يبدي العليمي ميولاً لتلبية الرغبات السعودية المستعجلة لتعديل المشهد العسكري في المناطق التي يسيطر عليها التحالف جنوب وشرق اليمن.
بعد قرابة يومين من تسريبات تحدثت عن قيام قيادة القوات السعودية بعقد لقاءات مع القادة العسكريين التابعين لحزب الإصلاح في محافظة شبوة، ذكرت مصادر مطلعة في “حكومة التحالف” الأربعاء، أن ما يسمى “رئيس مجلس القيادة” التابع للتحالف، رشاد العليمي، عقد اجتماع في الرياض مع القيادات التابعة لجماعة الاخوان في محافظة شبوة، والتي تم طردها في سبتمبر الماضي من قبل الفصائل التابعة للإمارات بعد معارك دامية دارت بين الطرفين في محافظة شبوة.
وذكرت المصادر أن أبرز الوجوه التي حضرت الاجتماع كان، عبد ربه لعكب، القائد السابق لـ” القوات الخاصة” في محافظة شبوة، وأبرز القيادات العسكرية التابعة لجماعة الاخوان التي خاضت مواجهات شبوة في سبتمبر الماضي ضد الفصائل الموالية للإمارات، والذي تم عزله من منصبه بقرار من العليمي بعد أن تمكنت الفصائل الموالية لأبوظبي من حسم المعركة ودفع “لعكب” وبقية قادة مسلحي جماعة الاخوان، إلى الفرار من شبوة.
كما ضم الاجتماع قادة “الألوية والوحدات العسكرية الأخرى” التي غادرت محافظة شبوة، وتم الإعلان أنها شخصيات مطلوبة للعدالة بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل “المجلس الانتقالي” الموالي للإمارات على خلفية المعارك التي دارت بين الطرفين.
ويرى مراقبون، أن الرياض تحاول ضم التكتلات المعادية للإمارات بأسرع وقت ممكن، بهدف التجهيز لمعارك لا تبدو سهلة مع الفصائل العسكرية التابعة للإمارات جنوب وشرق اليمن.
ويبدو أن الرياض لم تعد تمتلك ما يكفي من الوقت لإخفاء التنسيقات مع جماعة الإخوان في اليمن، حيث كانت الرياض لا تتردد في إبداء عدائها للجماعة في اليمن، عبر مباركة أو دعم العمليات العسكرية التي كانت تخوضها الفصائل التابعة للإمارات ضد مسلحي الإخوان في مناطق سيطرة التحالف. فقد أصبحت تجاهر عقد في عقد اللقاءات مع قادة جماعة الإخوان في اليمن، بشكل يخالف الاستراتيجية العدائية، التي دأبت الرياض وأبو ظبي على اتباعها تجاه جماعة الإخوان في اليمن.
ويعتقد محللون سياسيون، أن التقارب الذي تبديه الرياض تجاه جماعة الاخوان، لن يتجاوز التكتيك المرحلي، خصوصاً أن النظام السعودي، يتخذ من العداء لجماعة الاخوان موقفاً مركزياً، وصل إلى حد إعلان جماعة الإخوان ” جماعة إرهابية”. وهو موقف لا يبدو أن الرياض تعتزم تجاهله تجاه جماعة إخوان اليمن، وأن الظروف المرحلية التي اضطرت على أساسها السعودية في الوقت الراهن لإعادة احتضان “إخوان اليمن” لن تلبث أن تتغير بمجرد أن تتأكد الرياض أنها تمكنت من سحب البساط من تحت أبو ظبي، والاطمئنان بأن المملكة أصبحت صاحبة الكلمة العليا في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن، قبل أن تعود الرياض لسياستها السابقة المتمثلة بطرد وتهميش جماعة إخوان اليمن مجدداً بعد تحقيق الغرض منها، خصوصاً أن الرياض عمدت إلى تشكيل فصائل عسكرية متعددة المشارب، من الجماعات السلفية، ومجاميع القاعدة وداعش، إلى جانب استمالة مكونات جنوبية تحت لافتة القضية الجنوبية، وهي تشكيلات يبدو أن الغرض منها لن ينتهي بمجرد الانتهاء من الصراع مع أبوظبي، بقدر ما ستعمل الرياض على استخدام تلك التشكيلات للتخلص من الأثار الجانبية للمواجهات مع الإمارات، وعلى رأسها التخلص من جماعة الإخوان.
في يوليو العام الماضي، أعلن المتحدث باسم التحالف ” تركي المالكي” أن جماعة الإخوان تشكل عبء على التحالف في اليمن، في المقابل لم تتردد الجماعة باتهام الرياض، بانتهاج أساليب فاشلة في إدارة المعارك في اليمن، ويبدو أن كل طرف أكتسب رصيداً كافياً للاعتقاد بأن الشراكة مع الآخر لم تعد مجدية في الحرب على اليمن، وأن كل ما هو حادث الآن من عمليات تنسيق يعتبر فرصة لكل طرف وخصوصا جماعة الإخوان لإعادة ترتيب صفوفها للمرحلة القادمة، والتي يبدو أن جماعة إخوان اليمن يعتقدون، أنها ستتيح لهم المزيد من القوة للتعامل مع الرياض منفردة وابوظبي منفردة بما يمنح الجماعة فرصة لإملاء شروطها والخروج بأكبر قدر من “غنائم” الحرب.