11 سبتمبر.. الذريعة الأمريكية لاستعمار المنطقة
العين برس/ تقرير
في 11 سبتمبر/ أيلول عام 2001 قامت مجموعات صغيرة من الخاطفين بالاستيلاء على أربع طائرات كانت تحلق فوق شرقي الولايات المتحدة، واستخدمتها لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن.
ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن.
وتحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا، يُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمة.
غير هذا الحدث الجلل، الذي أسفر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص، وجه التاريخ، فقد شنت الولايات المتحدة بعده حربها الطويلة ضد الإرهاب.
هذه الحادثة المصطنعة وفق تحليلات لمراكز بحوث دولية استغلتها أمريكا لضرب الدول ونهب وتدمير مقدراتها خاصة في الشرق الأوسط تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
واكد الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان المصرية أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها تاريخ طويل ودموي من التدخل والتوسع العسكري.
وشدد الشيمي، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، على أن الهيمنة العسكرية الأمريكية من شأنها أن تؤدي إلى عدم الاستقرار وتفاقم الصراع الدولي.
ولفت إلى أن الهيمنة العسكرية الأمريكية تسببت في معاناة إنسانية هائلة منذ 2001 نتيجة الحروب والعمليات العسكرية التي شنتها الولايات المتحدة باسم مكافحة الإرهاب، موضحا أنها أودت بحياة أكثر من 900 ألف شخص، من بينهم أكثر من 335 ألف شخص من المدنيين.
وأوضح أن الولايات المتحدة الأمريكية تسببت بحروبها وتدخلاتها في معاناة إنسانية هائلة من خلال تشريد وتجويع مئات الملايين فضلا عن تدمير البني التحتية والاقتصادية، وخلق حالة من عدم الاستقرار في جميع أنحاء العالم.
وشدد الشيمي على أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تغير أساليبها وتتبنى النهج السلمي والتعاوني في السياسة الخارجية.
وطالب واشنطن بعدد من التغييرات المحددة في علاقاتها الخارجية تتمثل في خفض ميزانيتها العسكرية، وإنهاء ممارستها العسكرية في الخارج وتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول، وتعزيز الدبلوماسية والحوار كوسيلة لحل الصراعات، وتقديم المساعدات الإنسانية للدول المتضررة من الحروب والصراعات.
ونبه إلى أن الولايات المتحدة، التي تصنع الحروب والصراعات التي تخلف ملايين القتلى والمشردين، لديها القدرة على أن تكون قوة من أجل الخير في العالم وخلق عالم أكثر سلاما وعدالة للجميع، إذا سعت لتغيير إستراتيجيتها.
وأضاف أنه يتعين على الولايات المتحدة أن تضع حدا لاستخدامها للعنف والعدوان، ويجب عليها البدء في بناء السلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم، والتخلي عن سياسة خلق الأزمات والصراعات في العالم.
وأوضح أن الهيمنة العسكرية للولايات المتحدة واستعدادها الدائم لاستخدام قوتها العسكرية يؤديان دائما إلى عدم الاستقرار ويجعلاها في نظر الدول الأخرى دولة معتدية، خاصة وأن لتدخلاتها في البلدان الأخرى عواقب وخيمة مثل زعزعة استقرار مناطق بأكملها.
واستعرض الدكتور محمد الشيمي بعض التأثيرات المحددة للهيمنة العسكرية الأمريكية على السلام والأمن الدوليين، مؤكدا أنها تؤدي إلى سباقات تسلح محمومة كما أنها تزيد من صعوبة بناء التعاون الدولي.
وأضاف أن من تأثيرات الهيمنة العسكرية الأمريكية أيضا أنها تزيد من خطر سوء التقدير والحرب العرضية، فقد تميل واشنطن إلى استخدام قوتها العسكرية دون النظر بشكل كامل إلى عواقب الوضع.
وأوضح أن استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية دائما لا يتم بطريقة تتفق مع الأهداف المعلنة، مشيرا إلى أن الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه عمل من أعمال العنف والعدوان الذي زعزع استقرار المنطقة.
وتابع الشيمي قائلا إن الوجود العسكري الأمريكي يعد مصدرا للتوتر وعدم الاستقرار في بعض المناطق، وخاصة في الشرق الأوسط، حيث كان مصدرا رئيسيا للاستياء بين الكثير من المواطنين بالمنطقة، لما نتج عنه من سلبيات بالغة.