مندوب سوريا: واشنطن تستمر بانتهاكاتها الفاضحة بحق سورية
العين برس/ سوريا
أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ أن بعض الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، ولاسيما الولايات المتحدة، تستمر بارتكاب انتهاكات فاضحة بحق سورية، بينما تحاضر خلال اجتماعات المجلس حول ضرورة احترام الميثاق، وأهمية الدفاع عن مبادئ القانون الدولي.
وأوضح صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم حول الشأنين السياسي والإنساني في سورية أن سورية تواجه منذ سنوات تحديات خطيرة، تسبب بها الإرهاب الذي تم تصديره من مناطق مختلفة من العالم، والوجود العسكري غير الشرعي للقوات الأمريكية والتركية، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وكل ذلك ترافق مع تدخل وقح في شؤونها الداخلية، وتزامن مع فرض حصار اقتصادي وإجراءات أحادية قسرية غير قانونية، وغير إنسانية عليها، مؤكداً أن هذه التحديات تمثل انتهاكات سافرة لميثاق الأمم المتحدة، ولمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة التي تنص على احترام سيادة سورية واستقلالها، ووحدة وسلامة أراضيها، الأمر الذي جعل سورية، والمنطقة عموماً في حالة من انعدام الأمن والاستقرار.
وقال صباغ: إن بعض الدول دائمة العضوية في هذا المجلس ارتكبت ولا تزال، انتهاكات فاضحة بحق سورية، فالولايات المتحدة موجودة عسكرياً بشكل غير شرعي وغير مبرر على الأراضي السورية، وتدعم الميليشيات الانفصالية التي تنتهك وحدة الأراضي السورية، وتستخدم المجموعات الإرهابية في مخيم الركبان للقيام بدور تخريبي والتسبب بأزمة إنسانية لا داعي لها، كما ترسل وفودها لتتسلل خلسة، وبشكل غير شرعي، نحو شمال شرق سورية، وكان أحدثها وفداً برئاسة إيثان غولدريتش نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية، كما تقوم بنهب الثروات الوطنية، وتسرق في وضح النهار النفط، والغاز، والقمح السوري، وتحرم أصحابها السوريين منها.
وأشار مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن الولايات المتحدة تسببت بخسائر مباشرة وغير مباشرة للقطاع النفطي في سورية تقدر بـ 115 مليار دولار، ما يوجب مساءلتها وإلزامها بدفع التعويضات عنها، وبالتزامن مع كل ذلك تواصل مع حلفائها الأوروبيين فرض إجراءات قسرية انفرادية على كل القطاعات الحيوية من الغذاء إلى الصحة والطاقة إلى النقل وصولاً إلى الإنتاج الزراعي، ما تسبب بمعاناة اقتصادية وإنسانية كبيرة وغير مسبوقة للسوريين.
وقال صباغ: إضافة لما سبق فقد كررت مندوبة الولايات المتحدة خلال جلسة اليوم تمسك بلادها بإعلانها غير الشرعي وغير القانوني والمعيب لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في آذار 2019 بشأن الجولان السوري المحتل والذي مثل ازدراء واضحاً للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وخاصة قرار مجلس الأمن 497 لعام 1981، مؤكداً أن كل هذه الممارسات غير القانونية وغير الشرعية، نموذج فقط لما تقوم به واشنطن في سورية، بينما تحاضر في كل اجتماع لمجلس الأمن عن ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة، وأهمية الدفاع عن مبادئ القانون الدولي وهي ببساطة تحاول رمي أوحالها على الآخرين، وتتهرب بطريقة مخزية من التداعيات المدمرة لسياسة الفوضى الخلاقة والدمار التي نشرتها في منطقتنا وفي أنحاء أخرى من العالم.
ولفت صباغ إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته على الأراضي السورية وذلك من خلال استهداف وقصف البنى التحتية، والمنشآت المدنية الحيوية، والمطارات، إذ شن منذ مطلع العام الجاري 30 عدواناً جوياً، مجدداً إدانة سورية بأشد العبارات لهذه الاعتداءات، واستنكارها استمرار الصمت عنها من قبل بعض الدول التي تنصّب نفسها حامية للقانون الدولي الإنساني ولقانون حقوق الإنسان، الأمر الذي يجعلها متواطئة مع الاحتلال، ويؤكد ازدواجية المعايير التي تمارسها.
وقال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة: استمعنا إلى إحاطة المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون الذي زار دمشق مؤخراً، والتقى وزير الخارجية والمغتربين الذي أكد له التزام سورية بعملية سياسية بقيادة وملكية سورية دون تدخل خارجي، وعلى أساس احترام سيادة سورية واستقلالها، ووحدة وسلامة أراضيها، مشيراً إلى أن سورية مستمرة بالحوار والتنسيق مع المبعوث الخاص، وتأمل بأن تتيح جهوده استئناف اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في أقرب وقت.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن الارتقاء بالوضع الإنساني في سورية يتطلب توفير حلول مستدامة لدعم الشعب السوري، بما يقلل الاعتماد على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، ويزيد قدرته على الصمود، كما يتطلب أيضاً رفعاً فورياً وغير مشروط للإجراءات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها.
المصدر: سانا