في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة والتقارب مع دمشق وآخرها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق، كرد سوريا يعلنون في بيان استعدادهم للقاء الحكومة السورية للتوصل إلى حل لأزمة البلاد.
أبدت الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا استعدادها للقاء الحكومة السورية، بهدف التوصل إلى حلّ للأزمة في البلاد، في خطوة تأتي على وقع انفتاح عربي متسارع تجاه دمشق والتغيرات الإقليمية الأخيرة.
وقالت الإدارة الذاتية في بيان وزعته أمس الثلاثاء: “نؤكد استعدادنا للقاء الحكومة السورية والحوار معها ومع جميع الأطراف السورية، من أجل التشاور والتباحث لتقديم مبادرات وإيجاد حل للأزمة السورية”.
وناشد البيان الدول العربية والأمم المتحدة وجميع القوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري، بأن “يؤدوا دوراً إيجابياً وفعالاً يسهم في البحث عن حلّ مشترك مع الحكومة السورية”.
وأكدت الإدارة الذاتية في بيانها تمسّكها بـ”وحدة الأراضي السورية”، مشددةً على أهمية “تأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لا مركزي يحفظ حقوق الجميع من دون استثناء”.
وفي موقف لافت، طالب بيان الكرد بـ”توزيع الثروات والموارد الاقتصادية بشكل عادل بين المناطق السورية، بما فيها حقول النفط والغاز، التي يقع أبرزها في مناطق سيطرتها”.
وقال البيان: “نؤكد مرة أخرى ضرورة مشاركة هذه الموارد من خلال الاتفاق مع الحكومة السورية عبر الحوار والتفاوض”، شأنها شأن الموارد “الموجودة في مناطق أخرى”.
وخاضت الإدارة الذاتية منذ العام 2018 جولات محادثات عدّة مع دمشق، من دون إحراز أي نتائج.
وصدر بيان الإدارة الذاتية للكرد بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى دمشق، حيث التقى الرئيس بشار الأسد في القصر الرئاسي، في أول زيارة منذ القطيعة الدبلوماسية إثر اندلاع الحرب عام 2011.
وقالت الرئاسة السورية، في بيان، إنّ الرئيس الأسد أكّد لوزير الخارجية السعودي أنّ “العلاقات السليمة بين سوريا والمملكة هي الحالة الطبيعية، وتنعكس مصلحةً عربية وإقليميةً أيضاً”.
ويكرر الرئيس السوري اتهام الكرد الذين شكّلوا رأس حربة في التصدي لتنظيم “داعش”، وتمكنوا من دحره من مناطق واسعة في شمال وشمال شرق سوريا بدعم أميركي، بـ”العمالة” لواشنطن التي تقود تحالفاً دولياً ضد التنظيم المتطرف.
وقال الأسد في مقابلة خلال زيارته الأخيرة الى موسكو الشهر الماضي، ردّاً على سؤال حول الوحدات الكردية، إنّ “أن أي جهة أو فرد يعمل لصالح قوة أجنبية هو خائن وعميل بكل بساطة”.