يكتبها / عبدالله الأحمدي
الأسوأ من الجرع والتجريع هو سكوت أحزاب الخردة؛ وصمتها المخزي عن هذه الجرع القاتلة التي ترتكبها عصابات حكومة الرياض في حق الشعب اليمني المفقر والمنهوب والمسروق من قبل هذه العصابات.
أحزاب استهكلت نفسها في خدمة العدوان والاحتلال والانحياز للظلم والاستغلال، فماتت ضمائرها، ولم تعد تشعر بأي مسؤولية تجاه أعضائها فما بالك بشعبها
إنها أحزاب فقدت صلتها بالشارع، وعمقت عمالتها لأعداء اليمن وللريال السعودي والدرهم الإماراتي.
المسألة واضحة يا جماعة الخير، لم يعد لهذه الأحزاب انتماء؛ لم يعد الإخواني مسلماً، ولا الاشتراكي يساريا، ولا الناصري قوميا، تجردوا من قيم الدين والوطنية والخير، ويلهثون وراء من يدفع لهم؛ يبيعون أنفسهم برخص التراب، ويمدون أيديهم بذل ووقاحة.
المبادئ والشعارات التي كانوا يكذبون بها، ويزايدون بها على الناس سقطت، بل سقط هؤلاء النفر الذين يسمون أنفسهم «أحزاب مشترك»، وأحزابا مؤيدة للتحالف العدواني والارتزاق، سقطوا سقوطا مدويا.
أما البقية فمتها فتون على الريال في خدمة من يدفع، كنا نود أن نسمع من هؤلاء النفر ولو بيانا يؤيد أو يندد، كي يكون موقفهم واضحا.
ستون عاما واليمن تُنهب من قبل الفاسدين، ومدَّعي الوطنية والشرف، ومروجي الشعارات الطنانة، عصابات الحكام نهبوا الأموال، وإخوانهم التجار شفطوا ما بقي في الجيوب برفع الأسعار!!
العلاقة واضحة بين التاجر والمسؤول منذ العام ٦٢م، وعندما اغتصب عفاش الحكم دعمته إحدى البيوتات التجارية بالمال، بل إن أموال عفاش التي نهبها من الشعب والتي باع بها الأرض والثروات تشغلها بيوتات تجارية معروفة، كما أن أموال الإرهابي أسامة بن لادن تستثمر من قبل الجماعات الدينية في التعليم والصحة والعسل وغيرها من المجالات.
عفاش ضرب التجار والمقاولين الذين رفضوا التعامل معه فأفلسوا، بل إن بعضهم تعرضوا للتصفية الجسدية، وجعل من أصحاب الحراثات مقاولين، وسلمهم مشاريع الحكومة، وصنع تجارا من الصفر بإعطائهم تراخيص استيراد، وكله من المال العام. البيوتات التي تعاملت مع عفاش أرهقت المواطن بالأسعار والغلاء، كل المسؤولين وكبار الضباط والمشائخ، والسماسرة تحولوا إلى تجار من نهب المال العام، وسرقة المواطن، في الستينيات كان هناك أربعة تجار في صنعاء: الوتاري وغمضان والدالي والغنامي، اليوم تحول المسؤول والشيخ والسمسار إلى تجار تهريب وتهرب، و»المواطن تحت الحديدة، وزادوا جرعوه!!».
الموت جوعا هو مصير الشرفاء في هذا البلد المنكوب بعصابات الفساد، لتتبعها عصابات الشرعية الموالية للعدوان التي استباحت ثروات البلاد والمال العام، ولم تكتف بذلك، بل زادت الشعب جرعا.
المتعاونون مع العدوان والاحتلال اتجهوا لقتل المواطن بالجرع، كل عام ونحن في تجريع، المواطن يجوع والبلد تنهار وأرصدة اللصوص تتضخم في الخارج والداخل.
بلد يتفيَّده اللصوص الذين لا يستحون، ومواطن يموت جوعا وصبرا ولا يخرج إلى الشارع للانتقام من جلاديه وناهبيه.
شعب يتسوَّل الطحين المسوُّس والزيت المنتهي من المنظمات الدولية، واللصوص يسرقون ثرواته.
يا جماعة الخير، يا متسولين، ويا مرتزقة: بدلا من التسوُّل والارتزاق حرروا ثرواتكم من اللصوص، وعيشوا أحرارا، بدلا من ذل المسألة لدى المنظمات ودول الاحتلال!!
الحرب الاقتصادية تتوازى مع الحرب العسكرية لإنهاك الشعب.
مهمة حكومة الرياض إفقار وتجويع الشعب بالحرب الاقتصادية عن طريق رفع الأسعار بالجرع والنهب.
شعب مغلوب على أمره، والكثير من نخبه تحولوا إلى عملاء ولصوص ومرتزقة.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.