انجلى غبار قصف التحالف السعودي، يوم أمس، على أهداف مدنية في محافظة المحويت، حيث لا وجود لمخازن صواريخ باليستية أو مسيرات، كما يدّعي التحالف، بل مجرد مدنيين، بينهم أطفال ونساء.
هو المشهد نفسه منذ بداية الحرب. اليمنيون بين الركام يبحثون عن أشلاء من فقدوا، وفداحة المجزرة أو المحرقة التي ارتُكبت بحق اليمنيين واضحة، بحيث يدفع الأطفال دائماً فاتورة الانتقام أمام كل نكسة عسكرية للرياض في اليمن.
في محرقة الليلة الماضية، تداعت سيارات الإسعاف وفِرَق الإنقاذ إلى مكان القصف، في محاولة لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، إلاّ أن المهمة كانت صعبة بفعل حجم الأضرار.
حكومة صنعاء أدانت غارات التحالف السعودي، واستنكرت التواطؤ والصمت الأمميين، واللذين أعطيا الضوء الأخضر باستهداف المواطنين، الذي تصاعد في الأسابيع الأخيرة، بدءاً من المطار إلى أحياء سكنية في صنعاء، تحت مبرّر “تدمير مخازن أسلحة”.
الشعب اليمني لن يرضخ أمام الضغوط
وتعليقاً على جرائم التحالف السعودي في اليمن، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري، شارل أبي نادر، إن “هذه المحرقة مغايرة كثيراً لما جرى في الأيام الأولى للحرب، فهي أشد وحشية وأشد ضراوة، والسبب هو أن السعودية في بداية عدوانها كانت تعتمد على عدة أوراق، تعتقد أنها ستكون لمصلحتها”.
ولفت أبي نادر، في حديث إلى الميادين، إلى أن “ورقة الحصار والميدان فشلت، بالإضافة إلى أن الورقة السياسية الداخلية والأوراق الأمنية جميعها فشلت. كل هذه النقاط جعلت السعودية تلجأ إلى المحرقة في اليمن”.
وأكد أن الشعب اليمني لن يرضخ أمام الضغوط التي يتعرض لها من جانب التحالف السعودي، وخصوصاً بعد أن اكتمل نصره في الميدان.
مسار الميدان، وفقاً لأبي نادر، “يفرض نفسه في مأرب، وهذا مؤشر كبير على هذه الهستيريا السعودية. كما أن هناك تقدُّماً كبيراً في جيزان، ودخولاً لعمق المناطق السعودية”.
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث باسم القوات المسلَّحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إنّ القوات اليمنية أسقطت طائرة تجسسية للتحالف السعودي من طراز “سكان إيغل” (Scan Eagle) في أجواء منطقة اليَتَمَة في مديرية خب والشعف في محافظة الجوف، أمس الجمعة.
وفي الجانب الآخر، أكدت مصادر ميدانية للميادين، اليوم السبت، أنّ قوات الجيش واللجان الشعبية استكملت السيطرة على منطقة اليتمة؛ المركز الإداريِّ لمديرية خب والشّعف الحدودية مع نجران السعودية.