التطبيع … بن سلمان يعلنها ونتنياهو يصطدم بمعارضة داخلية
العين برس/ تقرير
علي علاء الدين
عادت التقارير والاخبار التي تتحدث عن قرب توقيع اتفاق تطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني خاصة بعد المقابلة التلفزيونية التي اجراها محمد بن سلمان والتي سبقها الحديث عن احتمال موافقة الكيان الصهيوني على الشرط الاصعب بالنسبة لهم وهو البرنامج النووي السعودي .
التطبيع بين السعودية والكيان الصهيوني يعتبره الاميركي نصرا له في عدة جبهات حيث يعتبر الرئيس الاميركي بايدن ان توقيع اتفاق بين السعودية والكيان سيعود له صدى يفوق اتفاقيات ابراهام والذي رعاه خصمه ترامب في ايلول 2020 وسيساعد بايدن في الانتخابات الرئاسية في عدة جبهات بدءا من السيطرة على اسعار النفط مرورا بتهدئة السعودية الرافضة لاتفاق غير رسمي مع ايران في الموضوع النووي
وبحسب امير تيبون مراسل الشؤون الدبلوماسية في صحيفة هآرتس فان المشاركة الصهيونية تعتبر مهمة جدا بالنسبة لبايدن لسبب واحد: إنها تهدف للتأثير على الجمهوريين في مجلس الشيوخ، المطلوب دعمهم من أجل تحقيق أغلبية الثلثين لإقرار المطالب السعودية ، ولكن تبقى المشكلة بالنسبة لبايدن هل بامكان نتنياهو تمرير الاتفاق في الكنيست ؟
بنيامين نتنياهو
من يقنع اليمين والمعارضة الصهيونية
على قدر ما يحتاج بايدن لنتنياهو لتمرير اتفاق التطبيع ، يحتاج نتنياهو لبايدن لاخراجه من عزلته ولاعادة تحسين العلاقة مع الولايات المتحدة وتخفيف ضغط المعارضة الداخلية عليه ، وبعد لقاء بايدن ونتنياهو على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة كشف تقرير وول ستريت جورنال ، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوعز إلى كبار المسؤولين الأمنيين والنوويين في الكيان المؤقت بالتعاون مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالمفاوضات حول التوصل إلى حل وسط يسمح للمملكة العربية السعودية بأن تصبح ثاني دولة تخصب اليورانيوم في الشرق الأوسط.
وكان وزير الشؤون الاستراتيجية ومبعوث نتنياهو إلى واشنطن رون ديرمر قد صرح بالتلميح أن الكيان الصهيوني لن يعترض على بناء مفاعل مدني في السعودية بإطار اتفاق التطبيع الذي ناقش تفاصيله مع الإدارة الأميركية ،وأكد ديرمر في حينه، أن بلاده لن توافق على “برنامج نووي عسكري، والسؤال هو ما هي الضمانات وماذا سيحدث إذا ساروا في مسار مختلف مع الصينيين”.
الليونة التي ابداها نتنياهو اصطدمت بمواقف المعارضين في الداخل الصهيوني حيث ارسل سموتريتش وبن غفير والكثير من المسؤولين في الليكود رسالة الى نتنياهو بأن لا يقدم تنازلات حقيقية للفلسطينيين وان الامر الذي هم مستعدون لتقديمه هو ان يقدم الكيان الصهيوني المال لتطوير الاقتصاد الفلسطيني كبادرة على شكل اموال فلسطينية وكذلك اموال سعودية لكن عدم تقديم اي تنازل سياسي او امني.
كما اعتبر رونين منليس وهو متحدث سابق باسم جيش الاحتلال بأن : ” التطبيع مع السعودية لا يزال بعيد المنال فنتنياهو اثناء لقائه بايدن يجلس وقدميه على هامش مؤتمر الجمعية العمومية للامم المتحدة ورأسه في القدس وهو يفكر ماذا سيقدم امام بن غفير وسموتريتش من اجل تقدم عملية حقيقية مع السعودية فهل سيختار نتنياهو المصالح الوطنية او المصالح الائتلافية في حكومته ”
ولم تقف المعارضة عند اليمين واعضاء الليكود بل برز موقف المعارضة الصهيونية على لسان زعيمها ، ورئيس حزب يش عتيد يائير لابيد الذي صرح أنه يعارض السماح بمثل هذا الأمر للسعودية بثمن اتفاق تطبيع العلاقات ويرى فيه خطورة كبيرة. وانضم الى لابيد عدد من المسؤولين الأمنيين الذين أعربوا عن قلقهم من الموافقة على طلب السعودية ووصفوه بالمعقد.
بن سلمان” نقترب من اتفاق مع اسرائيل “
وضعت السعودية أمام الإدارة الأميركية حزمة شروط للشروع بالتفاوض حول تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني في مقدمتها تحالف أمني معها والسماح ببناء مفاعل نووي مدني.
محمد بن سلمان خلال مقابلته مع المذيع بريت باير
محمد بن سلمان خلال مقابلته مع المذيع بريت باير
وكانت قناة فوكس نيوز الأميركية قد اجرت مقابلة الأربعاء، مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أدلى خلالها بتصريحات غير مسبوقة بخصوص التقدم في عملية التطبيع السعودية الصهيونية. وقال بن سلمان إن حكومته “تقترب كل يوم من اتفاق مع إسرائيل”.
وعندما سئل عن جهود “تطبيع” العلاقات مع إسرائيل، نفى بن سلمان أيضا التقارير التي تفيد بأن السعودية أوقفت المفاوضات، وهو ما أكد أنه “غير صحيح”.
وقال: “علينا أن نرى كيف ستسير الأمور”. وأصر على أن بلاده يمكن أن تعمل مع الكيان الصهيوني، بغض النظر عمن هو المسؤول، واصفا الصفقة بأنها “أكبر صفقة تاريخية منذ نهاية الحرب الباردة”، والتي قال إنها ستستمر، بناء على اتفاقيات تتعلق بمعاملة الفلسطينيين.
الخلاصة
المواقف التي ادلى بها بن سلمان كانت تعبيرا حقيقيا عن السلوك التي انتهجته السعودية منذ فترة بعيدة ورغم محاولاتها الدائمة لاخفاء هرولتها الدائمة لتوقيع الاتفاق مع الكيان الا ان الكثير من المناسبات أظهرت ان السعودية تنتظر بفارغ الصبر لتوقيع الاتفاق وما كان اتفاق ابراهام ليمر لو لم يبصم بن سلمان عليه من وراء الكواليس واما اسباب بن سلمان للتوقيع فليس اهمها قضية البرنامج النووي السعودي بقدر حفاظه على العرش ، الحاجة الصهيونية من التطبيع لا تقل اهمية عن الحاجة السعودية ولكن مشكلة نتنياهو ان حلفائه من اليمين المتطرف لديهم جدول اعمال آخر والتطبيع مع السعودية ليس من اولوياتهم بل على العكس فان المطالب السعودية تقع في نقيض جدول اعمالهم وكما الحلفاء كذلك المعارضة التي ترفض ان تعطي نتنياهو انجازا كهذا .
المصدر: موقع المنار