عودة الاشتباكات في العاصمة طرابلس ومجلسا النواب و”الأعلى للدولة” يدعوان إلى وقف إطلاق النار
العين برس/ ليبيا
أدان مجلسا النواب والأعلى للدولة في ليبيا، اليوم الثلاثاء، الأعمال القتالية وجرائم الخطف التي تشهدها طرابلس، والتي عرضت وتعرض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر. ودعا مجلس النواب الليبي، في بيانه، جميع الأطراف لوقف الأعمال القتالية فوراً والاحتكام إلى لغة العقل وفتح ممرات آمنة تضمن سلامة المواطنين وحرية تنقلهم.
وحمّل المجلس، “المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، والمتسببين والمشاركين فى الأعمال القتالية وجرائم الخطف وحالة الفوضى وانعدام الاستقرار التي تشهدها المدينة وضواحيها”.
وطالب المجلس، البعثة الأممية للدعم في ليبيا بتحديد موقف واضح من حالة الفوضى وعدم الاستقرار والسلاح المتفلت والاقتتال وتعريض حياة المواطنين وممتلكاتهم ومؤسسات الدولة للخطر، وإعلان شجبها واستنكارها وإدانتها لهذه الجرائم.
كما طالب بإطلاق سراح مدير عام شركة النقل البحري المختطف، خالد التواتي، في ظروف غامضة ويُحمّل الخاطفين المسؤولية الجنائية على سلامته.
ووجه مجلس النواب الليبي، “الدعوة لوزارة الصحة والأطقم والفرق الطبية والهلال الأحمر الليبي لمباشرة مهامهم وتقديم الخدمات الطبية والإنسانية للعالقين فى مناطق الاشتباكات ومساعدتهم على الخروج منها”.
من جهته، دعا المجلس الأعلى للدولة فى ليبيا، في بيان عبر “فيسبوك”، “الأطراف المتحاربة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب صوت العقل وحل الإشكاليات فيما بينها بالطرق السلمية والقانونية”.
وأكد المجلس الأعلى، أنّ موقفه الثابت ورفضه التام لأي حروب جديدة في ربوع ليبيا عامة وطرابلس خاصة.
المبعوث الأممي: لاتفاق يمهد الطريق للانتخابات
بدوره، أعرب المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، اليوم الثلاثاء، عن “قلقه بشأن التطورات في العاصمة الليبية طرابلس.
وحثّ باتيلي، عبر حسابه في منصة “إكس”، “كل الأطراف على وقف تصعيد العنف واحترام مطالب الشعب من أجل السلام والاستقرار”، مذكراً “الأطراف بأنّ حماية المدنيين أمر بالغ الأهمية”.
وأكد المبعوث الأممي “ضرورة التوصل لاتفاق يمهد الطريق للانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة”.
وفي وقت سابق اليوم، أفادت مصادر ليبية بأنّ اشتباكات عنيفة اندلعت بين “قوات جهاز الردع” و”اللواء 444″ في العاصمة الليبية طرابلس، ما تسبب بتعليق الرحلات الجوية إلى مطار المدينة الرئيسي، وسط مخاوف من اتساع نطاق العنف المسلح.
والاشتباكات التي تشهدها طرابلس تعدّ الأسوأ منذ شهور، على الرغم من اندلاع أعمال عنف من حين إلى آخر بين فصائل مسلحة في أجزاء أخرى من شمالي غربي ليبيا في الأسابيع الماضية.
وسبق أن أطلقت الأمم المتحدة تحذيرات من تحول ليبيا إلى “حقل تجارب لكل أنواع الأسلحة الجديدة”، مع إرسال أسلحة ومقاتلين إليها، في انتهاك للحظر وتأجيج لموجة جديدة من القتال.
وتشهد ليبيا أعمال عنف ونزاعاً على السلطة منذ سقوط نظام الرئيس الليبي الراحل، معمّر القذافي، عام 2011، كما أنّها تشهد حرباً تتدخل فيها قوى إقليميّة عديدة. وقد ترافقت مع تأزم الوضع الاقتصادي والتظاهرات.
ويتفاقم الانقسام السياسي في ليبيا مع وجود حكومتين متنافستين؛ الأولى في طرابلس برئاسة الدبيبة، والأخرى تتّخذ من مدينة سرت مقرّاً مؤقتاً لها، ويرأسها أسامة حماد، وتعمل بدعم من البرلمان والقائد العام لـقوات المشير خليفة حفتر.