عقارِبُ تسابِقُ الـغيضَ اليماني، وتاريخٌ يوثقُ المشهدَ الحافل بالتنكيل وانتهاء العدوان، دقت ساعة الصفر وانتهت مراسيم الهُــدنة، وقرعت الحرب طبولها، وتراقصت أحلام التحالف على جليد الأمنيات وبزغت شمس حرية الأنصار، عندها يذوب الجليد ويغرق المعتدين في وحل أوهامهم، صنعاء هُنا تتحكمُ بالملاحة العالمية بقرارات وسيادة يمنية، والرياض هُناك ككبش الفداء لا بُـدَّ من تنفيذها أوامر ساداتها، والغرق أكثر في وحل الحرب التي طالت سراديبها.
ما زالت دوائـر الصناعات اليمنية في توسع بشكل كبير جِـدًّا في خضم الحصار المحكم علينا، نقلة نوعية متميزة فيها ظهر السيف اليماني ببأسٍ من حديد، وتتلى آيات النصر على مسامع المهتدين بينما أضحى التحالف اليوم في منعطف خطير جِـدًّا، انحداره الملحوظ وفقدانه توازنه بات واضحًا على حافة الهلاك.
ما الذي أنتجته السعوديّة في الثماني السنوات بالرغم من قواتها والدعم العسكري واللوجستي من أمريكا وإسرائيل، أين كُـلّ تلك الجيوش التي تغنت بها المهلكة في قنواتها المدججة بالكذب والتضليل؟ أين معداتهم التي تفاخرت بها رؤوس الشياطين؟ أين تحالف الأمس من صنعاء اليوم؟
معادلة صعبة فرضت نفسها على الواقع ليتقبل من شاء وليرتجف من تظاهر بعدم الخوف من البأس اليماني.
بنى العدوان أحلامه على أوراقٍ هشة جِـدًّا، وكرّس الجهود في التضليل الإعلامي أكثر من أي شيء غيره، لجأ إلى جميع الأساليب لكي يخضع هذا الشعب لكن لم يحالفه الحظ، ما كان منه سوى التراجع للخلف قليلًا، لإعادة ترسانة حرب جديدة تحت دعم مكثّـف، علّه يوهن عزيمة هذا الشعب العظيم، ظناً منه أنه قد فقد تماسكه في التصدي للعدوان وبات أكثر ضعفا.
في طيات الهُــدنة ظهرت على أكف الأراضي اليمنية عروضٌ عسكرية مهيبة، ورجال كتبوا بدماءِ قلوبهم عهداً بصون هذا الوطن، عدّت تلك العروض سبباً من أسباب الخروقات للهُــدنة، بينما العدوان يتفنن في كُـلّ لحظة بنقضها بالقذائف على رؤوس المواطنين في الـحدود، بعد أن فشل عدوانهم عسكريًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا عمدوا إلى تشويش المجتمع ورفض العدوان في تسليم الرواتب للمواطنين، رغم أن ذلك يعتبر حقا بسيطا من حقوق المواطنين المسلوبة.
اليوم وبكل عنفوان مستعدون لأية معركة متأهبون في خوض الصراع مع أية دولة تعمد إلى إخضاع شبعنا ونهب ممتلكاته وتهديد أمنه واستقراؤه.
المصدر: موقع أنصار الله