دون حياء ولا خجل، ظهر مسؤولون أوروبيون في مونديال قطر، وهم يرتدون شعارات وإشارات الشواذ والمنحرفين على أكتافهم، ظهور له دلالاته الخطيرة، وهو بالتأكيد ليس ترفا غربيا فحسب، إنما عمل شيطاني يسعى لاشتقاق مستقبل بشري تتصارع البشرية مع من يتبنى عبادة الشيطان على صوغ هذا المستقبل.
وظهرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في الاستاد الرياض أثناء مباراة منتخب بلادها مع اليابان، مرتدية معطفًا أخفت تحته شارة الرذيلة والانحطاط، وحين وصلت المدرجات قامت بخلع معطفها لتكشف عن تلك الشارة التي وضعتها على يدها اليسرى مع بعض الحركات للفت وسائل الإعلام إلى موقفها الداعم للرذيلة.
بدورهم قام لاعبو المنتخب الألماني بتكميم أفواههم خلال الصورة الرسمية قبيل مباراتهم مع اليابان في افتتاح منافسات المجموعة الخامسة، احتجاجًا على رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السماح لهم بارتداء شارات الترويج للرذيلة القبيحة الشذوذ.
لاحقا، ظهرت وزيرة بلجيكية بذات مظهر الوزيرة الألمانية خلال تشجيعها لمباريات منتخب بلجيكا، ظهور يريد من خلاله الغرب الفاجر أن يكرس حق المنحرفين الشواذ أن يكونوا في مناصب سياسية.
يقول السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في دروسه من عهد الإمام علي عليه السلام إلى مالك الأشتر، رضوان الله عليه، في حديثه عن اختيار المسؤولين والولاة «الفاسد بالأخلاق والسلوك سيكون بالممارسة أكثر مخالفة وشرهاً للسرقة والخيانة والظلم والعمالة والارتزاق، بعكس دمث الأخلاق، وبالتالي يشجع اليهود والاستعمار الغربي مجتمع الشواذ ليس كمسؤولين وحسب، بل وحكاماً ووزراء وقادة في مجتمعات العـالم ودول الأمة الإسلامية والوطن العربي، وبهؤلاء تسهل السيطرة على الأمة الإسلامية وضربها من الداخل».
قبل انطلاق مونديال كأس العالم في قطر تابعنا عاصفة من الضغوط الأمريكية الغربية على قطر والفيفا بهدف السماح للاعبي المنتخبات والمشجعين بارتداء ملابس عليها شعارات الشواذ، كانت الدعوة التي أطلقتها أمريكا وبعض الدول وجمعيات غربية تهدف إلى استغلال الحدث الرياضي العالمي في قطر، للترويج للشذوذ والإفساد الأخلاقي، عبر ارتداء اللاعبين الذين يحظون بمتابعة الملايين من أنحاء العالم لملابس عليها شعارات الشواذ «الألوان الستة»، والسماح للمشجعين والصحفيين والمدربين كذلك لارتداء ذات الشعارات، وقد تسبب الرفض القطري وموقف الفيفا في حملة إعلامية هجومية على قطر يتبناها الإعلام الغربي.
بالمختصر أراد الغرب وأمريكا أن يكون المونديال في قطر حدث عالمياً لتطبيع هذه الفاحشة الخطيرة لدى البشر جميعا، التي باتت تمثل تهديدا مصيريا خطيرا على البشرية جمعاء.
الضغط الغربي الوقح للترويج ونشر هذه الجريمة الماحقة والخطيرة يرتبط بمخطط يهودي ماسوني ممتد من سنين طويلة، هذا المخطط بدأ بنشر الفساد والانحلال الأخلاقي في أوروبا وأمريكا الساقطتين في وحل الانحطاط والتردي، ومنذ سنين طويلة قامت الماسونية بإطلاق حملات دعائية ضخمة للشذوذ والانحراف، والضغوط التي مورست على قطر والفيفا للسماح بترويج الانحراف والمنكرات الخطيرة في المونديال محطة أراد الغرب وأمريكا أن تكرس الشذوذ كقيمة محمية بقوانين عالمية.
حين سيطرت الماسونية اليهودية على المجتمعات المسيحية عملت في البدء على نشر الانحلال والفساد الأخلاقي وأسقطت المجتمعات المسيحية في وحلها، فشرعت الحكومات والدول الغربية قوانين تحمي الفاحشة وتقدسها، اليوم يعتقد الغرب المنحط بأنه قائد الحضارة الإنسانية، ولهذا يسعى لسوق البشرية قسرا نحو الانحراف والشذوذ والرذيلة.
وغير آبهة بالفطرة الإنسانية السليمة، تجند أمريكا والدول الغربية أموالا وحملات ضخمة لنشر هذه الرذيلة الماحقة، التي تستقبحها النفوس وتشمئز من قذارتها الفطرة الإنسانية، وتجرمها كل الأديان والشرائع.
يرى الباحث في علم مقارنة الأديان، محسن اليرماني، بأن هذا السوق الغربي الأمريكي للبشرية نحو الهاوية بمثابة حرب ضارية لسلخ الإنسان عن الفطرة السليمة والصبغة التكوينية السوية للخلق، تستخدم فيها أعتى أنواع الأسلحة من أجل تطبيع هذه الرذيلة الماحقة.
سقطت أمريكا والدول الغربية في وحل الانحلال وتردت إلى الهاوية، وهي اليوم تسعى بالنفوذ والمال ومختلف وسائل الإعلام إلى إسقاط البشرية جمعاء، يقول الكاتب محمد خاطر في موقع «الجزيرة نت»
تقود أمريكا والدول الغربية الحضارة البشرية في عالمنا نحو الهاوية بوتيرة متسارعة، هؤلاء الشياطين المفسدون في الأرض لا يكتفون بنشر الإباحية في العالم فقط، ولا يسعون من أجل نشر الشذوذ في العالم فحسب، بل يسعون إلى جعله قيمة محمية بقوانين كحق من حقوق الإنسان، والمحطات القادمة من محطات الهاوية التي يسوق الغرب العالم نحوها هي محطات أخطر، الأمر برمته حرب شيطانية هدفها محق البشر وإسقاط المجتمعات في وحل الانحلال والحيوانية.
الترويج لرذيلة الشذوذ تم التمهيد لها عبر الحملات التي رفعت شعارات تحرير المرأة ومساواتها بالرجل في جميع الحقوق.
نشر رذيلة الشذوذ والانحراف سبقه الحرب على الأسرة من خلال تمييع مفهومها، والترويج لمفهوم «الجندر». يقول الدكتور أحمد خضر «تكمُن خطورة تعريفات الجندر في النظرة إلى الأنوثة والذكورة بالمعنى العضوي، منفصلة عن البنية النفسية والأدوار الاجتماعية للأفراد، وأن هذه الأدوار هي مفاهيم اجتماعية مكتسبة وليست لها علاقة بالطبيعة العضوية والفسيولوجية لكلا الجنسين».
تدرجت اليهودية الماسونية التي تحكم الغرب في نشر الإفساد والانحلال والشذوذ طويلا، لكنها مؤخرا انتقلت من مرحلة الدفاع عن رذيلة الشذوذ إلى مرحلة تقنين الرذيلة وحمايتها، سبق وأن عقدت السفيرة الأمريكية في عمان اجتماعا لدعم الشواذ، خلال العام 2021 خصصت أمريكا 500 مليون دولار لكل سفارة من سفاراتها في دول العالم لدعم نشر الشذوذ ودعم الشواذ المنحرفين.
الرياضة استخدمها الغرب وسيلة لنشر العري، والمرأة أُقحمت في رياضات ما كان لها أن تمارسها لولا دعاوى المساواة الخادعة والكاذبة التي يروج لها الغرب الفاجر وأمريكا، وانتقلت الرياضة من دعم (المساواة) بين الرجل والمرأة، إلى دعم الشواذ والمثال الفج والصارخ على ذلك الضغوط الأمريكية الغربية على قطر والفيفا للسماح بارتداء شعارات المنحرفين.
تعرضت قطر مؤخرا لضغوط غربية أمريكية لأن يرتدي اللاعبون والمشجعون في كأس العالم شارات الشواذ، رفض قطر والفيفا لهذا التوجه فجر عاصفة من الحملات الهجومية ضدها، سبق هذه المساعي الغربية المنحطة ترويج مكثف لهذه الرذيلة، ومن خلال الرياضة نفسها.
حيث ارتدى «قادة» الأندية العشرين في الدوري الإنجليزي شارات الشواذ، كما أطلق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (البريميرليغ) على الجولتين 13 و14 من الدوري جولات دعم الشواذ، ومخطّط استغلال الحدث الرياضي العالمي في قطر، للترويج للرذيلة، لم ينجح كما أرادت أمريكا والغرب الفاجر فقد قررت قطر رفض السماح بارتداء شعارات المنحرفين ومنع الترويج للجريمة المنكرة في المونديال.
الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أصدر بيانًا رسميًا منع بموجبه ارتداء الشارات الداعمة للرذيلة والمنحرفين من قبل اللاعبين أو أعضاء الجهاز الفني، أثناء مباريات كأس العالم 2022 في قطر، وأكد وجوب التزام جميع القادة بارتداء الشارة التقليدية المقدمة من «فيفا»، مهددًا بفرض عقوبات على المخالفين، ووضعت عقوبة بالبطاقة الصفراء لمن لم يلتزم.
خلال مباريات المونديال قامت سلطات قطر بإيقاف صحفي أمريكي يرتدي فنيلة عليها شعار رذيلة الشذوذ، تفجرت عاصفة من ردود الفعل في الإعلام الغربي، وتعليقا على الحادثة ظهر إعلامي أمريكي مشهور يدعى «مات وولش» يقدم برامج في دايلي دير»، وتحدث عن الحادثة في سياقها الحقيقي «قال إننا نحاول أن نفرض على الأمم قيمنا ونحن لسنا في وضع أخلاقي يؤهلنا لأن نحاضر العالم في الأخلاق»، وأضاف «نحن أعدمنا ستين مليون طفل في بطون أمهاتهم بالإجهاض، نحن جعلنا الرجل يحمل، نحن أخصينا أبناءنا وحولناهم إلى بنات»، هذا الصحفي الأمريكي سبق وأن أنتج فيلما اسمه « WHAT IS A WOMEN» يمكن مشاهدته مترجما في يوتيوب، أجاب فيه على تساؤلات تتعلق بمن أسس تعليم الشذوذ لدى الأطفال، وكشف فيها أساليب الماسونية في ترويج الرذائل والانحراف لدى الأطفال، وتحدث فيه عن فكرة تحويل الرجل إلى امرأة، وعن الهوية الجنسية يقول «لم يعد الكثير في الغرب يعرف هل هو رجل أو امرأة»، يكشف بأن الماسونية اليهودية هي من فعلت كل ذلك وعبر الكنيسة المسيحية التي سقطت في وحل الرذائل سابقا.
نحن إزاء حرب ضارية تستهدف صميم الإنسان وتكوينه وفطرته يقودها الغرب المنحط وأمريكا الفاجرة، وإذا كان الغرب يروج رذيلة الشذوذ والانحراف على أنها حق من حقوق الإنسان فهو يمارس بذلك تزييفا عميقا للبشر، والحقيقة فإن أفظع وأبشع انتهاك واعتداء على حق الإنسان هو دوس الكرامة الإنسانية وانتهاكها، ورذيلة الشذوذ هي الانتهاك الأخطر للإنسان الذي خلقه الله وكرمه بما شرع لحماية كيانه وفطرته الإنسانية من حماية تصونها..ورذيلة الشذوذ لا تسقط هذه الكرامة فحسب، بل وتسقط الوجود البشري إلى الهاوية.
هناك غرب وقح وفاجر يقود العالم نحو السقوط والهاوية السحيقة، وهناك حدث كروي عالمي أراد الغرب أن يكون منصة لتعميم الرذيلة وتطبيعها لدى البشرية كلها، هذا السوق الغربي نحو الانحطاط يضعنا أمام حقيقة صراع البشرية مع الصهيونية التي تحكم الغرب وأمريكا بالإباحية والانحلال والتردي وتريد تعميم هذه الرذائل على العالم كله.
الصراع اليوم هو صراع إنساني حول الهوية الإنسانية الفطرية، إن الفطرة الإنسانية اليوم هي في صلب مسألة صراعنا كأمم وشعوب إنسانية مع ماسونية تتعبد الشيطان وتتجه بالبشرية نحو الانحطاط والفناء والهاوية السحيقة.
الشذوذ انحراف خطير ومروع سيودي بالإنسان إلى الفناء، والغرب الفاجر منخور من الداخل ومعرض للفناء بفعل هذا الانحراف الشيطاني الخطير.
في خطابه بمناسبة المولد النبوي الشريف 1444 هجرية حذر السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قادة الدول الغربية مما حذر الله منه في القرآن الكريم من العواقب الوخيمة والعقوبات الإلهية في الدنيا والآخرة، جراء مسلكهم في نشر الانحلال والفساد بشكل واضح ومعلن لإفساد البشرية، ودعاهم للكف عن مساعيهم الشيطانية في محاربة الأخلاق والقيم ونشر الرذائل لإفساد الشعوب.
وأكد السيد القائد أن المشاكل الرهيبة التي ظهرت في واقع الدول الغربية هي نتيجة للتوجهات المفسدة ومحاربة القيم الدينية التي تحافظ على المجتمعات.
الانحراف ورذيلة الشذوذ فساد كبير يهدد مصير البشرية كلها، العالم يصرخ ونحن بحمدالله مسلمين لدينا من الدين ما يحمينا لكن يجب أن نتصدى لهذه الحرب الشيطانية اليهودية.
عاقبة هذه الرذيلة هو فناء الجنس البشري، وهو الذي تعاني منه الدول الغربية اليوم، التي تصرخ من اقتراب أجلها، بسبب انخفاض نسبة المواليد وفوضى الانحطاط والتفكك الأسري نتيجة الانحلال، وعدم الانجاب نتيجة الشذوذ وما يترتب عليه من عقم، وبسبب إباحة الإجهاض من دون قيود، وبسبب مفاهيم الحداثة وما بعد الحداثة في قنص المتعة الجنسية من دون تبعات ولادة وتربية، وارتفاع سن الوفاة من جهة أخرى بسبب تطور السياسات الصحية، مما خلق فجوة سوداء في عدد السكان تبتلع أموال الضرائب للرعاية الاجتماعية ورواتب التقاعد، والتي تضغط على رؤوس الجميع.
حملة ترويج رذيلة الشذوذ التي يشنها الغرب الفاجر وأمريكا لا تحصر نفسها في الدول الأوربية وأمريكا فقط، كلا هم يسعون إلى تنفيذها في بقية دول العالم أيضا، واستشعارا بالخطر الداهم دفع رئيس وزراء هنغاريا (فيكتور أوربان) إلى إلقاء خطاب حماسي يرفض فيه المساس بالقيم الأخلاقية والمسيحية واحترام مبدأ العائلة الذي ينص عليه الدستور الهنغاري، ويرفض بشدة فرض ثقافة الشذوذ في بلاده..
يمكن ملاحظة صراخ العالم لمواجهة هذه الحرب الشيطانية تتردد في خطابات المسؤولين السياسيين في دول عديدة في العالم مؤخرا بعد أن شعروا بالخطر الذي يداهم مجتمعاتهم وثقافاتهم وقيمهم الروحية والدينية سواء كانت إسلامية أو مسيحية ، أو حتى كانت قيما دينية وضعية ، باتت تستشعر خطورة الانحلال الأمريكي الغربي وتفشي ثقافته.
ففي الصين مثلا بدأت السلطات السياسية والتربوية بتشريع قوانين لمواجهة خطر الشذوذ، كما عملت على وضع برامج تعزيز الرجولة في المدارس لمواجهة تغلغل القيم الغربية بين الشباب والشابات والأطفال ،وأقرّت السلطات الصينية برنامجاً مدرسياً لـ»تعزيز قيم الرجولة» لدى الأولاد في المدارس، وأقرّت وزارة التعليم الصينية في يناير/كانون الثاني بداية العام برنامج «رعاية القيم الرجولية» لدى الأولاد في المدارس، بدءاً من صفوف رياض الأطفال حتى المدرسة الثانوية.
وتأتي الخطة التعليمية استجابةً لمقترح قدّمه سي زيفو أحد كبار المستشارين في اللجنة الدائمة للمؤتمر السياسي للشعب الصيني في مايو/ العام الماضي، دعا فيه لدعم القيم الرجولية بتضمينها في المناهج الدراسية، من خلال وسائل عديدة من بينها «ضرورة تعيين معلمين تربية بدنية من الذكور في المدارس لتعزيز التأثير الرجولي» على الأطفال، وحذّر المستشار الصيني من خطورة تنامي ذلك «الميل الأنثوي» الذي قد يهدد «بقاء الصين وتنميتها»، معرباً عن أسفه أن الأولاد «لم يعودوا يرون في البطولات الحربية أي ميزة».
كما اتجهت إلى إلغاء سياسة الطفل الواحد الإنجابية، إذ يرى تانغ هايان مؤسس نادي «بكين بويز للرياضة البدنية أن سياسة الطفل الواحد الإنجابية في الصين كان لها دور كبير في تعميق الأزمة، ويرى بعض الخبراء أن القرارات الصينية الأخيرة لها بعد سياسي وعسكري أيضاً، وهو ربما ما دفع المستشار سي زيفو إلى وصف الأزمة بأنها «تهدد الأمن القومي».
وفي روسيا أشار الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) في خطابه مؤخرا بمناسبة انضمام أربع مناطق جديدة إلى الاتحاد الروسي (إلى أن الغرب يسعى إلى فرض قيم تتعارض مع قيم المجتمعات الأخرى، قيم غربية تتعارض مع الأسرة والعائلة والمعتقدات الدينية، وهذا نرفضه نحن في الاتحاد الروسي وترفضه شعوب كثيرة في العالم.
سعي روسيا والصين ودول أخرى مثل الهند وجنوب إفريقيا والبرازيل ودول في آسيا الوسطى وأمريكا اللاتينية ودول عربية وشرق أوسطية إلى رفض نظام القطب الواحد – الأمريكي الغربي، واستبداله بنظام متعدد الأقطاب يحكم العالم، ليس لأسباب سياسية واقتصادية فقط، ولكن لأن الجميع بات يعرف أن الغرب صار يتحرك بشكل محموم لهدم القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية للبشرية كلها، والترويج ومحاولة فرض رذيلة الشذوذ هي أحد أوجهها البشعة.
سقط المجتمع المسيحي في أوربا وأمريكا في وحل الانحطاط، والانحراف والرذيلة.
مخاطر الشذوذ الجنسي تتمثل في مخالفة الفطرة، ومعارضة الفطرة الإنسانية الإلهية، وهي استخلاف الإنسان في الأرض لعمارتها، وفيه إعراض عن آية وسنة من سنن الله عز وجل في الكون وهي سنة النسل بالزواج بين الذكر والأنثى، والشذوذ سيقطع النسل ويهلك البشرية ويفنيها.
عقاب الله شديد وأليم لمن يرتكب هذه الجريمة المروعة، ولنا في قصة قوم لوط عبرة وعظة، فقد كانوا أفجر الناس وأكفرهم، وغرقوا في فعل فاحشة لم تسبق أن فعلتها أمة من قبلهم، وهي انهم كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، ويفعلون اللواط جهاراً أمام الجميع دون استحياء ولا خوف ولا وجل من تلك المعصية القبيحة، وهو ما تسعى الماسونية وعبدة الشيطان إلى إغراق المجتمعات فيه اليوم ويروجونه،ولهذا استحق قوم لوط أن يهلكهم الله بعذاب أليم لما يفعلونه من هذه الجريمة النكراء، فأهلكهم الله تعالى بأن رماهم بحجارة من السماء – {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ}، و{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} وقال تعالى في موضع آخر أيضا { فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73) فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ} فكان ذلك جزاء الظالمين على تلك الفاحشة التي يروجها الغرب اليوم.
مواجهة الانحراف والشذوذ بحاجة لاصطفاف عالمي يتصدى لهذه الفاحشة، بحاجة إلى وعي وثقافة واستشعار للمسؤولية الدينية والإنسانية، ونحن في اليمن شعب مسلم والإسلام هو طوق النجاة للبشرية، وهو حائط الصد وخط الدفاع الأول والحصين في مواجهة الإباحية والشذوذ الجنسي اللذين يحاول الغرب فرضهما على العالم بشتى الوسائل.
وقد حذرنا الله عز وجل في القرآن الكريم من خطورة شيوع المنكرات والمعاصي في المجتمعات، وأن ذلك يجذب الفساد، ويدخل المجتمعات في دوامة من الأزمات المالية والأخلاقية والأمنية والسياسية والبيئية، فقال سبحانه: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ” (النحل، الآية 112). ووعد تعالى المجتمعات المؤمنة التي أخذت بالأسباب أن يبارك لها في رزقها، فقال عز من قائل: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا” (نوح، الآيات 10 – 12).
المصدر: موقع أنصار الله