محلل عسكري لبناني: من الممكن أن يقوم “حزب الله” بعملية عسكرية محدودة في منطقة الغجر
العين برس/ متابعات
في تطور أمني بارز، وقع قصف متبادل عند جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل. وفي التفاصيل، أطلق صاروخ واحد صباح اليوم من سهل المجيدية الحدودي في جنوب لبنان وسقط في قرية الغجر التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.
في المقابل، ردت القوات الإسرائيلية بإطلاق نحو 15 قذيفة مدفعية باتجاه مناطق مفتوحة غرب منطقة كفرشوبا اللبنانية من دون وقوع إصابات.
وتعود أسباب التوتر إلى التحصينات الأمنية الإسرائيلية التي أجرتها أخيرا على طول الشريط الحدودي مع لبنان، لا سيما لناحية بنائها جدارًا إسمنتيا وسورًا حديديًا على كامل حدود قرية الغجر، التي يقع الجزء الشمالي منها داخل لبنان، وهي الخطوة التي دفعت “حزب الله” إلى الدعوة للتصدي لها، من خلال بيان أصدرته الدائرة الإعلامية في الحزب، حيث شدد الحزب على أن هذه الإجراءات تعني فصل هذه القرية عن محيطها الطبيعي التاريخي داخل الأراضي اللبنانية، مشيرًا إلى أن “قوات الاحتلال فرضت سلطتها بشكل كامل على القسمين اللبناني والمحتل من البلدة وأخضعتها لإدارتها بالتوازي مع فتح القرية أمام السياح القادمين من داخل الكيان الصهيوني”.
وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد المتقاعد هشام جابر، إن “إسرائيل تحججت بوجود خيمتين متواجدتين بالأصل في أرض لبنانية، واشتكت واستغلت وجودهما وسيطرت على القسم الشمالي من الغجر، وتقول إنهم أطلقوا عليها صواريخ ومن ثم تبين أنهما قذيفتي هاون متخلفتين، وأطلقت 20 قذيفة مدفعية على خراج كفرشوبا في مناطق غير آهلة”.
وأوضح جابر لـ “سبوتنيك”، أن ما حصل يقع ضمن إطار التوتر وإظهار العضلات، وبما أن الإسرائيلي فشل في جنين ولم يحقق أهدافه، وبما أن روسيا وسوريا تقومان بمناورات عسكرية مشتركة وهو حدث مهم جدًا، ورسالة قوية لإسرائيل بأن الأجواء السورية لم تعد مستباحة، وأنه لم يعد في سوريا أهداف مستباحة لإسرائيل، وهذا يعني أن روسيا تريد معاونة سوريا في الدفاع الجوي، هذا الخبر أمس أزعج بنيامين نتنياهو إلى حد بعيد، بالإضافة إلى المشاكل التي يعاني منها الداخل الإسرائيلي ولم يعد باستطاعته الاعتداء على سوريا، ولا على إيران، فما الذي من الممكن أن يقوم به للخروج من الحلقة المفرغة، يريد التحرش بلبنان، وإذا استطاع استدراج “حزب الله” ليشن عليه حرب يكون ممنونًا لأن يقف حينها في موقف المدافع، وهو لا يستطيع أن يشن حربًا على لبنان لأنه لا يستطيع تحمل نتائج هذه الحرب”.
وحول إمكانية نشوب نزاع عسكري على الحدود الجنوبية، قال جابر إن “الأجواء تتوتر ولكن ليس إلى مستوى إعلان حرب، تتوتر الأجواء ومن الممكن أن يقوم “حزب الله” بعملية عسكرية محدودة في منطقة الغجر مثلما كان يقوم في مزارع شبعا أو كفرشوبا”.
ورأى أن “حزب الله” من الممكن أن يرد ويوتر الجو ويزعج الإسرائيلي ويعزز الخيمتين بأكثر منها”، لافتًا إلى أن “المطلوب من الدولة فقط أن تكون متماسكة وأن تقف خلف الجيش اللبناني فقط لا غير”.