لم ينتظر سفراء ثالوث الاستعمار والاستكبار العالمي ( أمريكا وبريطانيا وفرنسا ) كثيرا للتعليق على عملية التحذير الثانية التي نفذتها القوات المسلحة ممثلة بسلاح الجو المسيَّر والتي نجحت في منع إحدى السفن الأجنبية من تهريب النفط اليمني عبر ميناء قنا بمحافظة شبوة والذي كان مصدرا لتمويل وتزويد السوق السوداء في كثير من المحافظات اليمنية الحرة ، حيث سارع سفراء الدول الثلاث لإصدار بيان مشترك أثار الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حوله من حيث مشروعية إصداره، ومصداقية مضامينه المشبعة بالزيف والادعاء والتلبيس .
البيان الذي كشف حجم الوجع الذي تعرضت له أمريكا وفرنسا وبريطانيا وأذنابها وأدواتهم العميلة في الداخل اليمني مثَّل في حد ذاته تدخلا سافرا لهذه الدول في الشؤون الداخلية اليمنية، وكشف النوايا والمشاريع الخبيثة التي تسعى هذه الدول لتنفيذها من خلال التواجد العسكري لعدد من قواتها في عدد من المحافظات اليمنية المحتلة وعلى وجه الخصوص في المهرة وحضرموت وشبوة وسقطرى، حيث تصدرت أمريكا عبر سفيرها ستيفن فاجن ومبعوثها تيم ليندركينغ الواجهة في المشهد اليمني من خلال تحركاتهما المشبوهة في حضرموت والمهرة وشبوة وسقطرى في ظل استمرار التواجد العسكري الأمريكي تحت مسميات وعناوين عدة.
بيان السفهاء الثلاثة أدان ما أسماه الهجوم الإرهابي الذي استهدف ناقلة نفط كانت راسية بميناء قنا بمحافظة شبوة اليمني، ولا أعلم ما الذي أدخل هذه الناقلة إلى ميناء قنا رغم تحذيرات القوات المسلحة اليمنية لها ؟!! وفي أي عرف يعد الدفاع عن الثروة الوطنية من النهب والفيد إرهابا؟!! والأغرب من كل ما سبق في البيان الحديث عن حرمان اليمنيين من السلع الأساسية وكأننا من نفرض الحصار الشامل على أبناء شعبنا ونمنع دخول سفن المشتقات النفطية وسفن المساعدات ونمنع صرف المرتبات!! والأشد غرابة تصوير البيان للعمليات التحذيرية التي تمنع نهب النفط اليمني على أنها حرب اقتصادية من شأنها أن تفاقم من الصراع والأزمة الإنسانية، وهي التي ظلت على مدى ثمان سنوات من العدوان والحصار تشن حربها الاقتصادية على اليمن واليمنيين مما تسبب -بحسب تقارير الأمم المتحدة- في أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ المنطقة .
أمريكا وفرنسا وبريطانيا منزعجة جدا من تنامي القدرات الدفاعية والهجومية للقوات المسلحة اليمنية، ففي الوقت الذي دأبت على منح مرتزقتها التطمينات بالوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم في المحافظات اليمنية المحتلة، تأتي العمليات التحذيرية لنسف هذه التطمينات مؤكدة أن تحذيرات صنعاء ليست للاستهلاك المحلي والإعلامي وإنما هي تحذيرات جدية غير قابلة للمساومة والنقاش بشأنها، وهذا ما يتعارض مع المصالح الأمريكية والفرنسية والبريطانية التي ترى في الثروة النفطية اليمنية مغرما لها وخصوصا في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على إمدادات النفط والغاز الروسية للعالم وفي مقدمة ذلك الدول الأوروبية المقبلة على شتاء سيكون الأكثر والأشد برودة .
بيان سفراء ثلاثية الفرعنة والاستكبار العالمي بشأن عملية ميناء قنا وما سبقته وتلته من بيانات للكيانات والأنظمة المتأمركة المتصهينة مردودة عليهم، وليست جديدة عليهم، فمن يشارك ويساند ويزيد العدوان على بلادنا ويشرعن للحصار على أبناء شعبنا، ويحول دون إيقاف العدوان وإنهاء الحصار ويقف حجر عثرة أمام أي تحركات من شأنها تحقيق ذلك ، غير مستغرب عليهم إصدار بيانات إدانة لعملية مشروعة هدفت إلى منع نهب وتهريب النفط اليمني الذي يمثل مصدرا رئيسيا من مصادر صرف المرتبات .
بالمختصر المفيد، النفط اليمني ثروة مملوكة للشعب اليمني، لا وصاية عليها لا من أمريكا ولا فرنسا ولا بريطانيا، ولا من أي دولة في العالم، ولا يمكن السماح لأي قوة في العالم الشرعنة للصوص والمرتزقة لنهبها واستغلالها لحسابات ومصالح خاصة، نفط اليمن لكل اليمنيين من صعدة إلى المهرة ، نفط اليمن لم يعد متاحا للنهب والفيد، وعلى الأمريكي والبريطاني والفرنسي قبل السعودي والإماراتي أن يعوا ويدركوا ذلك جيدا ولا حاجة لهم للعزف على وتر الإنسانية فهم ألد أعدائها، ولا للحديث عن الحرب الاقتصادية فهم من يديرها ويوجه بوصلتها، ولا على تهديد الملاحة البحرية، فهم الخطر والتهديد الحقيقي لها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: موقع أنصار الله