أكد رئيس الوفد السوري إلى موسكو ومعاون وزير الخارجية والمغتربين، أيمن سوسان، أنّ إعلان تركيا رسمياً، وبشكلٍ لا لبس فيه، أنها ستسحب قواتها من الأراضي السورية كافة هو “المدخل لإعادة التواصل بين الجانبين”.مدنيان سوريان في عدوانٍ صاروخيٍ اسرائيلي استهدفَ العاصمةَ دمشق.
وأوضح سوسان في كلمة أمام الاجتماع الرباعي لمعاوني وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا أن سوريا تعرضت لحرب إرهابية غير مسبوقة خلال الأعوام الـ12 الماضية، وذلك بتخطيط ودعم كامل وغير محدود من بعض الدول الغربية والإقليمية والعربية.
وأضاف أن “الإرهابيين الأجانب جاؤوا إليها من أكثر من 100 دولة، بحسب تقارير الأمم المتحدة. وللأسف، كان ذلك عبر دول الجوار”، شاكراً “الأصدقاء الروس والإيرانيين على مساعدتهم القيمة لسوريا في مواجهة هذا الإرهاب”.
وقال: “لا توجد أي أحكام قانونية دولية تعطي الحق لأي دولة بأن تنتهك سيادة الدول الأخرى أو أن تتدخل عسكرياً في أراضيها من دون موافقة الدولة المعنية، وذلك تحت أي ذريعة كانت، بما في ذلك محاربة الإرهاب”.
ولفت سوسان إلى أن “حادثة الزلزال التي ضربت سوريا وتركيا في السادس من شباط/فبراير الماضي أكدت أن السياسة لا يمكن أن تلغي حقائق التاريخ والجغرافيا أو المصالح المشتركة أو عمق الترابط بين الشعبين الصديقين السوري والتركي”.
وأوضح أن “سوريا تعاملت بإيجابية مع جهود الأصدقاء الروس والإيرانيين الرامية إلى إعادة التواصل بين سوريا وتركيا”، مضيفاً أن “الوصول إلى هذا الهدف له ظروف ومتطلبات موضوعية يجب توفرها، ويجب أن يتم البدء فوراً بتطبيق هذا المبدأ الأساسي بشكل فعلي على أرض الواقع”.
وأكد أن “هذا المبدأ يبقى من دون معنى حقيقي ما لم يترجم ويجسد بالبدء بانسحاب كل القوات الأجنبية غير الشرعية من الأراضي السورية، بما في ذلك القوات التركية، وعدم عرقلة جهود الدولة السورية في إعادة بسط سلطتها على كل أراضيها، بما فيها المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون”.
وتابع بالقول: “لم نرَ حتى الآن أي مؤشرات إيجابية بخصوص انسحاب القوات التركية من سوريا أو بخصوص محاربة الإرهاب والقضاء عليه في شمال غرب سوريا، وخصوصاً في منطقة إدلب، وإعادة بسط سلطة الدولة على هذه المنطقة، بل إن تركيا لم تلتزم حتى التفاهمات التي تم التوصل إليها في إطار أستانة أو مع الجانب الروسي”.
كذلك، أعرب عن استعداد سوريا “للتنسيق مع الأصدقاء الروس والإيرانيين ومع الجانب التركي حول مختلف الجوانب العملية المتعلقة بانسحاب قواته من الأراضي السورية”، مشيراً إلى أن “مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره حتى القضاء النهائي عليه تمثل مصلحة مشتركة للجميع”.
ولفت سوسان إلى أن “من المعروف أن السياسات الخاطئة التي قامت بها بعض الدول منذ بداية الأزمة بهدف إضعاف الدولة السورية هي التي أدت إلى وجود ميليشيات وكيانات ذات نزعة انفصالية في شمال شرقي سوريا”.
وأوضح أن “مسؤولية ضبط الحدود بين الدول المتجاورة هي مسؤولية مشتركة، وهي تتم بالتعاون، لا بالإجراءات الأحادية التدخلية أو غير الشرعية، كما أن محاربة الإرهاب لا تتم بانتقائية أيضاً”.
وشدد أيضاً على أن “كل الجوانب المتمثلة أساساً بموضوع الانسحاب التركي من الأراضي السورية وبإنهاء أي وجود إرهابي في سوريا وبإعادة بسط سلطة الدولة السورية على هذه الأراضي هي جوانب تتسق مع القانون الدولي ومع البيانات الختامية الصادرة عن اجتماعات أستانة”.
وانطلق في وقتٍ سابق اليوم الاجتماع الرباعي لمعاوني وزراء خارجية سوريا وروسيا وإيران وتركيا، وذلك في قصر الضيافة التابع لوزارة الخارجية الروسية في موسكو، لبحث تقريب وجهات النظر بين أنقرة ودمشق.
ووصل الوفد السوري إلى موسكو، أول من أمس، للمشاركة في الاجتماع الرباعي. وعلى هامش ذلك، أجرى مباحثات مع ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية الروسية، ومع علي أصغر خاجي كبير مساعدي وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية الخاصة.
واستضافت روسيا في كانون الأول/ديسمبر الماضي أول محادثات بين وزيري الدفاع التركي والسوري منذ اندلاع الحرب على سوريا في 2011 وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين الجارتين، وبحث خلاله المجتمعون سبل حل الأزمة السورية، ومشكلة اللاجئين، والجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب في سوريا.