عقب تحذيرات حركتي المقاومة الإسلامية في فلسطين “حماس” و”الجهاد الإسلاميّ” مؤخراً، من انفجار الأوضاع في الوقت الذي تعيش فيه فلسطين أوضاعاً متوترة للغاية وعمليات استهداف للمصلين واقتحام في المسجد الأقصى المبارك بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، يقوم الاحتلال الإسرائيليّ بتعزيز منظومة القبة الحديديّة في الجنوب خشية إطلاق صواريخ من قطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة، حيث أكّد قادة حماس والجهاد الإسلامي أنه لا يوجد وقف لإطلاق النار مع الكيان الصهيوني المحتل وأن المقاومة مستعدة لخوض الحرب للدفاع عن الفلسطينيين ومقدساتهم إذا اشتدت جرائم العصابات الصهيونيّة، ما يشي بانفجار مخيف للأوضاع، بعد أن فتحت تل أبيب أبواب جهنم على نفسها من خلال منهج تسخين الأحداث ورفع مستوى الإجرام الذي بات ملموساً على كل المستويات.
“تعزيز منظومات القبة الحديدية في الجنوب الفلسطينيّ، خشية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو الداخل المحتل”، هو الخبر الذي ضجت به المواقع الإخباريّة عقب أحداث الضفة الغربية والمسجد الأقصى التي يمكن أن تكون الفتيل في إشعال التوتر مجدداً على الساحة الفلسطينيّة، وتقود إلى جولة أخرى من الحرب، قد تدهور الأوضاع بأكملها، وتُبعثر كل الأوراق السياسيّة والأمنيّة، وبالأخص عقب تصعيد الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين في المسجد الأقصى والذي قد قوبل بردود فعل عديدة من دول كثيرة، وتحذيرات فصائل المقاومة في فلسطين من أن استمرار هذه الجرائم سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويصل إلى حد مرحلة خطيرة للغاية، إضافة إلى أنّ التصعيد الأمنيّ في القدس والضفة الغربية حذر منه مسؤولون إسرائيليون تحسسوا خطر تصرفات حكومتهم الطائشة والسياسة الصهيونيّة العدوانية.
وعلى هذا الأساس، إنّ تأهب قوات العدو الإسرائيلي وقرار تل أبيب رفع حالة التأهب القصوى في المنطقة الجنوبيّة لفلسطين المحتلة، من خلال تعزيز منظومة القبة الحديدية، ينبع من القلق الإسرائيليّ العارم من انفجار الأوضاع وعودة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة رداً على العنصريّة الإسرائيليّة، وإنّ رسالة الفصائل الفلسطينيّة التحذيريّة مؤخراً بشأن أوضاع غزة وفلسطين بشكل عام، والتي يتحدث أغلب المحللين بأنّها قابلة للانفجار في أي لحظة لم تكن بجديدة، بالتزامن مع إرهاب الاحتلال الصهيونيّ وعدوانه المتمثل في القتل والاقتحام وانتهاك المقدسات والحصار ومنع الإعمار.
ولاشك أنّ الإسرائيليين لم ينسوا بعد الحرب الأخيرة التي شنّتها قوات احتلالهم على القطاع والتي تركت العدو في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة، وإنّ محاولة العدو القاتل فرض عنصريته في هذه الأيام المباركة دفعت فصائل المقاومة التي تملك أوراقاً قويّة كثيرة، إلى التهديد بنتائج وخطورة ما يقوم به الاحتلال، وتجمع القوى الفلسطينيّة على أنّ صبرهم على التطاول والاعتداء الإسرائيليّ، بدأ ينفذ ما يعنى اقتراب معركة “سيف القدس” الجديدة، والتي اعتبرها حتى الصهاينة نصراً كبيراً للمقاومة، على الرغم من محاولة إخفاء ذلك من بعض المسؤولين، حيث حمل الانتصار رسائل تحدٍّ كبيرة.
ويشار إلى أنّ حالة التوتر التي شهدتها الأراضي الفلسطينية تصاعدت بشكل خطير مؤخراً ولاسيما في العاصمة الفلسطينيّة القدس عقب اقتحام الاحتلال المسجد الأقصى المبارك واعتقال مقدسيين، فيما بدأ مستوطنون إسرائيليون ، اقتحامهم لساحات المسجد الأقصى شرقي القدس بحراسة مشدّدة من شرطة العدو، رغم تحذيرات الفصائل الفلسطينيّة بأنّ “المسجد الأقصى خط أحمر، وأنّ الاحتلال يتحمل مسؤولية اعتدائه على المصلين”، حيث يقتحم المستوطنون ساحات المسجد طوال أيام الأسبوع، عدا يومي الجمعة والسبت، على فترتين، صباحية ومسائية، لكن اقتحام الأمس ذي حساسية خاصة، باعتبار أنّه يتزامن مع عيد الفصح اليهودي ودعت جماعات متشدّدة إلى تكثيف الاقتحامات خلال هذا الأسبوع أي عيد الفصح، ناهيك عن الضفة الغربية التي قتل فيها العدو الإسرائيليّ 18 فلسطينيّاً منذ مطلع نيسان الجاري، وفقاً لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينيّة.
وإنّ التحركات الإسرائيليّة الأخيرة لن تنفع كثيراً في حال اشتعلت الساحة الفلسطينيّة، بعد أن أوصلوا خلال سنوات احتلالهم رسالة للشعب الفلسطينيّ بأنّهم غير مستعدين سوى لانتهاك الحرمات وسفك الدماء وسلب الأراضي، وقد وجهت الفصائل الفلسطينيّة مؤخراً رسالة واضحة لكل الوسطاء مفادها بأنه إذا لم يتوقف العدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس المحتلة والمسجد الأقصى، فإن هذا الوضع سيؤدي إلى “معركة حقيقية وصعبة”، لأنّ التحرر من استعباد المحتل الأرعن لا يكون إلا بالمقاومة ولو بأبسط الوسائل، والحل الوحيد حاليّاً هو وقوع “ثورة غضب” عارمة بوجه الاحتلال وعصاباته، لأنّ التصدي لهجمات المستوطنين وعربدتهم المتصاعدة هو السبيل الوحيد لردعهم ولحماية فلسطين وشعبها، وقطع يد قوات الاحتلال ومنعها من العربدة والتغول في أراضي الفلسطينيين عبر مخطّطات العدو الاستيطانيّة الرامية لإنهاء الوجود الفلسطينيّ السياسيّ والسكانيّ في الضفة الغربيّة ومدينة القدس.
ورغم حديث وسائل إعلام عربيّة أنّ بعض الوسطاء بدؤوا بالتشاور مع فصائل المقاومة لمنع تصعيد التوترات، بيد أنّ المقاومين يؤكّدون أنّهم لن يتخلوا عن وواجبهم في الدفاع عن المسجد الأقصى ودعم جميع الفلسطينيين، كما يدعو الفلسطينيون إلى تحرك عربي وإسلامي جاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك، رغم عدم قناعتهم بأنّ أن الكيان المجرم سيهتم بالتصريحات التي تدين جرائمه من قبل مختلف الأطراف، وخاصة بعد أن دفع تطبيع بعض الدول وتحالفها مع المحتلين لمزيد من العدوان على الفلسطينيين والمسجد الأقصى.
ولم يمض يومان على تصريحات فصائل المقاومة الفلسطينيّة التي تؤكّد بأنّها لن تسمح للكيان الصهيونيّ الغاشم بالاستفراد بفلسطين، وتشير إلى عدم وجود سلام أو وقف لإطلاق النار مع العدو في ساحة القدس والمسجد الأقصى، وأن الفلسطينيين يمتلكون الحق في الصلاة والاعتكاف في المسجد الأقصى، وهناك اتصالات كثيرة لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيليّ بحق الشعب الفلسطيني وعدم جر الوضع إلى حرب عسكرية جديدة، فيما تبدي المقاومة استعدادها للدخول في أيّ سيناريو، وسيواصل الشعب الفلسطيني وحدته وتواجده في المسجد الأقصى ومواجهة المستوطنين الصهاينة ومنع اعتداءاتهم.
خلاصة القول، يجمع المقاومون الفلسطينيون على أنّ الاعتداءات الصهيونية ستنتهي بعواقب وخيمة والدليل إطلاق الصواريخ التجريبية تزامناً مع تفجر الأحداث الحالية، وإنّ حركة المقاومة “حماس” جادة في مواجهة السلوك الدمويّ للصهاينة في قضية المسجد الأقصى والقدس، وأظهرت مراراً أن هذه التهديدات خطيرة للغاية وأوضحت أنّه في حال لم يتوقف الصهاينة عن سلوكهم الوحشي في المسجد الأقصى سنشهد بلا شك حرباً جديدة كـ”سيف القدس”، بعد أن نفد صبرهم مما شاهدناه جميعاً في ساحات المسجد الأقصى وبلدة القدس القديمة من اشتباكات عنيفة خلال الأيام المنصرمة.
* الوقت