخابرات أن المعركة التي لم ولن تنتهيَ هي المعركة الأمنية، فشل العدوُّ عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا يجعلُه ضعيفاً حَــدَّ أن يرى نفسَه عاجزاً عن تنفيذ أية جريمة إلا بالاستعانة بأذرعٍ داخلية يشتريها بأمواله، وأن ما يسمونه بالخلايا النائمة هي يقظةٌ على الدوام وتعملُ من خلف الستار وبالقدم الخفيّة والأيدي الأخطبوطية التي تفعّلها في نفس الوقت لإحداث حالة فوضوية دفعة واحدة لتسهل طريق العبر للعدو ونشر حالة الشتات والفزع.
يجب أن ندركَ ونعيَ هذه المسألة بجدية ويقظة، نستوعبُ أن كُـلَّ المعارك يمكنُ أن تكونَ لها نهايةٌ معلنةٌ أَو توقف هادئ سوى “الأمن” هو ما سيعمل العدوّ جاهداً على سلبنا إياه؛ ليذيقَنا مرارة الخوف، ولتصبح الدماءُ نهراً يجري دونَ أن يكون لنا الحق في الاستنكار أَو المنع، وهذا ما لن يحدُثَ بفضل الله ثم بفضل يقظة أجهزتنا الأمنية، رجال الله وجنوده الذين نذروا حياتَهم ومماتهم لله، ليذيقوا العدوَّ من بأسهم، والتحيةُ كُـلّ التحية لقائد الثورة، علَم الهدى، سيدي ومولاي عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه- الذي لولا وجودُه وتوجيهاتُه الحكيمة لَمَا وصلنا إلى ما نحن فيه من القوة والقدرة والتمكين، والعاقبــةُ للمتَّقيـن.