لا أشدَّ وأفتكَ من الحرب العسكرية إلّا الحرب الإعلامية، وهي: حربُ قلب الحقائق وتزييفها، ومحاولةُ إحلال الباطل مكانَ الحق لتسودَ الأكاذيبُ المختلَقة التي من شأنها أن تنتجَ آثاراً سيئةً في الواقع.
وهذا ما نعيشه في الوقت الراهن، وفي حالة اللا سلم واللا حرب التي نمر بها مع العدوّ، يسعى جاهدًا لتفعيل آلته العسكرية بقتل الأبرياء على حدود البلد، ويشغل مكينته الإعلامية سواء عبر وسائله الإعلامية المختلفة أَو عبر الأفواه والأقلام التي يشتري صوتَها ومِدادها؛ لتعملَ بحسب توجيهاته في زعزعة الوضع الداخلي وتأليب المجتمع بكُلٍّ وسيلة ممكنة؛ لتفقد القيادة الحالية حاضنتَها، كما يقولون.
الحربُ الإعلاميةُ تُعتبَرُ أسرعَ الطرق وأقصرَها والتي يلجأ لها العدوّ لحسم معركته، فبعد فشله في التقدم عسكريًّا والضغطِ اقتصاديًّا والمساومة إنسانياً، وبعد أن تم بترُ يده العابثة بثروات بلادنا، شعر باليأس والإحباط الشديدين، خَاصَّةً بعد أن أدرك حجم القدرات التي يمتلكها الجيش اليمني فيما لو قرّرت قيادته حسم الموقف، هرول مع سبق الإصرار للعب في ميدانٍ ليس أهلاً للدخول فيه، ميدان (الوعي) ليضرِبَه فيسهُلَ عليه بعد ذلك فرضُ ما يشاء.
وفي كُـلّ مرة وأمام كُـلّ حدث أكرّر قولي: إن العدوّ الذي نواجهه عدو غبي وجاهل بكل ما تعنيه الكلمة، لم يدرك بعد أن الوتر الذي يريد عزف سمفونيته عليه قد قُطع منذ زمن، والشعب اليمني أثبت أنه الأكثر جدارة وشطارة في خوض معركة (الوعي) مهما بلغت التضليل فيها ذروته، ومهما تعددت طرقه وسبله، سواء استخدم أذرعاً داخلية أَو رمى بصوتٍ نشازٍ عن بُعد ليسمع صداه القريب..!
حربُ المصطلحات وقلب السيناريوهات وصناعة أبطال وهميين ما كانوا في يوم ما في موقف بطولي – ولن يكونوا – وعملية دغدغة المشاعر لتحريك العواطف في الاتجاه المعاكس يمكنني القول بكاملِ الثقة إنها ستبوء بالفشل الذريع عليهم، لأَنَّنا تجاوزنا مرحلة الطفو على السطح بفضل سخافتكم المتكرّرة التي مللها شعبُنا على مدى ثماني سنوات من عدوانكم حصاركم وعمالتكم.
تحاولون الإتيان بجديد لتثقل كفتكم، لكن الخذلان أصبح حالكم الدائم الذي لن تخرجوا من دائرته مهما حاولتم الصعود، وإن أردتم تكرار المحاولات فلكم ذلك حتى تستيقنوا أن المحصول الذي تريدون اقتطافَه لن يكون لقمةً سائغةً وسهلةً الابتلاع، وستذوقون علقم مغامرتكم.
والعاقبةُ للمتقين.
بقلم: هنادي محمد
المصدر: أنصار الله