انطلقت مسيرة الأربعين وزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) من عام 61 هـ على يد جابر بن عبد الله الأنصاري وتستمر إلى يومنا هذا. أصبحت مسيرة الأربعين الحسيني في السنوات الأخيرة أكبر تجمع بشري ومسيرة فريدة من نوعها في العالم، ويتم نشر أخبارها في الدول الإسلامية التي تسعى إلى الحرية والتخلص من أعداء الإسلام. حتى أن بعض الخبراء يعتبرونها معجزة. إن أعداء الإسلام يحاولون دائمًا تجاهل تجمع المسلمين ضد الظلم والطغاة والتكتم على أخباره. لكن العديد من دعاة الحرية في العالم ينشرون هذه الأخبار ويبلغون بها من المسلمين المضطهدين في جميع أنحاء العالم.
تتنوع نشاطات الناس الناشطون في الأيام الأربعينية الحسينية في جوانب مختلفة وخلال مسيرة الأربعين لديهم سلوكيات جديدة وأيضًا يتبعون هدفًا مشتركًا وهو إظهار وحدة المؤمنين ضد الظلم وارتباطهم برسالة عاشوراء والإمام الحسين (عليه السلام).
تحتوي مسيرة الأربعين على العديد من الموضوعات التي يمكن الحديث عنها لأيام في كثير من المقالات، لكن أحد الموضوعات الرئيسية والمهمة في هذه المسيرة، والتي تشجع مسلمي العالم على القيام بها أكثر، هي أخلاق أهل العراق ومحبّي الإمام الحسين عليه السلام في هذه الأيام. يمكن تحليل سلوك الشعب العراقي خلال هذه الأيام بناءً على تجربة الزوار، ولكن تم أيضًا إجراء أبحاث أنثروبولوجية في هذا الصدد.
يوضح موضوع هذا البحث أن سلوك الخدام والشعب العراقي هذه الأيام يعود إلى موضوعين رئيسيين: التقاليد والبركة والمحبة.
النقطة الأولی أنه يعود سلوك الشعب العراقي وخدمتهم المتفانية للزوار أثناء زيارة الأربعين إلى تقاليدهم في الضيافة. لقد كان الشعب العراقي مضيافين وكراماً منذ القدم. النقطة الثانية هي أن أهل العراق يؤمنون بالبركة وطلب الخير من الإمام الحسين (صلى الله عليه وسلم) في رزقهم وحياتهم. كما أنهم يخدمون الزوار من مختلف المذاهب الإسلامية وحتى الأديان الأخرى دون منة، وذلك بسبب حبهم للإمام الحسين (صلى الله عليه وسلم).